شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 101)
- المحتوى
-
رياض بيدس مسح
انهم «عاهرون», فهذا مرفوض» حتى لو كان على لسان بوعز الفوضويء وغير المتعلم: والجاهلء والذي
يبدى في الوقت عينه انه ينفذ الى عمق الواقع بكل تناقضاته.
ولكي لا يسقط عوز فريسة لهجوم اليمينيين (كثاباً ومفكرين), » فانه لم يكتب حقيقة ما يدور في
كريات أربع عن العرب. بل كتب بوعز في الرسالة «قسم فقط؛ مستثنياً قسماً منهم. اذن, اليس هذا
دفاعاً غير مباشر عن معقل صهيوني استعماري ناشىء؟
استطاع بوعز ان يسبٌّ العرب ب «عاهرين»» كما لى انه كان ليس واعياً لما يقوله .و في الوقت عينه,
| استثنى قسماأ من كريات اريع ممّن لا يحكون على العرب؛ وفي هذا حاول عون ان يكتب ما يريد قوله
هو عبر ابطاله متمسكأ بصهيونيته وعنصريته وشاتماً من ناحية أخرى كل العرب بطريقة مفضوحة؛
كطرق الصهيونيين الليبراليين الآخرين.
أمّا الكبي جدعون؛ فلعب دور الصهيوني الخائب من تحقيق الحلم الصهيوني الاشتراكي في
دولة اسرائيل . فكتب الى زوجته السابقة ايلانه: «هل تريدين» حقا, ان اتبرع له لانقاذ الخليل؟ لا
يهمني. اشتري له الخليل . وبعدئذ نابلس» .و«قبل الاف السنين تأمل رجالا من ابسوس اليونانية الثار
الملتهبة امامه, تأمل واستنتج؛ ' انتصارها هى انتهاؤها ' و' سأشتري لكم ما تريدونه. رام الله؟ باب
- الله؟ بغداد؟ ساستغل اموالي لتسليح الطرفين في معركة لابد ان تنشب ذات يوم بين بوعزرسومو"».
أمّا أيلانه التي طُلقّت لمعاشرتها الرجال الكثيرين, فانها كتبت الى زوجها الاول ألكسي: «صمتك
قاتل» لي «كالبكاء» و«الآن قل لي انت: لماذا كتبت لك عن ذلك الامور المنسية؟ لحك الندوب القديمة؟
لأن نظل عبثاً في جروحنا؟ لتفسير مغالق علبة سوداء؟ لنتألم ثانية؟ لايقاظ اشواقك؟ ربما كان هذا
أيضاً مكيدة للايقاع بك ثانية في شباكي». وهي - ايلانه التي تنهي الرواية بنداء صارخ هونداء
المؤلف اكثر منه نداءها كما لى انهم يوون أنها توجد بلاد. كنا ل نعثر عليها اي مهزج تسل
وحملنا الى بغض وجدنا فيه . حاول ان تستوضح كيف نخرج» اين تلك البلاد؟»
لقد أوردث هذه الاقتباسات للتدليل على تفكير عون الذي كتب؛ للمرة الاولى؛ عمللا سياسيا كاملاً.
ويبدي ان محاولة عون خلق شخصيات كاملة ذات ابعاد انسانية متكاملة باءت بالفشل» فبوعز
استطاع أن يعمم بالنسبة الى العرب؛ لكن بوعز لم يعممٌ بالنسبة الى موقف المسؤولين في كريات اربع
من العرب. كما ان الصاق النعوت الحقودة والسافلة بالعرب على لسان بوعز كانت مسيئثة لمصداقية
العمل. والكاتب» في هذه الحالة, هو المسؤول عما بدر عن الشخصية وليس الواقع ذاته الذي فرض
نفسه على الشخصية ودفعها الى قول ما قالث. فهناك حدود ومقاييس معقولة لا يتخلى الكاتب عنهاء
ولا يتجاوزها ايضاً.
ان عاموس عونء الذي عرفناه كاتباً «متملّصاً» في كتابه «هنا وهناك في أرض - اسرائيل» ما زال
يحاول ان يناور الواقع؛ وان يطلق النعوت التعسفية على العرب, وان لا ينددٌ» مباشرة؛ بجهان الحكم
الاسرائيثي التهسعي» الذي سبّب كل الكوارث والويلات.
ولئن حاول عون في هذه الرواية» ان يمسك بكل الاطراف والكتابة عنهاء والاشارة الى الامراض
الخطرة, فان مناورته والتصاقه بصهيونيته كفيلتان بالا يصل الى غايته. مهما جاول ان يجمّل» ويرقع»
وينتقد» ويصرخ. لذاء احترق عمله الادبيء وفلل بمثابة بيان سياسي هام لمن يريد الاطلاع قليلاً على
السياسة الاسرائيلية وعلى صورة العربي «البشعة» بالنسبة الى الاسرائيلي» وعن عمليات
ل شين فلضمطزية العدد 7076 577 كانون الأول (ديسير) ١ -كاثون الثاني ( يثاير) 1991 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22297 (3 views)