شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 129)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 129)
- المحتوى
-
أزمة الضمانات الاميركية
الحالية ترى في سياسة الاستيطان الليكودية تحدّياً
سافراً لجهودها المتواصلة من أجل اقناع العرب
بالجلوس الى طاولة التفاوض مع اسرائيل.
ومن جهة أخرى, فان المتغيّرات العالمية خلال .
السنتين الاخيرتين سياسة الانقتاح السوفياتية,
وانتهاء الحرب الباردة؛ وتداعي نفوذ الاتحاد
السوفياتي كقوة عظمى موازي ية للولايات المتحدة
الاميركية تركت هذه الاخيرة متفردة في زعامتها
العالمية, وفي ممارسة نفوذها وفرض حلولها
العسكرية والسياسية على مختلف بؤْر التوثّر في
العالم. وكان واضحاً. خلال أزمة الخليج والحرب
المدمرة التي لحقتهاء أن واشنطن قرّرت التعامل
مباشرة مع بؤر الت الخطرة» بد من الاعتماد على
كلاء محليين: كما كان الحال سابقاً.
هذه التطورات, 3 مجملهاء باتت تعني تغيراً
هامّاًء وربما جذرياً في مكانة اسرائيل وأهميتها
الاستراتيجية بالنسبة الى الشريك الاميركي الكبير
على الرغم من انه من السابق لأوانه التوصّل الى
استنتاجات قاطعة في هذا المجال. وضمن هذا الاطار
يندرج الطلب الاميركي لاسرائيل “خلال أزمة الخليج
وحربه؛ بالتزام ضبط النفس وعدم التدخّل مباشرة في
تلك الازمة. بهدف الحفاظ على تماسك تحالفها مع
عدد من الدول العربية آنذاك ضد العراق. ولِم تكن
استجابة اسرائيل لهذا الطلب الاميركي اعتراقاً منها
بتراجع أهميتها الاستراتيجية في الحسابات
الاميركية: بل رغبة في تسجيل خدمة للشريك الاكبر
لا بدٌ من المطالبة بثمنها مستقبلاًء من جهة, وادراكاً
ضمنياً. من جهة أخرىء بأن القدرات العسكرية
الاسرائيلية لن تستطيع القيام بأكثر مما تقوم به
جيوش التحالف في حرب الخليج. ولم تتآخّر اسرائيل
كشيراً عن المطالبة بالثمن المناسي لسياستها
«المنضبطة»؛ اذ قدّمتء في شباط ( فبراير ) الماضيء
طلباً رسمياً الى الادارة الاميركية للحصول على
ضمانات ائتمانية بقيمة ة عشرة ة مليارات دولار تتورّع
على خمس سنوات مقبلة. وعلى الرغم من ان هذا
الطلب لا يعني حصول اسرائيل من الخزينة
الاميكية, مباشرة؛ على هذا الميلغ؛ الا ان مجرّد
يم الضمانات المالية الاميركية يعني تمكين
اسرائيل من الحصول على قروض بشروط مريحة من
الاسواق المالية العالمية, وعلى ضمانات مماثلة
من حكومات غربية أخرىء وعلى التزام واشنطن
بتسديد القروض الاسرائيلية في حال عجزت تل -
أبيب عن ذلك. كما ان اسرائيل كانت تدرك»
بالتأكيدء ان فرصة الحصول على مبلغ ضخم بهذا
الحجم قد لا تتكرّر ثانية؛ آخذة في الاعتبار المتغئرات
على الساحتين: الدولية والاقليمية.
الا ان الادارة الاميركية؛ في حينهاء لم تستقبل
هذا الطلب بأي ترحيب أى حماس, وأشارت على
أسرائيل بتأجيل طلبها حتى أيلول ( سبتمبر )؛ وهو
موعد دراسة الميزانية الاميركية للعام 551
ووافقتء في المقابلء على منح اسرائيل مساعدة
خاصة بقيمة 15١ مليون دولار. ويبدى ان الادارة
الاميركية كانت: في موقفها هذاء تنطلق من اعتبارات
ثلاثة: الازمة الاقتصادية المتزايدة داخل الولايات
المتحدة الاميركية: وسياسة أسرائيل الاقتصادية
المتهورة؛ وموقف شامير المتزمّت من الحقوق
الفلسطينية المشروعة (تايم, 1؟1951/9/5). وفي
حين وافقت أسرائيل على هذا التأجيلء فان اللوبى
الاسرائيلي في اميركا بدأ استعداداته لشن حملة
منظمة على الادارة الاميركية لضمان الموافقة على
طلب الضمانات في أيلول ( سبتمبر )؛ وبالتالي»
فعندما طلب الرئيس بوش تأجيل البحثء مجدداء في
هذه الضمانات لمدة ١٠٠١ يوماًء انفجرت في وجهه آلة
الضغط الصهيونية. بحيث اضطر بوشء في مؤتمر
صحاف عقده بتاريخ 1991/9/١1 الى ان يصف
نفسه ب «الرجل الوحيد الصغير في البيت الابيض»
في مواجهة حوالى ٠٠٠١ شخص من نشيطي
المنظمات اليهودية الاميركية, الذين زحفوا الى
العاصمة واشنطن لاقناع أعضاء الكونغرس بعدم
الاستجابة للطلب الرئاسي (نيوزويك,
*//6©2 وهدّد بوشء في ذلك المؤتمسر.
باستخدام ال «فيتى» لالغاء قرار مجلس الشيوخ
الاميركي؛ في حال موافقته على طلب الضمانات
الاسرائيلي وعدم استجابته لرغبة الرئيس في تأجيل
البحث بهذا الطلب. وتجدر الاشارة: هناء الى ان
الرئيس الاميركي لا يملك حق منع الكونغرس من
مناقشة الطلبء ولكنه يملك حق معارضة قراره
باستخدام حق النقض ( الفيتى) الرئاسي. وفي
المقابل» يملك الكونغرسء, بأغلبية ثلثي الاصوات
( يتألف الكونغرس من مئة عضى).» حق رد
العدد 555 - 774؛ تشرين الأول ( اكتوبر ) - تشرين الثاني ( نوقمبر ) 159١ لَدُيُون فلصطزية 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22416 (3 views)