شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 88)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 88)
- المحتوى
-
محمد الأسعد د-م
تختصر التوراة» ومن يوالي تاريخها وجغرافيتهاء التوسّع الآشوري والبابلي في الشرق القديم بالسبي
البابلي وهى قول يشبه القول ان القنابل الالمانية» التي سقطت على لندنء لم تقتل الا السيد فاجن
وعائلته (فاجن» هو أحد أبطال رواية شارل ديكنز «اوليفر تويست»)!
ان التاريخ: منظوراً اليه من هذه الزاوية» لا يتحوّل إلى تاريخ مصائر بشرية» بل تاريخ مصير
اليهودي: ولا يعدو مثل هذا التاريخ اسماً كاريكاتيرياً عجيباً. ولكن .أليس هذا هى فعلاً التاريخ كما
تكتبه اورويا وحركة الاستعمارء حين أصبح التاريخ مصيراً اوروبياً؛ ثْمّ مصيراً يهودياً. على التوالي؟
ربما يُدْهَشُ القارىء العربي لى علم بأن التعلّم الصهيوني عن الحروب الصليبية يؤْوّل هذه
الحروب على انها قامت من أجل قتل اليهود» وان حضارة العرب في الاندلس لم تكن ممكنة لولا اليهود
الذين أقاموها(*")! ألا تنسجم هذه الرؤيا للتاريخ: حرفياًء مع مقتضيات التوراة بالقول ب «الشعب
المختار», لغة وعقيدة ووجودا؟
تجربة اليهودي» الى درجة ان عدداً من الكتّاب الغربيين لا يستطبع جلاء صودة عصره يدون الاستنا
الى هذا المرتكز من التجربة.
المسرحى الاميركى ارثر ميلل ف مسرحية «بعد الهيوط من الفردوس», وصل بأبطاله الى ذروة
وعيهم بالاضطهادء في الفترة المكارثية الاميركية؛ بزيارة معتقل نازي, حيث يتبدّل وعي العالم في ذهن
أبطاله ويدون «الدانوب رمادياً: بعد ان كانوا يظنونه أزيق: 6 و
واستقى جورج أوريل صأحب رواية «العام )© مشاهد الرعب والاضطهاد التي تسم عصر
قيام الدكتاتوريات من الروايات الصهيونية عن غرق السفن التي أقلّت اليهود الى فلسطين(""). وحين
وصف شخصية القائد المغضوب عليه والملعون من قبل الديكتاتورية المتخيّلة في العام .١5445 لا يجد
ما يشبهه به سوى بأنه «وجه رجل يهودي ضعيف الينية يكسو رأسه شعر أشيب وله ذقن صغير...
كان وجهاً ينم عن الذكاءء ولكنه يوحي للانسان باحتقار صاحبه»7"'). أمّا جيمس جويس» فهو وحُد
في روايته «يوليسيس». بين هذه الشخصية. الملحمية الاغريقية والسيد بلوم اليهودي الايرلندي
التائه. في مدينة دبلن» سحابة نهار كامل: أي في العالم والتاريخ. كما أشارت الى ذلك خلفية
الرحلة(؟").
الكاتب الغربي: بشكل عام لا ينسى هذا المرتكز (تجربة اليهودي) التي أصبحت رمزاً لوضعية
الانسان في العالم» سواء أكتب أم تحدث: وسواء خاطب الغربي أم غيره. قهذا المرتكزء بالنسبة اليه
والى جمهوره: دليل «أصالة» و«معاصره» و«شمول انساني»» كما يوحي السياق ٠ وكم كان مدهشاً:
بالنسية ؛ الي على الاقلء 3 أقراً 8 مجلة «ثقافة الهند» خطاباً ألقاه, في جمهور هنددي» الكاتب الالماني
تأكيد نظرته الانسانية الواسعة, فركز حديثه على خطرين يهدّدان البشرية, هما الجوع مع الانفجار
السكاني ومقتل سبنة ة ملايين يهود ي في المانياء وهو رقم أسطوري» كما أثيتت دراسات معاصرة . وكان
هذا مدخلا الى الزعم بأن هذا الرقم يمكن ان يزداد» اذا ظل التهديد العربى بالابادة موجّهاً الى
اسرائيل. وفي اعتقاده, ان العالم كلّه يساهم في تهديد هذه «الجماعة الصغيرة الحزينة»(” '). فالدولتان
الكبريانء اميركا والاتحاد السوفياتي» تساهمان من طريق مدّ العرب بالاسلحة('')؛ ودول العالم
الثشالث تساهم:ء وكذلك الدول الاوروبية. حين تسمح للدول العربية بتهديدها نفطياً(”).
4/4 شْيُون فلسطيزية العدد 57 - 5”6: تشرين الأول ( اكتوير ) تشرين الثاني ( نوقمير) 1١915١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)