شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 85)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 85)
- المحتوى
-
!.د. عبدالوهاب محمد المسيري بح
أنذاك الأحداث. وكانت تعبىء الرأي العام ضد دريفوس» مما خلق جواً غير ملاثم لضمان حياد
المحاكمة. وف نهاية الأمر. قضت ال محكمة عليه بالسجن مدى الحياة؛ وجُرّد من رتبته هلنأ أمام
الجماهير, ونفي الى «جزيرة الشيطان» (ديفلز أيلائد) التي تقع على الساحل الافريقي» وكانت
مستعمرة من قبل فرئسا. وقد رحبت الصحافة المعادية لليهود بالحكم.
أمّا الواقعة الثالثة, فهي حادثة ليو فرانك؛ وهو يهودي اميركي ولد في تكساسء ونشأ في بروكلين,
واتهم في قضية العام 1504. ويقال ان كونه يهوبياً كان غنصراً هاما أثْر في محاكمته؛ وفي الاحداث
التي تلتها . كان فرانك يعمل مديراً لمصنع أقلام في اتلائتا جورجياء حيث قبض عليه بتهمة قتل فتاة
بيضاء عمرها ١1١ عاماًء تدعى ماري فيغان؛ بعد محاولة اغتصابها. وقد حوكم فرانك وأصدر حكم
باعذامه. وحينما خقّف حاكم الولاية الحكم الى السجن مدى الحياة؛ هاجمت مجموعة من المواطنين
السجن واختطفت فرانك وشنقته في المدينة التي ولدت؛ ودفنت» فيها ضحيّته المفترضة؛ وهو ما بسمّى
في اللهجة الانكليزية الاميركية قصنطءعصو1 . -
«تهمة الدم» نِ سياقها التاريخي
وترد الوقائع الثلاث السابقة في الكتابات الصهيونية بهذا التجريد: والنتائج التي يستخلصها
القارىء: أى التي تُستخلص له؛ هي ان اليهود لا ينتمون الى مجتمعاتهم؛ اذ ان مجتمعات الأغيار
تنبذهم وتضطهدهم؛ لالذنب اقترفوه سوى لأنهم «يهوب»! والفارق الوحيد هذا بين الصهيونيين وأعداء
اليهود ان الفريق الثاني يقول ان كل المجتمعات تنبذ اليهود وتضطهدهم لأنهم يستحقون ذلك!
ولكن الفريقين يتفقان على حتمية النبذ والاضطهاد» بسبب طبيعة اليهود الخاصة:؛ وبالتالي حتمية
«خروجهم».
وطبيعة اليهوب الخاصة هذه هي التي تصبح «القومية اليهودية» في الخطاب الصهيوني»
والاضطهاد و«النبذ» هما الحركة الطاردة من المجتمعات الاصلية؛ و«الخروج» هو الهجرة
الاستيطائية الى فلسطين. وبالتالي» فنحن؛ من منظور أخلاقي ومعرفي وعملي؛ يجب ان نقف ضد ,
معاداة اليهود. ومن النادر ان نجد مثل هذا التوافق شبه الكامل بين المستويات الثلاثة المتناقضة في
أي قضية من القضايا؛ ان عادة ما يوجد تنافض بين المنظورين» الاخلاقي والعملي؛ كما ان المنظورين,
المعرفي والأخلافي, قد لا يتفقان بالضرورة.
ولنبدأ بتهمة, الدم» ولنحاول ان نضعها في سياق تاريخي انسائي عام. ظهرت تهمة الدم بعد ان
تحؤل اليهود في العالم الفربي الى جماعة وسيطة تشتغل بالتجارة والرباء. وكان يتم تشبيههم
بالأسفنجة التي تمتص نقود كل الطبقات؛ والطبقات الشعبية على وجه الخصوص, ثم يعتصرها
الامبراطور لحسابه بعد ذلك (وهى أمر لم تكن تدركه الطبقات الشعبية). ومن هنا الاشارة الى اليهود
كأعضاء جماعة وسيطة (لا الى اليهود كيهود) على انهم مصّاصى دماءء وليس من الصعب على
الوجدان الشعبي تحويل المجان الى حقيقة.
وتوجيه تهمة الدم كان يعني؛ في واقع الأمرء شنق يهود عدّة؛ من ضمنهم عدد كبير من المرابين.
فقد كانت هذه هي احدى أهمٌ الوظائف التي اضطلع بها اليهود في التشكيل الحضاري الغربي. وكان
هذا يعني؛ في كثير من الأحيان» سقوط الديون؛ أي ان توجيه تهمة الدم يشبه؛ من بعض الوجوه.
التخطيط لسرقة مصرف من المصارف؛ وشئق اليهود كان بمثابة النجاح في هذه العملية؛ وهي
نلك شثون فلسطزية العدد 55-770 كانون الأول ( ديسمسس) 1191١ -كانون الثاني ( يناير) 1551 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)