شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 17)
- المحتوى
-
محمد خالد الازهري طححد
والأنظمة الاسرائيلية لها الأمر الذي جعلها تعيش, دوماًء في حالة من الانكماش والترقب؛ انتظاراً
لحمليات الاغلاق» أو لسحب التراخيص؛ أو لمصادرة الوثائق والممتلكات؛ أ لاعتقال القيادات أي
ابعادها().
ولم تكن الأبنية الاجتماعية؛ والاقتصادية, والفكرية؛ التي يمكن ان تبلور مجتمعاً مدنياً
فلسطينياً وحدها المستهدفة, كأطر جماعية: بل ان الانسان الفلسطيني؛ بصفته الفردية (الذاتية)»
أخضبع لعمليات من الابتزان الفكري الثقافي القيّمي, فمنذ اللحظات الاولى من الاحتلال/ انبرت
سلطات اسرائيلية مختصة؛ وبناء على استعداد علمي مبرمج, لتحطيم عقلية الشباب الفلسطيني»
واستلاب هويّته. من ذلك مثلاً. السعي الى جرٌ الشباب الفلسطيني نحي الشوارع الخلفية, حيث
أوبئة الدعارة والمخدّرات والقمار والاستهتار بالمثل العائلية والاجتماعية والدينية. وفي هذا السياق»
حاول الاحتلال الولوج الى «الحصون القيّمية» الراسخة. كما حاول اقناع الاجيال الشابة؛ الثي لم
تعاصر صدمة الاحتلال والهزائم العربية المتتالية؛ بأن الواقع المحيط بها هو واقع سرمدي قدري» لا
فكاك منه؛ وينبغي الاستسلام له. فاليهود «هم الاسياد»؛ الذين يتميّزون بالذكاء والسلوك
الحضاري» بينما الفلسطينيون («سكان المناطق») لا يستطيعون ادارة شؤونهم بأنفسهم. بل انهم
حتى لو منحوا السلطة؛ أ السيادة, فائهم لن يستخدموها على وجه صحيح("). وسلطات الاحثلال»
ف هذا الشان, اتّبعت منهجاً تقليدياً في علاقة المستعمر بسكان البلاد المحتلة؛ عماده ان الاحتلال
يقوم على «أحقّية» المستعمرين وتفوّقهم الطبيعي» (مقولة عبء الرجل الأبيض).
نكتفي بهذا المهجز حول السياسات الاسراثيلية التي انبعت ضد المجتمع الفلسطيني في الارض
المحتلة منذ العام 1171» والتي حفلت بتفصيلاتها أدبيات الصراع؛ لنصل الى السؤال المقصود
والملحَ: كيف كان يمكن؛ في ظل هذا الواقع؛ ان يتكوّن مجتمع مدني فلسطيني قادر ليس فقط على
الصموب تحت الاحتلال؛ بل وعلى الاستقلال والتحرّر من وطأة الاحتلال ومنظومته الجاثمة عليه؟
علاماث فارقة
في اطار محاولة الاجابة عن هذا السؤالء تجدر الاشارة الى عدد من العلامات الفارقة والمثيرة.
فغداة حرب العام 1571 شهدت فلسطين المحتلة عمليتين متوازيتين. الاولى من الجانب الاسرائيي
المسيطر, وهي كما سبقت الاشارة اليه, عملية هدم لكل ما يمكنه ان يشكّل نواة لمجتمع مدني
فلسطيني فاعل؛ ولى في طور جنيني. فاذا لم يكن بد من وجود آبنية, فلتكن بالكيفية والوظيفية التي
تدعم وجود الاحتلال وتَيّسر عليه مهمّته, مثل تشجيع اقامة روابط القفرى؛ أى الجاق أسواق العمل
والاقتصاد الفلسطينية الحاقاً تابعاأ هشّأ للسوق الاسرائيلي» أى الحفاظ على مظهر السلطة العائلية,
ممثلة بالمخاتير والوجهاءء مع محاولة توظيفهم. «وسطاء» لدى الجماهير الفلسطينية» ليقوموا بعملية
التهدئة العامة» وتوصيل المطالب والاوامر والتعليمات الاسرائيلية الى هذه الجماهين والابقاء على.
المؤنسات التعليمية مع افراغها من مضمونها الوطني والعلمي الحقيقي. والثانية؛ من الجانب
العربي الفلسطيني» وقوامها محاولة الصمود في وجه سياسة الهدم الاسرائيلية؛ وصولا, ما أمكن» الى
طور التصدّي والمواجهة: وذلك في ظل ظروف بالغة القسوة. والملفت للنظر ان عمليات البناء
الفلسطينية لم تقتصر, جغرافياً. على فلسطين المحتلة, بل امتدت الى الحياة الفلسطينية في كل مكان؛
وان عمليات الهدم الاسرائيلية؛ في الجانب الآخر, قد حاولت دوماً ان تطاول» بوطأتهاء الابنية
الفلسطينية داخل فلسطين ا محتلة؛ وخارجها. وهذه؛ بلا شك؛ ظاهرة تستدعي الاهتمام»
1 تيون فلسطزية العدم 5؟؟ 757/ كائون الأول ( ديسمبر ) 113١ - كاثون الثاني ( يناير) 11957 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)