شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 89)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 89)
- المحتوى
-
اسه «فردوس أرضي» على قاعدة الرمز اليهودي
ويشمل الاتهام حتى بابا روما نسم جين انتقده غراس, قائلاً أن البابا «لا يرى سوى ان المقدّسات
في بيت المقدس معرّضة للخطر....» 757 ). أي أنه يغض النظر عن الجماعة الصغيرة الحزينة.
من العبث: كما يبدى, مواجهة هذه الايديولوجية بخطاب سياسي فوقي» بل بخطاب ثقافي يعكس
حضوراً عربياً متميّزاً ؛ أذ ان الاسطورة لتظل قائمة تلجاً الى غير المباشر والواضع. الى أعماق الانسان
وهواجسه ومخاوفه. الى بنية فكره. اضافة الى ان الدفاع عن الاسطورة في الغرب هو دفاع عما يعتقده
مرتكزات وجوده:ء لأن في انهيارها انهيار لأسطورة العرق الابيض: اسطورة الحركة الاستعمارية. ويما
أن الاسطورة ليست ثقافة فقطء بل هىء أيضاًء تجسّدات انسانية» فان تجسيد انسانية الانسان
العربي هو حجر الزاوية في هذه المواجهة.
بين نصين
يكاد القارىء العربي يتصور ان الخطاب الصهيوني» ويخاصة الخطاب الأدبي: هو خطاب
سجالي؛ بمعنى انه ينطلق من, ويتأسس على» قاعدة الجدل مع الآخرء وعلى قاعدة الاعتداء على
حقيقته ومسخها كلّما وجد الى ذلك سبيلاً والآخر المقصود هو الفلسطيني, أى العربي عموماً.
وقد ساعدت اتجاهات عربية عديدة على اشاعة هذا الانطباع,. ورشخت وجهات نظر مكرورة»
تبدى وكآنها اكتشفت مفتاح الخطاب الصهيوني, فلم تعد بحاجة الآ الى الاشارة اليه كلما أجري
حديثء: أو جاءت مناسية. ولكن جولة واسعة نوعاً ما على الخطاب الصهيوني وتجسّداته الأآدبية,
والفكرية. تظهر ان هذا الانطباع غير صحيح. ليس لأن هذا الخطاب لايمسٌ العربيء أويتجاهله أى
انه لا يعتدي على حقائقه, وانما لآنه يقوم, في جزء كبير منه» على قاعدة أخرى تكاد تكون مجهولة في
الكتابة العربية تلك هي قاعدة تأكيد الذات وحضورها كتجربة انسانية أمام العالم, » وليس خطاباً
عاماً مهمّته التصويت. ولا يبدى الكاتب الصهيونيء في هذا الجزء الكبير, منهمكاً في محاولة اقناع
العالم بعدم جدارة الانسان العربي, بقدر ما يبدو منهمكاً في اثبات جدارته هىو حتى بدون حاجة الى
الاشارة الى الآخر الفلسطينيء أى العربي. اضافة الى انه كاتب محظوظء كما هى محظوظ الكاتب
المسرحي اليوناني القديم الذي كان يستندء دائماً. الى الاساطير اليونانية التي لا يجهلها أبسط
يوناني. فما ان يبدأ بالمسرحية حتى يكمل الجمهور بقيّتها. ومصدر الحظ الذي نعنيه هى اعتماد
«العهد القديم» جزءاً أساسياً من تعاليم المسيحية الغربية.
تكتسب هذه القاعدة التي ينطلق منها ويتأسس عليها الخطاب الصهيوني أهمية بالغة في نطاق
الأعمال الفنية» والأدبية. فهذه الاعمال هي الموؤهلة» دون غيرهاء لنقل التجارب وايجاد الصلة بالعالم:
الصلة الفكرية والوجدانية معاً . ونعتقد بأن جزءاً كبيراً من الرواج الذي يحظى به الآدب الصهيوني
يرجع . ألى هذه القاعدة, قبل ان يكون بسبب قضية الصهيونية السياسية. ان أشدٌ السياسات قدرة
ونفوناً » مثل السياسة الاميركية. هي الأقل اقتاعاً على صعيد الغرب» بل وحتى على صعيد الداخل
الاميركي.
ما الذي يعنيه تأسيس خطاب على قاعدة التجرية الانسانية؟ وما الذي يعنيه هذا بالنسبة الى
الصهيوني؟
اذا تجاوزنا أنماطاً من الخطابات الأدبية الصهيونية التي أصدرت لتقديم صورة ة الفلسطيني»
والعربيء الى العالم من منظور ضيّقء وهي خطابات لم تعد تحظى بالتعاطف كثيراً. نجد أنفسنا
العدد 7؟؟ 78؟, تشرين الأول ( اكتوبر ) تشرين الثاني ( نوفمبر ) 0 ليون فلصطيزية 4/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)