شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 90)
- المحتوى
-
محمد الأسعد سس
تجاه نمط مختلف يتمحور في تقديم تجربة اليهودي بوصفها تجربة انسانية» أي ليست غريبة عن كل
ما يهم الانسان. بعبارة أخرىء تقديم هذه التجربة في سياق اجتماعي وتاريخي بدأ يتحقّق على أرض
ومعنى هذاء ان الجدال في ما اذا كان لهذا التجمّع الاستيطاني الحق في الوجود على هذه الأرض
لم يعد مطروحاً للنقاش. وكذلك الجدال في حق الآخر الفلسطينيء أو العربي. ان ما يهتم به هذا
الخطاب هو تأسيس نفسه على أرضية جديدة. هي أرضية المشاكل الطبيعية: أو الانسانية, التي
يعانيء منها كأي خطاب مجتمع آخر.
ومن الخطاء في قراءة دلالات هذه الارضية؛ اسقاط آليات التفكير الرغائبي عليهاء مثل رؤية
«الغيار» بدداً كما هو في ثقافتناء وروية القلق علامة اعادة نظر جذرية » في الصهيونية. اننا نعتقد بأن
دلالة الغبار والصراع والقلق والتساول عكس هذا تماماً. انها تنبىء بشعور الوصول الى مرحلة من
النضج. الى درجة لم تعد فيها الأهداف القديمة؛ أو اقناع الآخرء أو الجدل معهء تشكّل قيداً أو مانعاً
أمام طرح التمرّقات أو المعاناة الصهيونية بوصفها معاناة مجتمع ترك وراءه مشاكل الولادة؛ وبدآ
يقكّر بمشاكل النمو وأعبائه.
هنا تستوي الشخصية المطروحة على العالم, شخصية الاسرائيلي المصطنعة عة أساساً وليس
اليهوديء مع «الانسان» نفسه. ولا تعود غريبة» كما كانت في البداية؛ ولا تعوب مفتقرة الى البدهيات
الأساسية, 5 الأرض والمجتمع والتاريخ. ولم يكن ممكناً الوصول الى هذه الارضية بتكرار تذكير
القارىء بالفلسطينيء أو بالعربي» بل بالقطع مع هذه العلاقة. بصورة أو بأخرى. والاقامة على أرض
علاقة جديدة بين اليهودي واليهودي واليهودي ونفسه. وهذا هومعنى التجربة الشخصية التي تعنى
بها الخطابات الصهيونية, وتتمحور فيها. ' ١
ان القناعة الغربية بوجوب العرق اليهودي والشعب اليهوديء ولى على صعيد شعبي», قد تم
تثبيتها ايديولوجياً بفعل التشبّع التوراتي قبل قيام الصهيونية بسنوات طويلة. وما كان نبوءات
وأساطير تمَّت ترجمته الى «صهيونية» في ظروف القرن العشرين وموازين القوىء ولم تبق الا الخطوة
الاخرىء وهى أن يبرز هذا الشعب وجوده كتجربة متميّزة ذات نكهة خاصة على الصعيد العسكرى:
والسياسي» والثقافي. ا
وقد تولّ الخطاب الأدبى الجزء الأكبر من هذه المهمة, في نطاق استكمال ما كان مجرّد أقاويل
وادعاءات توراتية. وكما نعرفء فان هذه النوعية من الخطابات بحاجة الى الجانبين: القضية الروحية
والقضية التقنية.
ويبدى لنا ان مركز قوة الخطاب الصهيوني هى في ما أهمله الخطاب العربيء: أي في المضمون
الانسانىء والاجتماعى» لهذا الخطابء وليس في اجادة العلاقات العامة واستقلال وسائل الاتصال
الحديثة فقط. ١
هذا المضمون, بغض النظر عن كونه يتحدث عن واقع قام ضد التاريخ او الحقيقة الفلسطينية,
يحتفظ باستقلالية هامّة : : انه لا يطرح نفسه بالتلازم مع التاريخ والحقائق الاخرى التي تتعلّق بناء بل
بتاريخ وحقائق تتعلّق بهء أو بغيره من الشعوب الغربية. انه خطاب يطمح الى اضاءة شخصية: والى
تاكيد حضورهاء وليس الى نفي الآخر الذي أصبح نفيه قضية ميتة بالنسبة الى هذا الخطابء
66 'شْوُون فلسطنية العدد ؟؟١ - 4”؟: تشرين الأول ( اكتوير ) تشرين الثاني ( نوفمير) ١951١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)