شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 75)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 75)
- المحتوى
-
د. عدنان عبدالرازق ح
ضد اسرائيل ومواقعها المدنية تشير بالأخص الى التغيّر الاستراتيجي البطيء الذي كان مستتبأ في
الشرق الاوسط. فهناك تغيّر ملحوظط في ميزان الربدع المتبادل, الناتع © عن تراكم وتزايد في نظم القذف
والارسال المتطوّرة لوسائل التدمير الشامل. فلقد طالت الذراع العراقية والعربية وأصبحت قادرة على
انزال الضربات القاسية بالمؤخرة الاسرائيلية. وضمن هذه القدرة ادخال طائرات بعيدة المدى في
استطاعتها اختراق الأجواء الاسرائيلية وذات حمولة كبيرة لوسائل التدمير؛ وكذلك اقتناء؛ وتطوير,
صواريخ أرض - ارضء وتسطويس أسلحة كيميائية وبيولوجية ونووية. وأضاف شيف ان الخبراء
الاميركيين بدأوا بملاحظة التغيّر الاستراتيجي في المنطقة, بما في ذلك التغيّر في ميزان الردع» وان
اسرائيل فقدت السيطرة ووحدانية القدرة على استعمال «الذراع الطويلة» وضرب العمق العربي» الأمر
الذي كانت تنحصّن به على امتداد سنين طويلة. واستشهد شيف بخبراء عسكريين اميركيين ليخلص
بأن الشرق الاهسط يشهد ميزان رددع جديدأ مبنياً على عدم قدرة الطرفين على انزال ضربة أولى تقضي
على نظم الاسلحة الاستراتيجية للعدى دون ان يأت هذا برب فعل عنيف ومؤلم. وكاثبات لنظرية الرد.ع
المتبادل» كتب شيفء بعد انتهاء الحرب الاميركية الغربية على العراق» ان العراق لم يستعمل
السلاح الكيميائي ضد اسرائيل» على الرغم من ضربها بصواريخ «سكود»» وذلك لأن العراق كان يعي
ان معثى ذلك اجبار اسرائيل على ضربه بسلاح غير تقليدي وتدمير جزء كبير من بغداد ؛ أي ان هناك
ردعاً متباد لا من استعمال سلاح التدمير غير التقليدي؛ وان الوضع الجديد هذا أغلق في وجه اسرائيل
خيارات عدّة كانت متوفرة سابقاً, مما يلزم قيادة أركان الجيش باجراء تغيير في استراتيجية الخطط
العسكرية(0,
" - التفوّق التوعي البشري والتكنولوجي
لم يعد سراً ان اسرائيل باتت تشعرء في السنوات الثلاث الأخيرة. بضرورة اعادة النظر في
تسلّحها العسكري» وفي التوازن الاستراتيجي بينها وبين الجيوش العربية المحيطة والمعنيّة
بالصراع ضدها. ويذكرنا ذلك بنشاط ممائل في أعقاب حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 14171, التي
حقّفت الجيوش العربية فيها مفاجأة استراتيجية» وثمكّنت من انزال خساش فادحة بالجيش
الاسرائيلي أفرادأ ومعدّات» واستطاعت» في المراحل الاولى؛ التقدّم داخل خطوط الدفاع, ممًا سبّب
الذعر لدي الاسرائيليين» وحمهم على اعادة التفكير في استراتيجية التفوؤق النوعي على العرب, وفي
أهلية القوات المسلّحة, بأذرعتها المختلفة. وبعد دراسات مكثفة وتمعٌن في نجاح الهجوم العربي
وفشل اسرائيل في ردعه؛, جاءت خطة الجيش 5 - 11860 » في العام 151/5؛: لتحصديد
استراتيجية اسرائيلية جديدة؛ جوهرها اعادة بناء القوات المسلّحة علي نحو يمكّنها من اعادة
تفوقها والقيام بهجوم سريع وكاسح ضد قوات 'العدى, وذلك قبل ان تتمكن أي قوة خارجية من
التدخُل في المعركة. لقد تضِمّنت الخطة زيادة ملحوظة في الكوادر البشرية ذات التأهيل العاليء
وزيادة هائلة في مخزون الاسلحة؛ ورفع مستواها التكنولوجي ؛ وكذلك شرع في تعديل بئية القوات
المسلّحة والتغيّر النوعي في التنسيق فيما بينها(27.
اما الحديث الاسرائيلي في الآونة الاخيرة» فقد تركز على ما يسمونه بالقفزة النوعية في القدرات
والامكانات العسكرية العربية» الامر الذي «يحتّم» على اسرائيل القيام بقفزة مماثلة, من أجل الحفاظ
على تفوّقها العسكري على الجيوش العربية. وبمناسبة اصدار التقرير العسكري السنوي لعام
لركز الابحاث الاستراتيجي في جامعة ثل أبيب» قال الجنرال المتقاعد أهارون ياريف ان
هناك بوادر خطرة تششير الى ان الفارق النوعي بين القسوة العسكرية الاسرائيلية وبين الجيوش
4 شين فلسطزية العدد 70 -51؟ كانون الأول ( ديسمسن ) 1191١ - كاتون الثاني ( يثاير) 1991 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6722 (5 views)