شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 73)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 73)
- المحتوى
-
د. عدئان عبدالرازق -ح
مؤخرا؛ في ثلاثة مجالات كانت عائقاً أمام اشتباكه العسكري المباشر مع اسراثيل. فالعلاقات
الاستراتيجية الجديدة مع الاردن تمنح العراق بؤابة مباشرة على اسرائيل, وتعطيه غطاء جوياً كان
دائماً عائقاً أمام الطيران العراقي, بالاضافة الى كونٍ العراق قادراً على نقل قوات كبيرة, وبشكل سريع »
الى خارج الاراذ ضي العراقية الأمر الذي لم يكن متوّراً قبل حربه مع .ايران 0
وفي أعقاب تصريح الرئيس العراقي. صدام حسينء في نهاية آذار (مارس) ٠195؛ بأن العراق
سوف يحرق نصف اسرائيل اذا ما أقدمت هذه على ضرب العراق جواً» علق زئيف شيف بأن اسرائيل
تركز على موضوعين هامّين متعلقين بالتهديد العراقي. الأول موضوع تطوير العراق للسلاح النووي,
الأمر الذي بات معروفاً لدى اسرائيل وانتشر مؤخراً بعد القبض على كبسولات كهربائية من صنع
الولايات المتحدة الاميركية مهربة الى العراق؛ وهي مناسبة لاطلاق سلاح نووي؛ والثاني, عملية نشى
بطاريات صواريخ أرض - أرض عراقية قرب الحدود مع الاردن. وذكر شيف انه ليس من المعروف اذا
ما كانت هذه الصواريخ تحمل قذائف كيميائية» ولكن على أية حال تنظر اسرائيل بقلق الى هذا الأمر,
وقد ناقشت الموضوع مع الادارة الاميركية لرسم خطة عسكرية سياسية مشتركة للردٌ على هذا
التصرف العراقي . وأضاف انه من المعتقد بأن الخطوة العراقية هذه ستتبعها خطوات أخرى»
خصوصاً ان العراق بحاجة الى تأمين غطاء جوي لهذه الصواريخ. ولخُص شيف الوضع بأنه خطر,
ويشير الى انهماك هراقي عسكري متزايد في جبهته الغربية المويججهة ضد اسرائيل. وأبدى شيف
اعتقاده بأن نشر الصوا ريخ العراقية غرباً هو تلميح لاسرائيل: هدفه ردعها من محاولة ضرب صناعاته
المتطورة.
كل هذه التطوّرات في الفهم الاسرائيلي للوضع العراقي يشير الى ان اسرائيل بدأت تركز اهتمامها
العسكري الاستراتيجي على العراق والتطوّرات العسكرية فيه. وكما ذكرنا في المقدمة» فان الفهم
الاسرائيلي ترك على ثلاثة ثوابت عسكرية استراتيجية تشعر بأن العراق بدا يتخطاهاء وراح يهدّد
فعالية اسرائيل» ومن ثم يزعزع تفوقها الاستراتيجي المسكري في المنطقة ٠وفي ما يلي الثوابت الثلاثة,
ونظرة اسرائيل الى تهديدها من قبل العراق.
-١ 5 الدع الندوي الاسرائيي كاستراتيجية عليا
اسرائيلياً انها اختراق وزعزعة لاستراتيجيتها ا التي كانت م مبنية على ب بالأسلحة
التقليدية وبالضربات المسبقة الواقية, بدأت تتحوّل الاستراتيجية الاسرائيلية: وبشكل ملموسء الى
استراتيجية الرددع النووي كمتغيّر اساسي ومضمون للجم وتحجيم القوى العسكرية العربية. وقد
كتب الكثي عن هذه الاستراتيجية, » يمكن تلخيصه في ما يلي.
تقوم هذه الاستراتيجية على أساس ان اسرائيل تمتلك مخزوناً كبيراً من السلاح النووي وعليه,
بتوجب ب لل الذين يريدون افتعال حرب معها بان يدركوا خطورة ة عملهم, وان أي محاولة لاحداث
«هولوكوست» في اسرائيل سوف ينقلب دماراً : كاملا ضد المعتدين. أي ان القدرة النووية يجب ان ترد م
أي هجوم عربي» سواء أكان الهجوم تقليدياً أى غير تقليدي.
وصف البروفيسور الخبير في التسلّح النووي في الشرق الاوسطه يائير عبرون, العلاقات النووية
العربية والاسرائيلية بأنها شبكة علاقات غير رسمية ذات شروط مكتومة؛ وفهم صامت. ان هذه
العلاقاتٍ مبنيئة على قبول الدول العربية» وتعايشها مع القدرات النووية العسكرية الاسرائيلية؛
7 شين فلسازية. العدد 555 155 كانون الأول ( ديسمبس) 193١ . كانون الثاني ( يناير) ؟199 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)