شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 87)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 87)
- المحتوى
-
!.د. عبد الوهاب محمد المسيري سه
دريفوس والصراع بين الكئيسة والقوى العلمانية
اما الواقعة الثانية. فهي واقعة الفرد دريفوس , التي وصفت بأنها تركت أثرأ عميقا في هرتسل,
الى درجة انه اكتشف عبث محاولة الاندماج» فتبنى؛ بدلا من ذلك, الحل الصهيوني. وهذهء في حدّ
ذاتهاء عملية تبسيط فبّة للعوامل التي أدّت بهرتسل الى اقتراح الدولة الصهيونية حال للمسألة
اليهسودية. ولكن من الحقائق التي لا توردها المراجع الصهيونية ان هرتسل نفسه كان مقتنعاً؛ في
بادىء الامر» بأن دريفوس كان مذنبأ وخائناً؛ ولا أعرف ما الذي جعله يغيّر رأيه فيما بعد. ولكن ليس
هذا هو موضوع المقالة؛ ولذلك؛ فلنحاول ان نضعم واقعة دريفوس في اطارها التاريخي؛ والاجتماعي,
والانساني.
ابتداء؛ كان دريفوس محل شك المخابرات الفرنسية؛ لأسباب وجيهة. فالقوات الفرنسية كانت
تجنّد كثيراً من يهود المانيا ويهوب الالزاس واللورين للعمل جواسيس لحسابها. ولذا ساد الاعتقاد بأنه
لا بد وان المانيا ذاتها كانت تفعل الشيء نفسه (وهى أمر متوقع). ويجب ان نتذكر ان هذا جزء من
الادراك الاوروبي لليهود ؛ وهى ادراك كان يدعمه بعض الممارسات التاريخية. ففي القرن السابع عشي
لعب أفراد الجماعات اليهودية في اورويا دوراً أساسيا في عملية التجسّس بين الدول؛ وقد حاول اوليفر
كرومويل ان يخطب ودّ اليهود ويوطنهم في انكلتراء حتى يستفيد من خدماتهم كجواسيس له.
ويلاحظ ان ذلك الفترة شهدت كسادأ القتصادياً في اوروباء الأمر الذي اذى الى انتقال اعداد
كبيرة من المهاجرين الى فرنسا؛ فجاء مهاجرون من ايطاليا وغيرها من البلدان الاوروبية؛ فكان عدد
العمال الايطاليين ١١" الفا في العام ؟'/141, ازداد الى 7٠٠١ ألف في العام .144٠١ وقد جاء معهم
قرويون» من القرى الفرنسية؛ يتحدثون لهجاتهم المحلية» مثل البريتون والاوفيرنا +7808 ثانا4 . كما
هاجرت أعداد كبسيرة من يهوب الالزاس واللورين, الذين لم يكونوا قد اصطبغواء بعد, بالصبغة
الفرنسية. ووصلت أعداد كبيرة كذلك من يهود شرق أوروياء الذين يتحدثون اليديشية (وشي رطانة
المانية). وقد أدّى كل هذا الى زيادة عدد الأجائب. كما ان تزايد يهود شرق اوروبا ويهود الالزاس
واللورين على حساب العنصر اليهودي الفرنسي ال محلي أذى الى تصنيف كل أعضاء الجماعة اليهودية
على انهم أجائب. ومن المعروف انه؛ في فترات الكساد الاقتصاديء تتعرّض العناصر الاجنبية للهجوم
من قبل السكان المحليين الذين يتهمون العناصر الوافدة بأنها سبب الأزمة؛ اذ ان العامل الاجنبي
يرضى بأجر أقلّ ومستوى معيشي أكثر انخفاضاً. علاوة على هذاء كان الجى العام في فرنسا نذا
متوثّراً ».خاصة بالنسبة الى أفراد الجماعة اليهودية؛ بعد هزيمة الجيش الفرنسي على يد الألمان في العام
8 ؛ أذ كانت العناصر الليبرالية (التي كانت تضم نسبة عالية من اليهود) تقف ضد فكرة الانتقام
من المانيا. كما ان المدّ العلماني كان آخذأ في التزايد» وفي الاصرار على فصل الدين عن الدولة . ويجب
ان نتذكر ان الثورة الصناعية قد اقتلعت الكثيرين من جذورهم؛ وأدت الى افقارهم» وقذفت بهم الى
المدن الكبرى؛ مثل باريس. وكان المقتلعون هؤلاء يشعرون بعدم الأمن تجاه المجتمع الجديد»
بعلمانيته وتوريته وقيمه التجارية؛ والذي كان اليهود يتواجدون في مركزه. اضافة الى ذلك؛ كان هناك
عدد كبير من اليهود بين قادة كومونة باريس في العام .181١ وقد أذّى هذا كله الى الربط بين الجماعة
اليهودية والعناصر الثورية والعلمانية والفوضوية في المجتمع. وعلى الرغم من هذاء ارتبط اليهود (عبر
تاريخ أوروباء منذ العصور الوسطى حتى العصر الحديث) بالمصالح المالية الكبيرة؛ وبالمصارف,
وبالشبكات المالية والتجارية» وهي صورة دعمها بروز أسرة روتشيلد في عالم التجارة والمال.
1م شْوُون فلسطزية العدد 770 -55؟5؟؛ كانون الأول ( ديسميس) 115١ _كانون الثاني ( يناير) 1991 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)