شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 21)
- المحتوى
-
عوض خليل ل
أخذت اتجاهات هذا الفكر السلفي والقومي والليبرالي. يتباعد بعضها من بعضر لتعن. 3 مراعها
الداخلي؛ اتجاهات وأوضاع الطبقة البورجوازية في كل لحظة من لحظات تطوّرها.
باختصارء يمكن القول ان واقع كون فكر النهضة لم يخرج» من الناحية الاساسية؛ من رحم
الايديولوجيا القديمة التي كانت سائدة قبل عصر النهضة: بل نما وحاول التغييرمن داخله؛ هو الذي
مهّد السبيل الى انبثاق التيار السلفيء الذي تحوّل, » مع الوقتء الى حركة سياسية وحزب سياسي.
ففي حركة مجرى الصراع السياسيء والاجتماعيء كانت عملية الفرز والاستقطاب بين تيارات فكر
النهضة تزداد اتساعاً . وكان فكر الشيخ محمد عبده نقطة انعطاف بالغة الأهمية على هذا الصعيد.
فقد انطوى تفكير هذا الرجل «على توثر دائم بين أمرين: لا يمكن فهم احدهما فهماً تاماً بالاستتاد الى
الآخر. لكن لكل منهما مطلباً خاصاً به لا مفرٌ منه : الاسلام الذي يذهب الى انه يعبر عن مشيئة الله
في باب قواعد سلوك الانسان في المجتمع » وحركة المدنية الحديثة التي لا مردٌ لهاء المنطلقة من اوروياء
والآخذة. الآن؛ في الانتشار عا مياًء والتي تفرض على الانسان:» بطبيعة مؤؤسساتهاء تصرّقاً معيّناً»(١).
لقد كانت الثمرة الرئيسة لهذا «التوتر» ان التوازن الذي حاول محمد عبده ان يقيمه, لم يصمد ولم
يقى على الحياة . فقد تعمّق الخلاف بين تلاميذه» وتبلور في اتجاهين رئيسين : تجاه ليبرالي تمثل بقاسم
أمين ولطفي السيد وعلي عبد الرازق وغيرهم ؛ واتجاه سلفي تمثل بالشيخ رشيد رضاء ثمْ بالامام حسن
البناء مؤْسّس جماعة الاخوان المسلمين.
الفلسطيتيون وفكر النيضة
لأسباب عديدة: لم يتهيّا للفلسطينيين» خلال القرن الاول من عمر عصر النهضة؛ دخول فكر
النهضة:؛ أو المشاركة فيه. فقد كان «وصول المعرفة والآراء الجديدة للمسلمين العرب في سوريا [بما
في ذلك فلسطين] أكثر بطل(" ). ويكمن السبب الأساس وراء تأخْر, وبطءء أفكار النهضة في صفوف
الفلسطينيين» في ضعف مستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي كان يعكسه:؛ على نحو بارن
ضعف الانصهار القومي والاجتماعي. اذ لم تكن الهوية القومية (الوطنية) للفلسطينيين كشعب قد
تبلورت بصورة واضحة. ولعل ذلك كان من الاسباب الرئيسة التي جعلت نابليون بونابرت» في اثناء
حملته على فلسطين لا يخاطب الفلسطينيين ب «الشعب» أو ب «الأمّة» كما خاطب «الأآمة المصرية»,
بل خاطب فقط «سكان أقضية غزة والرملة ويافا»(”) . ولقد كان ضعف الانصهار القومي نتيجة
أساسية لغياب طبقة اقطاعية موحدة تحكم بسلطة مركزية واحدة على مستوى فلسطين: كوحدة
اقليمية واحدة. فقد تميّز الاقطاع في فلسطين بطايعه العشائري, والعائلي. وزاد في استفحال هذا
الامر التقسيم الاداري العثماني لفلسطين. «فمن الناحية الادارية» كانت فلسطين تشتمل عى سنجق
(متصرقية) القدس وعلى سنجقي عكا ونابلس التابعين لولاية الشام,: الى ان ألحقا بولاية بيروت بعد
اعادة تنظيم ولاية الشامء العام .١146485 وكان سنجق القدسء الذي شمل معظم اجزاء فلسطين وأكثر
من ثلاثة أرباع سكانهاء تابعاً لوزير الداخلية العثمانية مباشرة»(؟).
من الناحية العملية؛ بدأت مظاهر تأثر الفلسطينيين بفكر النهضة في النصف الثاني من القرن
الفلسطينية, ٠ نتيجة سياسة الاصلاح العثمانية, التي بد أت بيصدور خط كلخانه. الشريف» العام
52565 كم «مخط همايون» من جهة وتغلفل رأس المال الاوروبي: من الجهة الاخرى0"). وقد
5 لشوُون فلسطيزية العدد 11؟ -58؟1؟, شباط ( فبراير ) آذار ( مارس ) ١91517 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)