شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 92)
- المحتوى
-
ب ظاهرة معاداة اليهود بين الحقيقة والحقاكئق
آخرون. وفي العام /١16٠١ اختفى ثلاثة آخرون تمت ظروف غامضة,
؛ - شهدت الفترة من 1884 الى 1914 ما مجموعه 70٠١ حالة «لينشنغ» أخرى (اختطاف
مساجين وشنقهم ضد سلطة القانون). وكان معظم ضحايا الاختطاف من السود؛ كما تمْ اختطاف
قلّة من أعضاء الأقليات الأخرى. ولكن لم يكن هناك سوى حالة واحدة فقط اختطف قيها يهودي:
وشئق» وهي حالة ليو فرانك! وهكذا تحوّل الاستثناء الى قاعدة؛ وتحوّل الخاص الى عام؛ وتحوّلت
الواقعة العايرة الى رمز عالمي مركزي! وقد أصدر عقو عن فرانك إفي العام 5 »؛ وبزىء اسمه.
بين .حشد الحقات انق ومعرفة الحقيقة
في هذه المقالة, لم نحاول ان نفرض معني انسانياً على الحقائق بدلا من المعنى الصهي
العنصري اللاانساني؛ وانما وضعناها في سياقها التاريخي الاجتماعي الانساني العريض, فظهر
معناها الكامن لوحده؛ وتَكشّف لنا ان الضحايا اليهود لم يسقطوا بسبب يهوديتهم المطلقة ولسبب غير
مفهوم أو ميتافيزيقي» وانما سقطوا نتيجة مركب من الأسباب الاجتماعية التاريخية المفهومة؛ وان
يهوديتهم لم تكن سوى عنصر واحد ضمن عناص كثيرة؛ بل ولم تكن يهوديتهم ذاتها سوى بلورة
لعناصر أكتر عمقاً؛ اذ لا يظهر اليهودي كيهودي؛ وانما كمراب (تهمة الدم) أو كالزاسي أو عميل الماني
أو أجنبي (دريفوس) أو شمالي علماني جامعي صاحب مصنّع ( ليوفرانك )؛ وان الهجوم الذي كان
يتم على اليهود ليس مقصورأ عليهم, وانما هى هجوم موجه ضد كل القوى المماثلة في المجتمع.
وقد ذكرنا كل هذا لا من قبيل تبرير الهجوم على اليهوب؛ أو غيرهم من أعضاء الأقليات؛ فهذا مما
لا يسمح به الاسلام (على عكس ما قد يتصوّره البعض» وعلى عكس ما يشاع) ولا يمكن تبريره» وانما
ذكرناه من قبيل محاولة فهم الوقائع واستخلاص معناها الحقيقي. ويلاحظ اننا بهذه الطريقة نسقط
عن اليهودي عجائبيته واعجازه وفرادته (الثي يصيرٌ عليها الصهيونيون والمعادون لليهود)؛ ونستعيد
له انساتيته. واذا ما أدركنا المغزى الانساني الكامن في واقعة ماء يكون الحزن من أجل الضحية
حزناً انسائياً لا يوثظف في خدمة عقيدة عنصرية استيطانية؛ ان انه اذا سقط اليهودي (شأئه شان
أعضاء الأقليات والجماعات الاخرى) ضحيّة العنف في مجتمعه. يصبح الحل هى ان ينضمٌ الى
الجماعات التي تدافع عن حقوق الانسان (من أعضاء الأقليات الاخرء ى وأعضاء الأغلبية) أ »وان
يناضل من اجل حقوقه داخل مجتمعه. وتصبح القضية هي كيف ندافع عن حقوق اليهود السياسية,
والمدنية؛ والدينية (وغيرهم من الأقليات) داخل وطنهم؛ مثل الاتحاد السوفياتي؛ لا ان نطالب
بتهجيرهم (أو خروجهم) كما يفعل العنصريون من الصهيونيين وأعداء اليهود.
وثمّة قضية أخرى تتجاوز اليهود والصهيونيين والمعادين لليهود؛ اذ انها قضية معرفة ذات طابع
نظري» وهي علاقة الحقيقة بالحقائق. فذحن كثيراً ما نتصوّر ان الحقائق هي الحقيقة. ولذاء فنحن
نحاول ان نكون «موضوعيين في رصد الحقائق». ولكن الحقائق التي أتى بها الصهيونيون كانت؟
كلهاء حقائق موضوعية: ووقائع ثابتة» حدثت تحت سمع الناس وبصرهم.
فالصهيونيون:, في أغلب الاحوال» لا يختلقون الحقائق» وانما يجتزئوها وحسب. ومن خلال
اجتزائها ونزعها من سياقها يفرضون عليها المعنى الذي بريدون. وحيث انه من المستحيل أن يرصد
الانسان كل الوقائع الخاصة بحدث ماء يصبع الاختيار مسألة حتميّة. ويصبع أساس اختيار
الحقائق, لا الحقائق ذاتهاء هى ما يشكّل مدى صدقها من زيفها. فالصدق والكذب ليسا كامنين
العدد 515 773؛ كاتون الأول ( ديسمير) 151١ _كاتون الثاني ( يناير) 1991 سشْوُوم فلسطإية 5١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)