شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 96)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 96)
- المحتوى
-
ل التقدمي» عارياً!
أما الفقرة الاخيرة المقتبسة اعلاه, فتكاد توجز عالم القصة الاستعاري الكنائي: انطفاء النور
بمثابة حالة التخلّف . والحيوان ( الذي يهدّد بالخطر ) يغشيه الضوء ويجمدّه في مكانه؛ لكنه يستطيع
الهرب والاختفاء في الظلمة (والتي هي دلالة واضحة للجهل والتخلّف). ونرى ان الصراع الرمزي
والاستعاري الذي رسمه عوز في هذه القصة طويل الامد. وهناك ومضات مجازية تشير الى اليأس من
القدرة على اضاءة المنطقة. وبهذا نرى ان عوز يتعامل مع المنطقة من منطلق ايديولوجي ضيّق
حضارة الكيبوتس» او اليهودي وتخلفٌ ابن المنطقة الذي يرفض الثور والثقافة والتحضر والنظافة.
ويستمد عون هذه الافكار عن الشرق المتخلّف من مقولات صهيونية رجت 3 السابق لاقامة الدولة
العبرية على انقاض الدولة الفلسطينية.
وفي القصمة الثانية «الرُحل والافعى» يقترب عوز من عالم الصراع اكثر بتصويره البدوي. ٠ ففي
احدى سنذوات القحط ترك البدي الصجراء واقتريوا من 'الكيبوتس: «لأن الجوع يأتي بهم».
وتطوّر الصراع في القصة حين اكتشف الكيبوتس ان بعض الاغراض البسيطة سرقت منه. فدار
جدل بين فرقة تريد تلقين البدو درساً واخرين يمانعون القيام بذلك. وحين التقث غيثولاه مع البدوي
أثار فيها البدوي مشاعر متضاربة من القرف والتقزن وذلك بسبب مشكلاتها النفسية. وبعد ان
اتجهث غيثولاه نحى قاعة الاجتماعات تذكرت البدوي فتقيات . وهنا جاءت أفعى سامة ولدغت
غيئولاه لتقثلها.
في هذه القصة يظهر لنا اللقاء غير الممكن مع العربي البدوي: لقد تعامل عون مع مفاهيم
منمّطة؛ واحداها البدوئ» وكأن العربي يجلب معه الامراض والموت والأقعى والظلمة. ومن هذا كله
استمد عوز صورة العربي» ليوصل قارئه الى حل واحد وديد : علؤٌ وسمو وقهم وحضارة القادم الجديد
العالق في ادران واوساخ ومشاكل المنطقة وعدم امكانية اللقاء مع ابن المنطقة الاصيء وذلك لتخلّفه
المزري وللخطر المنبعث منه والاهساخ والحقد!
ان صورة العربي (البدوي) في هذه القصة هي صورة منمطة استمدها عون من خيال جامح
اكثر مما استوحاها من الواقع: «فقّرت غيثولاه» في قرارة نفسهاء ان هذا الانسان البدوي اوتي
جمال يغيضاً». ٠ ويتضح من هذا أن ل لقاءدها مع البدوي اعجبها (بمعنى آثارها) ٠ ولكنه بغيض » لأنه
كان السبب في وصول الأفعى اليها وقتلها
ان الصورة المشؤّهة الكريهة الي به رسمها عوز في مجموعة قصص «بلاد بنات آوى» ترددت في
اعماله الأخرى. ولكي ندلل على بشاعة الصورة ة التي جاءت في كتاب عوز نجتزىء هذه القطعة من
القصة الاولى في الكتاب «بلاد بنات آوى» التي تشوه العربي تشويهاً تامأ وتجمل وجهة نظر عوز
للعربي: «... في البداية تذلهر جد اول تندفع من منحدرات 'الجبال» عشرات الجداول تتصادم وتتعزج
وتتقطع وتتقاطع بعضها مع بعضء وبلمح البصر تبدى جماهير الناس الصغار في السفح كانها النمل
الاأسود يندفع كالشلال. انهم عدد كبيرمن الناس السمّر يندفعون من على السفح. انهم قريبون منك.
جمهور قذر غامق اللون ينشر القمل والبراغيث وله رائحة ائحة كريهة. والجوع والكراهية سبب جفاء وجهه.
تتوقد عيونهم توقداً جنونياً . غمرت كثرتهم السهول الخصبة. وهم يمروّن على القرى الخربة والمتروكة
ولا يتوقفون. . غير انهم يحرقون وهم يتدفقون نحو الغرب كل ما يصادفهم, ويقتلعون الاوتاد» ويتلفون
الحقول؛ ويشقون الاسيجة؛ ويدوسون الحدائق؛ ويحوّلون لون البساثين الاخضر إلى اصفر...
العدد 775 75؟؛ كائون الأول ( ديسمير ) 1151 كانون الثاني ( يناين) 1111 لثقون فلسطزية 536 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)