شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 106)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 106)
المحتوى
حس الصهيونية الجديدة بين الأرض والسمام
اليهودية المعاصرة,
الأصولية بين الحاضر واللستقبل
فرب الكاتب الفصل السادسء «الاتجاهات الحالية وما يترتب عليها في المستقبل», لتناول احتمالات نمو
واتساع الحركة الأصولية في اسرائيل؛ وأهم المعضلات التي تواجهها هذه الحركة. ولعل أبرز هذه المعضلات
يتمشل في موضوعة الاستيطان الذي كان الأداة الأساسية لنجاح الأصوليين السياسي. فقد انخفضت وتيرة
الاستيطان نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت في اسرائيل في السنوات الأخيرة» ونتيجة لفشل الأصوليين في ,
اجتذاب أعداد كبيرة من اليهود للاستيطان في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة؛ وعدم قدرة الحركة الأصولية على
توفير فرص العمل للمستوطنين داخل مناطق استيطانهم؛ هذا اضافة الى ضعف الحوافز الصهيونية والدينية
لدى المستوطنين اليهود في الضفة والقطاع؛ حيث تبين ان اكثر من ثلثهم انتقلوا الى الاستيطان في الضفة
والقطاع لأسباب اقتصادية واجتماعية؛ ولم يكونا مدفوعين بحوافز أيديولوجية.
واضساف المؤلف, الى معضلة الاستيطان, معضلات أخرى تعوق نمو الحركة الأصولية؛ منها اشكالية
العلاقة بين الأصوليين وقطاع واسع من المتدينين الشباب الذين ينزعون نحو المغالاة في التديّن والاهتمام بأمور
الآخرة والانصراف عن القضايا الوطنية التي ارتبطت بغوش ايمونيم» الأمر الذي يفقد الأصولية جزءاً هاما من
احتياطها البشري الذي اعتمدت عليه عند نشاتها.
ختم لوستيك كتابه بالفصل السابع «تقويم امكانات الأصولية اليهودية في المدى البعيد», ليقدم قراءة
ستشرافية للوقوف على المصادر التي تستمد منها الأصولية قوّتها الكبيرة, وما يمكن أن تؤول اليه الأمور اذا
1 اتيحت الفرصة للأصوليين للسيطرة هلى ددّة السياسة الاسرائيلية.
ومع ان الكاتب لا يبالغ في قوة الأصولية اليهودية الراهنة؛ أو المحتملة مستقبلا, فانه جزم بأن حالة الارباك
التي تسود في الحياة السياسية في اسرائيل تشكل المناخ الملائم لنمى الأصولية اليهودية. فهي يرى دان الجى
السياسي المحموم الذائج عن عجز اسرائيل عن الفكاك عن المناطق المحثلة؛ أو عن ضمّْهاء مع ما يرافقه من دورات
عنف؛ وخزي دوليء وتهديدات بالحرب... تخلق اوضاعاً مؤاتية لتعزيز جاذبية الأفكار الأصولية».
أما عواقب نمو الأصولية؛ فيرى لوستيك انها تتركز في مجالين: الأول المجال الداخلي الاسرائيلي» حيث
مخاطر التمزق بين تصوّرين متناقضين للكيان الاسرائيي؛ والثاني هو المجال الخارجي» حيث يتجسّد خطر اغلاق
'السبل أمام التسوية السياسية؛ وتزايد أحتمالات الحرب. والأخطر من كل ذلك؛ من وجهة نظر الكاتب: هو تأثر
مصالع الولايات المتحدة الأميركية وعلاقاتها باسرائيل. كتب لوستيك: «ان نشوه نظام اسرائيلي يعتمد على الذخبة
الأصولية؛ ان لم يكن منقادأ لهاء سيقضي على العلاقة الخاصة بالولايات المتحدة الأميركية. تلك العلاقة القائمة
على مدركات من الغايات الخلقية والسياسية والثقافية». وهو يرى ان دولة اسراثيلية تحكمها الأصولية يمكن ان
تمنع السياسة الخارجية الأمييكية ومصالحها الامنية في مواجهة تحديات صعبة؛ لا تقل عن التحديات التي
نجمت عن الثورة الاسلامية في ايران. وهو لذلك. يدعو صانع القرار الأميركي الى دعم اولثك الذين يعملون في
اسرائيل ضد الأصوليين وحلفائهم.
لقد وضع لوستيك كتابه «الأصولية اليهودية في اسرائيل» بموجب عقد لصالح برنامج دعم البحث الأكاديمي
في مجال الدفاع التابع لوزارة الدفاع في الولايات المتحدة الأمبركية. أي ان الكتاب؛ بحد ذاته؛ يعكس اهتمام
الولايات المتحدة الاميركية الرسمي بظاهرة الأصولية اليهودية في اسرائيل» ورغبة صاحب القرار الأميركي في
تحييد هذه الحركة ومنعها من تخريب العلاقات الأميركية ‏ الاسرائيلية. واعتراض عملية التسوية السياسية في
الشرق الأوسط التي ترعاها الولايات المتحدة.
ولم يغب هذا الهدف عن مؤلف الكتتاب. ولكنه؛ في الحقيقة؛ لم يوفق في تحديد أساليب عملية واضحة
العدد 56 557؛ كانون الأول ( ديسمين ) 1551 كانون الثاتي ( يناين) 1117 مول فلسطزية ‎1١‏
تاريخ
ديسمبر ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17153 (3 views)