شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 52)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 52)
- المحتوى
-
د. نييل حيدري
ب «حكومة ذات سيادة» تنشا في جميع الاراضي المحررة من الاحتلال الاسرائيلي» بينما يبقى هدف
منظمة التحرير الفلسطينية هو تحرير جميع الاراضي الفلسطينية. هذا البرنامج كان: على أي حال»
مساومة اقتضتها الضرورة» بسبب معارضة معظم قادة الفصائل الراديكاليين» ويخاصة حبش
وجبريل اللذان كانا يعارضان ذكر أي بحث في هذا الموضوع؛ خصوصاً وان حبش ادّعى بأن عرفات
كان وافقء في الحقيقة, مع السوفيات على فكرة «الدويلة»7"7).
ما هى أكيدء أن الخط السوفياتي العام بقي» على الرغم من دعمه للمنظمة؛ مناوباً للعمليات
العسكرية في الخارج: بل وحتى للكفاح المسلّح في الداخل. وما يلفت الانتباه اليه, على هذا الصعيد»
هو مطالبة الاذاعة السوفياتية الناطقة باللغة العربية, بمناسبة زيارة عرقاتء, الفلسطينيين
5 «الشعور بالمسؤولية». وحضّت على القيام بنشاط سياسي أكبر في الاراضي المحتلة؛ وهى الاتجاه
الذي عبرت عنه الجبهة الوطنية الفلسطينية. وربما كان هذا الامر مرتبطاً بخيار موسكو من أجل
القيام بنوع من العصيان المدنيء الذي حفز, في حينه, أهالي الضفة الفلسطينية وقطاع غزة» في اثناء
مناقشات القضية الفلسطينية في الجمعية العامة للامم المتحدة؛ وفي مؤتمر الرباط. لقد أشار احد
الصحافيين الفلسطينيين الذي رافق الوفد في هذه الزيارة» الى خلافات مع الاتحاد السوفياتي مؤكداً
ان جل ما يريده السوفيات هو تِحِنْب المواجهة المسلّحة في المنطقة بأي وسيلة كانت, ويريد منطق
السلام في أوقات الازماتء «بينما نرىء نحن الفلسطينيين: ضرورة تصعيد الكفاح المسلّح059).
الى جانب ذلكء يبدو ان السوفيات ضغطوا باتجاه التشديد على «ضبط» الساحة الفلسطينية
الداخلية. وقد أوحى تعليق عرفات بأنه لم يرض عن الطرح السوفياتي في هذه القضية. وقالء بعد
اعترافه بوجوب وجهات نظر مختلفة داخل الحركة الفلسطينية, انه على الرغم من تقوية وتحسين
العلاقات بين فصائل الحركة» فان التعبير عن وجهات النظر المختلفة دليل على «عافية الثورة».
وياعترافه بوجوب تيارات متباينة في الرأيء سألء وكأنه يتحدّى الاتحاد السوفياتي: «وهل توجد ثورة
دون تيارات سلبية؟ بل حتى في الدول المستقرة توجد هذه التيارات؛ ونحن لا نتوقع ثورة من دونها,
وخاصة الثورة الفلسطينية والقضية الفلسطينية» 21
على ان الزيارة انتهت ببيان رحب باعتراف الآخرين بالمنظمة, أي اعتراف مؤتمر الرباط, مع
هذا لم يعتبر اعترافاً سوفياتياً مباشراً. وكان هذاء بالطبع» مجرّد تحفظ رسمي ا 0
أشكال الاعتراف الاخرى كانت تلائم منظمة التحرير الفلسطينية» ولكنها كافية لترك منفذ صغير
للمناورة في المستقبل. وفي الوقت عينهء يستطيع الاتحاد السوفياتي بهذا الضغط ان يشير الى
الاعتراف الضمني الوارد في هذه البيانات والخطابات والتعليقات: اضافة الى التأييد السوفياتي لقرار
الجمعية العامة للامم المتحدةء الذي ينسجم مع الوضع الذي تنشده المنظمة(*").
قصارى القولء ان العلاقة بين الاتحاد السوفاتي ومنظمة التحرير الفلسطينية؛ في تلك المرحلة,
لم تكن نوعاً من الاعجاب المتبادل» او الاتفاق على وجهات النظرء بل تطوّرت نتيجة العوامل الاقليمية,
والدولية. وبخاصة الدولية, بسبب التنافس مع الولايات المتحدة الاميركية. وضمن حدّي هذه
الفرضية؛ تطوّرت العلاقة, تدريجياً. الى ان وصلت الى تأييد فكرة اقامة الدولة الفلسطينية في العام
4 ووالاعتراف الحذر بدور منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني.
وربما كانت تأكيدات الاتحاد السوفياتي لمركزية العامل الفلسطيني في أي تسوية للنزاع العربي -
الاسرائيلي» وسيلة لتهميش وسدّ الطريق أمام تقدّم الولايات المتحدة الاميركية في المنطقة؛ على
ردك اشْيُونُ فلسطية العدد 7١ - 8؟؟: تشرين الأول ( اكتوير ) - تشرين الثاني ( نوفمير) 1191١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11196 (4 views)