شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 10)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 10)
المحتوى
ب انتفاضضية العام ‎١9٠١‏ الفلسطينية...
اسلوب عمل كل من الفلسطينيين والصهيونيين
تميّز اسلوب الفلسطينيين في احداث الانتفاضة: بالافتقار الى التنظيم الجيّدء سواء أكان ذلك
في الهجوم اى في عملية الدفاع عن النفس ضد هجمات اليهودء افراداً وجماعات؛ او في التصدي
لأعمال القمع التي قام بها الجيش البريطاني ضدهم. وما يؤكد هذه الحقيقة سقوط عدد كبير من
القتلى والجرحى في صفوفهم (تظهر الارقام المنشورة العكس, وذلك يعود الى ان عدداً كبيراً من
الجرحى الفلسطينيين فضّلوا آلا يعالجوا في المستشفيات وآلا يعلموا السلطات بجراحهم, وذلك تقاديا
لاتهامهم بالمشاركة بأعمال الانتفاضة)» على الرغم من ان اعمال العنف حدثت في الاحياء التي كانت
غالبية سكانها من الفلسطينيين. ويلاحظ عدم اعتماد الفلسطينيين على استخدام الاسلحة النارية
خلال ما قاموا به من اعمال عنف( *'). مع ان حصولهم على هذه الاسلحة كان سهلل. فقد كانت لديهم
بقايا اسلحة عثمانية؛ وكان بالامكان الحصول على السلاح من شرق الاردن وسوريا ومن الشرطة
العربية المهجودة في مدينة القدس وخارجها.
تشير الوثائق الى ان الفلسطينيين لم يخططواء ولم يحسنوا استغلال الانتفاضة سياسياً. فهي
تخلو من أية محاولة على هذا الصعيد. وتكاد تخلومن ذكر أي احتجاج فلسطيني رسمي على الاعمال
الوحشية وأعمال القتل والدمار التي نفّذتها القوات البريطانية والجماعات الصهيونية؛ اوعلى الاحكام
القاسية التي أصدرتها المحكمة العسكرية البريطانية بحق الفلسطينيين. وكان الاحتجاج الوحيد
الذي عثرت على اشارة اليه في وثائق وزارة الخارجية هو الاحتجاج الشديد الذي قدمه رجال الدين
المسلمون الى حاكم فلسطين العسكريء الجنرال بولزء بشأن مهاجمة الصهيونيين المسلّحين لبيت
المفتي . اضافة الى ذلك» لم يبد القادة الفلسطينيون اي اهتمام بعمل لجنة تقصّي الحقائق» ولم يحاولوا
التأثير فيها وكسب عطفها وتأييدها لوجهة نظرهم, وتركوا الامر لكل واحد من الذين تم استجوابهم
ليجتهد حسب معرقته(' '). وما زاد الطين بلّة عدم مطالبة القادة الفلسطينيين الحكومة البريطانية او
الادارة العسكرية في فلسطين بنشر التقرير الذي اعدّته لجنة تقصّي الحقائق» ولم يحاولوا معرفة فحواه.
مع العلم بآن نتائج التحقيق كانت ايجابية بالنسبة اليهم» وسلبية بالنسبة الى الصهيونيين
ولم يحاول القادة العرب والمسلمون خارج فلسطين استغلال الانتفاضة سياسياً. فلم اعثر على
اي احتجاج من قبل المسؤولين العرب والمسلمينء سوى من الامير فيصل. فقد بعث فيصل برسالة
الى الجنرال اللنبي» مؤرخة ب ‎:157١/5/٠١‏ يسأآله فيها عن الوضع في فلسطينء ويخبره بأن
الوضع فيها يؤثر في المسلمين في سوريا بشكل كبير: ويعلمه بأن الصهيونيين يريدون السيطرة على
البلاد وطرد اصحابها منها مما تسبب بأعمال العنف التي شهدتها فلسطين. وعرض فيصل نفسه
وسيطاً لحل المشكلة وتهدئة الوضع. وفي فترة لاحقة, احتج فيصل لدى اللنبي على الاحكام القاسية
التى أصدرت بحق المعتقلين الفلسطينيين الذين شاركوا في أعمال الانتفاضة. وكان ردّ فعل وزارة
الخارجية البريطانية ان اعلمت اللنبى بوجوب الردٌ على فيصلء بشكره على اهتمامه بأمور فلسطين,
وبوجوب اشعاره بعدم علاقته بأمورهاء وبضرورة عدم تدخله في شؤونها. وقد جاء رد اللنبي له
متمشياً مع هذه التعليمات7١").‏
وفي حين تفتقر وثائق وزارة الخارجية بالمعلومات عن دور الفلسطينيين؛ فانها تزخر بالمعلومات عن
دور الصهيونيين واليهود. ويظهر من هذه المعلومات أن الصهيونيين كانوا افضل تنظيماً من
الفلسطينيينء وانهم كانوا ينتمون ويآتمرون بأوامر تنظيم مركزي يتمتع بكفاءة عالية. فقد
العدد 5517 -578, شباط ( فيراير ‎ )‏ آذار ( مارس ) 1117 لُوُونُ فلسطيزية 94
تاريخ
فبراير ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17154 (3 views)