شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 83)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 83)
- المحتوى
-
حح «فردوس أرضي» على قاعدة الرمز اليهودي
ثقافة وتحضراًء أي الأكثر تمثّلاً ومشاكلة للتراث الغربي. وهنا خطورة هذه الاسطورة حين يصل
الوضع ببعض المثقفين والساسة العرب الى احتذاء المقاربة الغربية للقضية الفلسطينية والعربية
بعامة؛ هذه المقاربة التي تروي القصة وترى المصير انطلاقاً من أسطورة التوراة» وليس من التاريخ
كما وقع فعلاً.
لقد قادت الصهيونية حملة تثقيف الى العالم قبل ان تكون هذه الصهيونية؛ أي حين لم تكن
خرجت عن كونها رؤّيا يهودية عنصرية. وحين بدأت هذه الرؤيا بتحقيق نفسها في التاريخ بالتحوّل الى
صهيونية» كانت أسس كثيرة قد أرسيت وبذور كثيرة قد بدأت تصحو من هجعتهاء حتى اننا لنجد
البعض وجد في اقتلاع الفلسطينيين من الأرض تصديقاً لرؤيا «أشعيا», حتى بدون أن يكون هذا
البعض قادراً على فك الخط من أي نوع كان. وكثيراً ما كنت حين أسأل عن مصادرهء أواجه بجواب
لا يتغيّر وهى: «ان هذا مكتوب في كتبهم» أي في التوراة اليهودية.
موضوعناء هناء هى هذه الارضية الثقافية التي ت تستخدمها الرأسمالية الغربية لتبرير كل أنواع
البربرية الموجهة ضد الانسان العربي؛ أي المفهوم التوراتي للتاريخ, وتاريخ منطقتنا بالذات» مع وعينا
الكامل بأنّ هذا لا يمثّل الا جانباً من الصورة المركبة: صورة المشروع الرأسمالي المنفلت باتجاه التهام
الموارد والأسواق والبشر. قال دافيد بن غوريون عن خطاب تدشين دولة اسرائيلء في 6 ١ أيار مايق )
4« دانه كان يفكر وه يخطتّ, بالولايات المتحدة الاميركية في بداياتهاء حين كانت تضم حفنة
من الاراضي على ساحل المحيط الأطلسي, ثم قدّرلها ان تتوسّع على طولء وعرضء القارة خلال قرن
واحد»().
ليس هذا التمائل في بنية التفكير وليد المصادفة» بل وليد حركة استعمار واقعية واحدة: وكذلك
هو أمر الاسطورة التوراتية» حين تصبح نغمة يعزفها الخطاب الغربي طوال المئّة عام الأخيرة؛ ويؤثر
بها في العقلية الغربية» فتمتد من لويد جورج البريطاني حتى جيمي كارتر الاميركي بالصيغة ذاتها
تقريباً؛ أي مقاربة القضية السياسية الفلسطينية والدخول اليها عبر التوراة وتاريخها: ان في هذا
الجو شيئاً جديراً بالاهتمام والمتابعة.
ثمّة ملحوظة للدكتور أنيس صايغء ذكرها في مقدّمة دراسة «في الأدب الصهيوني» لغسان
كنفاني . تقول الملحوظة «أنه رغم تسخير الأدب الصهيوني للسياسة ولخدمة أغراض سياسية, وانه
سخّر نفسه لخدمة هذه الاغراض الصهيونية بأبشع الوسائل, بالكذب والتمويه وقلب الحقائق. الا
انه يجد صدى ودّياً واسعاً في العالم, ويجد الكثيرمن الترحيب والاعجاب. ولا يكاد يروّج رواجاً تجارياً
ومعنوياً أدب سيامي واحد خارج البلد الذي يصدر فيه بمقدار رواج الأدب الصهيوني في بقاع العالم
المختلفة...2('). ولكن د . صايغ توقف عند حدوب هذه الملحوظة. ولم يعلّل ظاهرة الصدى الودّي
والترحيب والرواج, ربما استناداً الى ان كل قارىء عربي يعرف التعليل الشائئع والقائل بسيطرة
الصهيونية على الأجهزة الاعلامية الغربية» وقدراتها المالية الضخمة؛ وضعف الوسائل العربية في
المقابل. وهو تعليل لا يفسّر حقيقة السيطرة الفعلية ومكامنها الخفيّة, كما سنرى.
وكنا نتمثى ان نجد شيئاً من التعليل في دراسة كنفاني المشار اليها؛ الا ان هذه الدراسة؛ على
الرفم من اقترابها من تفجير القضية, وقفت دونها. فهى لاحظ انه «لن يتقيّد بتاريخ ولادة الحركة
الصهيونية السياسية في أواخر القرن الماضيء كنقطة بدء لدراسة الأدب الصهيونيء بل سيمضي الى
الوراء في تقصّي جذور الصهيونية في الأدب الى أبعد ما يستطيع»7). ولاحظء ببصيرة نافذة؛ ان
العدد 577 75714 تشرين الأول ( اكتوبر ) تشرين الثاني ( توفمبر) 1431١ لَمُهُونُ فلسطيزية اذه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)