شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 151)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 151)
- المحتوى
-
حل خطاب الوفد الفلسطيني في مؤتمر السلام
سوى لتتطلّعهم الى الحرية وتجرّؤهم على تحدّي
الاحتلال. نتحدث باسمهم ونقول: اطلقوا سراحهم
وفي الوقت الذي نخاطبكم فيه. يئن من الألم
عشرات الألوف من الجرحى وال معوقين» فليشف السلام
جراحهم. وفي الوقت الذي نخاطبكم فيه. تلازمناء
وتلاحقناء عيون الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين منذ
العام 15144ء ومن المشرّدين منذ العام 15717ء ومن
المبعدين, فليس أقسى من مصير الابعاد والنفي.
أعيدوهم الى الوطن؛ فحق العودة حق لهم. وفي الوقت
الذي نتحدث اليكمء فان صمت البيوت المهدومة يتردّد
صداه عبر ارجاء القاعات وفي أذهاننا؛ فلتعد بناء
بيوتنا في دولتنا الحرة. ماذا نقول لأحباء الشهداء
الذين صرعهم رصاص جيش الاحتلال؟ ويماذا نجيب
عن تلك الاسئلة وذلك الخوف في عيون أطقالنا؟ وأي
لحن وداع نعزفه للاشجار التي اقتلعتها جرّافات
الجيش المحتل؟ وفوق كل ذلك من يقدر ان يفسّر ربسالة
السلام لأولئك الذين صودرت أراضيهم؟ ازيلوا
الاسلاك الشائكة وأعيدوا المياه التي تمنحنا الحياة.
يجب ايقاف الاستيطان الآن. فمن المستحيل
اطلاق عملية السلام في الوقت الذي تتمّ مصادرة
الارض الفلسطينية بوسائل وأساليب لا حصر لهاء وفي
الوقت الذي تحدّد جرّافات الاحتلال الاسرائيلي
والاسلاك الشائكة: يومياًء وضعء ومصير, الاراضي
الفلسطينية المحتلة . وهذا ليس عبارة عن موقف, بل هو
حقيقة لايمكن نفيها. ان ميدآ «الارض مقابل السلام»
يصبح مهزلة عندما يكون الاستيلاء غير القانوني
على الاراضي هو السياسة الرسمية الاسرائيلية: قولا
وممارسة.
باسم الشعب الفلسطيني نود مخاطبة الشعب
الاسرائيلي الذي عانينا وايّاه دهراًء من الألم .نحن على
استعداد لآن نعيش جنباً الى جنب» نقتسم الارض
والوعد بالمستقبل. غير ان التقاسم يستدعي ان يكون
الشريكان على استعداد للاقتسام كأنداد؛ فالتبادلية
والمعاملة بالمثل ينبغي ان تحل محل السيطرة والعداء,
وذلك من اجل المصالحة الحقة, والتعايش في ظل
الشرعية الدولية. ان أمنكم وأمننا يعتمد كل منهما
على الآخرء ويرتبطان؛ معاً كارتباط مخاوف وكوابيس
أطفالتا.
لقد خبرنا البعض متكم في السراء والضرّاء.
فالمحتل لا يستطيع اخفاء أسرار عمّن يحتلهم.
العدد 7577 . 2,558 ت
ونحن شههودب على الثمن الباهظ الذي انتزعه الاحتلال
مذكم ومنًا. لقد رأيناكم وانتم مهمومون لتحوّل أبناتكم
وبناتكم الى مجرّد أدوات للاحتلال الاعمى والعنيف.
ونحن على ثقة بأنه لم يخطر ببالكم» ولم تتصورواء
أبدأء مثل هذا الدور لأطفالكم, الذين اعتقدتم بأنهم
سيشكلون معالم مستقبلكم. لقد رأيناكم تستعيدون,
بأسى عميق, مأساة ماضيكم, فننظر برعب الى التشويه
الذي صير الضحية جلاداً.
ليس من أجل هذا ترعرعت آمالكم واحلامكم
وأولادكم. ولهذا السبب بالذات نتوجه بالتقدير
الصادق الى الذين قدّموا منكم العزاء لتكلاناء والذين
آزروا من هدمت منازلهم من أبناء شعبناء والذين
منحوا التشجيع وقدّموا النصح القانوني الى المعتقلين
خلف الأسلاك الشائكة وقضبان الحديد.
وقد خرجنا في مسيرات معاًء وأصاينا الغاز المسيل
للدموع بالاختناق؛ الغاز الذي لا يعرف التمييز. كما
صرخنا ألما من الهراوات التي انهالت على أجساد
الفلسطينيين والاسرائيليين سواء يسواء؛ ؛ فالألم لا
يعرف الحدود القومية» وليس بمقدور احد ان يدّعي
باحتكار المعاناة. ١
لقد شكّلناء ذات يوم: سلسلة بشرية حول مدينة
القدسء حيث تشابكت أيدينا وأنشدنا للسلام. فدعونا
نشكلء اليوم, س 0 0 حول مدريدء ونواصل
سعينا النبيل من أجل تحقيق السلام ووعد الحرية
لأبنائنا وأبنائكم. : ترقا حواجز التشكيك والخوف.
لننظر الى أمام بسعة أفق وأمل.
ولأخواتنا وأخوتنا العربء الذين يمثل أغلبهم في
هذه المناسبة التاريخية» نعيّر عن انتمائنا كما نعبّر عن
عرفاتنا نا لدعمكم المتواصل وتضامنكم معنا. نحن:
الآن» هناء من أجل سلام عادل ودائمء تكون فيه
الحرية لفلسطين: والعدالة للفلسطينيينء وانهاء
الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية
كافة, بمثابة الحجر الأساس. وعندهاء فقط, سنتمكّن
من جني ثمار السلامء ازدهاراً؛ وأماناًء وكرامة, وحرية,
للانسان.
كما نتوجّه, بشكل خاصء الى زملائنا الاردنيين في
وفدنا المشترك. ان كلا من التاريخ والجغرافيا يربطان
ما بين شعبينا برباط خاص. معاً سنكاقح من أجل
تحقيق السلام. وسنواصل كفاحنا من أجل حقنا في
السيادة في ذات الوقت الذي نمضي بحرية وملء
تشرين الأول ( اكتوبر ) تشرين الثاني ( توفمبر ) ١151١ لَتْوُون فلسطيزية ليك ١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)