شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 46)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
موقفها «المتطرف» و«المتصلّب» في كل قضية تتعلّق بالنزاع العربي الاسرائيلي. بل حتى عندما كانت
الجبهة الشعبية تشجّع التعاون مع الاتحاد السوفياتي لاعتبارات ايديولوجية» كانت تنتقد سياسته
صراحة. فقد عبّر حبش عن هذا الانتقاد, في أوائل تشرين الثاني ( نوفمبر ) 19177., لدى زيارة وفد
منظمة التحرير الفلسطينية لموسكو؛ واشتد نقده للسوفيات في صيف العام 1175, الى درجة الهجوم
العنيف, رافضاً الانضمام الى الوفد الذاهب الى موسكو. بسبب الموقف السوفياتي من مؤتمر جنيف.
وموقفه من الدولة الفلسطينية «الصغرى». ثم شرح» بنفسهء سبب رفضه زيارة موسكى في بيان مشترك
أصدره بالاشتراك مع الجبهة الشعبية القيادة العامة وجبهة التحرير العربية الموالية للعراق» نشر
في 14 تموز ( يوليو ), مهاجماً منظمة التحرير الفلسطينية لمشاركتها في جنيف. وبعد ذلك بوقت قصير,
قال حبش ان غلطة الاتحاد السوفياتي هي اعتقاده بأن الحل السلمي هو الطريق الى تسوية نزاع
الشرق الاوسط؛ ثم أضاف: «بالنسبة الى الظروف الراهنة؛ فان النتيجة المباشرة لاقامة دولة فلسطينية
صغرى هي الاعتراف باسرائيل كدولة, والقبول بالسلام الذي تعرضه .01١(
كان رد السوفيات على حبشء في بادىء الامرء بصورة غير مباشرة. ولكن بعد بضعة أسابيع كان
الرنّ بذكر الاسم. فقد جاء في مجلة «ليتراتورنايا»» في ١4 آب (اغسطس) 1474 ان حبش كان
«يتعاون مع الامبرياليين» في جهودهم الساعية الى منع المنظمة من المشاركة في أعمال مؤتمر جنيف.
ومع ان المجلة موجّهة؛ بالاساسء نحو الجمهور الشعبي المحليء الآ ان ذكر اسم حبش دلّ على تدخّل
واضحء وغير عاديء في الصراع الدالخلي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وبينما كان الاتحاد السوفياتي
قرّر ان لا تمر تهجمات حبش عليه من دون جوابء فقد دلّ هذا التحرّك على رغبة سوفياتية في ان يقوم
عرفات بمخاصمة جبهة الرفض. والواقع» لقد كان من المرغوب فيه؛ من وجهة النظر السوفياتية,
اقصاء هذه الفصائل المتطرّفة عن جسم منظمة التحرير الفلسطينية7١١) . وعلى كل حالء لقد قرر
الاتحاد السوفياتي دعم عرفات. وهكذا كان ردّ الفعل السوفياتي الاولي على انسحاب الجبهة الشعبية
من اللجنة التنفيذية للمنظمة في أيلول ( سبتمبر ) .١914 فقد ورد في رسالة توبيخية نشرتها احدى
الصحف اللبنانية اتهام موسكى الجبهة الشعبية باعاقتها نضال منظمة التحرير الفلسطينية. وذكر,
في هذا السياق, ان السفير السوفياتي في بيروت. عظيموف, ابلغ الى المنظمة قطع الاتصالات
السوفياتية كافة مع الجبهة الشعبية؛ برهاناً على الدعم السوفياتي لعرفات. غير ان الصحافة
السوفياتية لم تذكر أية تفصيلات عن طبيعة المحاورات التي أدّت الى هذا التحرّك. والتي يُعتقد بأن
بعضها كان ناقداً للموقف السوفياتي. وربما انتقدت ٠ موسكو موقف الجبهة الشعبية» في آخر لحظة,
برفضها المشاركة في الوفد الفاسطيني الذاهب الى مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الرباطء وأصدرت
تحذيراً قبل انعقاد المؤتمر, يُعتقد بأنه كان موجّهاً. من الاساسء ضد جبهة الرفض حول «محاولات
الاعداء» لاملاء جدول أعمال مناقضء تماماً. للطموحات السلمية للشعب العربي. وعند افتتاح
المؤتمر. أصدرت موسكو بيان مشتركاً مع وفد من الحزب الشيوعي العراقي» صادف وجوده في
العاصمة السوفياتية؛ تؤيد فيه اقامة دولة فلسطينية في الاراضي التي ستحرّرء وتؤيد اعادة عقد مؤتمر
جنيف للسلام 19
أبعد من الخلافات الداخلية للمنظمة التى شحذت فيها موسكو اسلحتهاء ركز الاتحاد
السوفياتي على النتيجة «غير المثمرة» للعمليات المسلّحة الخارجية. فقد تجدّد الانتقاد لهذه
العمليات في ربيع العام 2.1474 وأثير تحديداً. خلال محادثات غروميكى عرفاتء في آذار
(مارس).؛ عند لقائهما في دمشق. وفي ١5 آذار (مارس)؛ رأت صحيفة «النيوتايمز», الصادرة
5 نون فلسطنية العدد 5١“ 558 تشرين الأول ( أكتوبر) تشرين الثاني ( نوقمير) ١9195١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)