شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 105)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 105)
- المحتوى
-
عمر سعادة
أما الصراع مع العرب على أرض فلسطين؛ فيجرده الأصوليون من سياقه التاريخي الموضوعيء» وينظرون
اليه باعتباره «الحقبة الأخيية والحاسمة في معركة اسرائيل الدائمة لقهر قوى الشر...» وينفي الاصوليون ابي
علاقة للفلسطينيين والعرب بفلسطين, وبالتائي فهم ينكرون أي حق للفلسطينيين في وطنهم؛ وأية حقوق سياسية
للمقيمين منهم داخل فلسطين, بمن فيهم الفلسطلينيون الذين يعيشون في المناطق المحتلة العام 154/8. والحل
الوحيد الذي يقدّمه الاصوليون لمشكلة الفلسطينيين يتمثل باسترجاع الخيارات التي عرضها يهوشع بن نون
على الكنعانيين القدماء؛ وهي: الفرار, أو القبول بالحكم اليهوديء أ القتال.
وني رؤية الأصوليين الى علاقة أسرائيل بدول العالم» تتبدى نظرة لاهوتية قدرية, ترى في عزلة اسرائيل
الدولية دليلا على اختصاص الشعب اليهودي بكونه «مختاراً». فاسرائيل هي «مركز الكون» أوهي «الميزان الذي
يسجل الحال الخلقية لأمم الأرض». وبالتالي, فعلى اليهود أن لا يضعوا في الحسبان ردود فعل العالم على
سياسات اسرائيل تجاه العرب؛ لأن قدر اسرائيل هو أن تكون معزولة, فهذه العزلة, عينهاء هي, كما قال فيش
«علامة لاهرتية على انتقائها».
واذا كان السلام, كشعار, يمثل مطلباً رئيساً في الخطاب السياسي الرسمي الاسرائيلي» فانه لدى الاصوليين
ينطوي على مخاطر جسيمة؛ لا تقتصر على خسارة الأرض أو اضعاف اسرائيل فحسب, بل؛ الأخطر من ذلك؛ ان
السلام مع العرب يخس عملية الخلاص الالهي؛ خاصة اذا انطوى على تنازلات عن الأرض. وعليه» فان
الأصوليين يرون استحالة التوصل الى السلام بالمفاوضات, وان «السلام الحقيقي» هو السلام الذي سيصاحب
«اتمام اسرائيل وراثة أرضها بالكامل...» وتسليم الآخرين بهذا الواقع!
واستناداً الى ما تقدّم» فان الأرض تحتل مكانة مركزية في فكر الحركة الأصولية. فالشعار شبه الرسمي
لحركة غوش ايمونيم هو «أرض - اسرائيل لشعب اسرائيل بحسب توراة اسرائيل»؛ حيث تتضع. هناء أولوية
الأرض في هذا الالتزام الثلائي الذي يجعل الأرض قبل الشعب والتوراة. اما لدى الأصوليين غير المتدينين» فتقوم
الأرض بدور يوازي» وظيفياً. دور الله في منظومة عقائد الأصوليين المتدينين.
وخصّص المؤلف القصل الخامس من كتابه لعرض بعض التباينات الفكرية داخل التيار الأصولي المعاص.
فتحت عنوان «مدى التباين داخل الأصولية اليهودية» عرض الكاتب تباينات المواقف الفكرية المتعددة داخل
الحركة الاصولية اليهودية والتي تعكس حالة من عدم الانصهار الفكري التام للقوى الديئية والعلمانية التي
تنضوي تحت اطار الحركة الأصولية. وتتمحور هذه التباينات في اجتهادات أقطاب الأصولية اليهودية لحل
مشكلات اسرائيل الراهنة والمستقبلية؛ مثل حدود اسرائيل المستقبلية؛ أوما يسميه الأصوليون «أرض - اسرائيل
الكاملة». ففي حين يراها البعض تمتد من الفرات الى النيل؛ يكتفي بعضهم بضم الأردن وجنوب لبنان: بينما
يركز البعض الآخر على ان مهمة هضم الأراضي المدئلة حالياً؛ من خلال تكثيف الاستيطان واستيعاب المهاجرين '
الجدد؛ ينبغي ان تستبق الخطوات التوسعية الجديدة وتمهد لها.
كما تتباين مواقف الاصؤليين من الدولة والنظام في اسرائيل. فبينما يرى «الطليعيون» مثهم ان
«حكومة اسرائيل ليسث ملزمة ولا مقدّسة»؛ وبالتالي يمكن نقض قراراتهاء اذا تناقهيت مع ما يراه
الاصوليون حقاأ؛ فان الذين يطلقون على انفسهم تسمية «بناة الاجماع» من الأصوليين يرون ان اسرائيل
بحدٌّ ذاتها «المرحلة البدائية في عيلية الخلاص»»؛ ويركزون على تعاليم الحاخام تسفي يهودا التي أضفت
مسحة من القداسة على دولة اسرائيلء وشعبهاء وحكومتهاء «بغض النظر عن عيوبهاء. ولهذاء فان بناة
الاجساع يتفقون مع .الطليعيين في أهدافهم النهائية, ولكنهم يدعون الى اتباع اساليب أقل استفزاراً
واحراجاً للسلطة الرسمية الاسرائيلية.
على انه ينبغي التأكيد ان مثل هذه التباينات الجزئية في الرؤى والمواقف داخل الاصولية
اليهودية لا تلفي التقاء أصحابها على الرؤى والمواقف والأهداف الكلية التي تشكل جوهر الأصولية
1555 شُيُون فلسطلزية العدد 1؟ 5158؛ كانون الأول ( ديسمبر ) 1591 -_كانون الثاني ( يناير) 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)