شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 80)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 80)
- المحتوى
-
لل الادارات الاميركية واسرائيل...
جدال فيها. وينبغي آلا نستهين» بالطبع» بحجم, وفاعلية, اللوبي الصهيوني وتأثيراته المختلفة في
صناعة القرارات الاميركية المتعلّقة بالسياسات الاميركية في المنطقة العربية. وهناك شواهد كثيرة على
قوة هذا النفوذ. وقد تحدّث مسؤولون بارزون عن قوة هذا النفوذء وأبدواء في بعض الاحيان:
انزعاجهم من الضغوط التي يمارسها اللوبي الصهيوني على الادارات الاميركية. نذكر هناء على سبيل
المثال» كلمة رئيس أركان القوات المسلّحة الاميركية الأسبق» جورج براون؛ الشهيرة؛ في العام 2,111
التى ألقاها بحضور طلاب جامعة يورك وجاء فيها: «ان اليهود واسرائيل يمارسون نفوذاً ضاغطاً في
الولايات المتحدة الاميركية. وهم قادرون على ذلك لأن اليهود في الولايات المتحدة الاميركية يسيطرون
على مصادر الاعلام»('). وحذَّر براون من النتائج غير المرغوب فيها التي يمكن ان تنشاً عن مثل هذا
الوضع.
وفي حينه؛ أثارت تصريحات الجنرال براون حفيظة اللوبي الصهيونيء الذي راح يهاجمه بشدة.
واضطر الجنرال الاميركي البارزء بعد فترة قصيرة: بناء على طلب وزير الدفاعء الى الاعتذار. ولعلّ
الاعتذار في حد ذاته كان دلي آخر على مدى قوة هذا النفوذ.
من أجل ان نفهم حقيقة هذا النفوذ الصهيونيء الذي يبدو أشبه بالاسطورة:؛ لا بدّ من ان
نستقرىء خلفيته وعناصره. وعندما نقوم بعملية الاستقراء العلمي هذه سوف نكتشفء ببساطة: ان
قوة هذا النفون لا تعود الى قوة يهود الولايات المتحدة الاميركية الصهيونيين:, يقدر ما تعود. ريما يدرجة
أكبر بكثير. الى «الصهيونية المسيحية». ولتوضيح ذلك نقول أن هناك ما يزيد على "٠١ جمعية
صهيونية مسيحية: يعود تاريخ تأسيس بعضها الى نهاية القرن الماضي (أول جماعة ضغط صهيونية
لدعم انشاء كيان صهيوني في فلسطين أسّسها كنسيّون اميركيون في العام 1417/4 بزعامة القس وليام
بلاكستون). ذلك ان التعاطف مع المسألة اليهودية كان ملازماً للثقافة الغربية منذ أوائل القرن
الماضيء على نحو ما رأينا في اوروبا. وهناك بعض الطوائف المسيحية «المعمدانية» تؤمن بأن عودة
المسيح مرهونة باقامة دولة اسرائيل. ويرى بعض المحللين السياسيين ان كلا من الرئيسين الاميركيين
الاسبقين, هاري ترومان وجيمي كارترء كان متأثراً. في تعاطفه مع اسرائيل» بخلفيته الدينية
المعمدانية.
على ان الجانب الاقوى في هذه «الصهيونية المسيحية» هو جانب ذلك التيار النافذ الموجوب داخل
الكونغرس الاميركي وداخل الحزبين: الجمهوري والديمقراطيء وداخل عدد من المؤسسات الفاعلة
والمهيمنة على صناعة القرار السياسى. وهذا التياره ومن منطلق معاداة الشيوعية» ومنطلق فهمه
لمصالح الولايات المتحدة الاميركية الكونية» يومن بأن اسرائيل حليف استراتيجي رئيس لاميركا
وضرورة استراتيجية. هذه «الصهيونية المسيحية» في اميركا هي «الحاضن» الأساس للنفون
الصهيوني اليهودي؛ وهي التي تشجّعه وتدعمه وتغذّيه؛ بل هي التي تعمل على ان يبدو وكأنه شيء لا
يُقاوم.
ولقد اعترف أحد مسؤولي «لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية» (ايباك)» كبرى
جماعات الضغط الصهيونية وأكثرها فعالية ونفوزاً داخل الولايات المتحدة الاميركية, بهذه الحقيقة
بصراحة ويساطة تدعو الى الدهشة؛ حين قال: «لا تكمن قوتنا في كوننا نتمتع بتنظيم عال, ولكن في كون
الكثيرين من الناس ملتزمين باسرائيل. ولدينا الكثير من الدعم غير اليهودري لاسرائيل وأنا سعيد لأنه
ليس علينا ان نعتمد على اليهرد فقط؛ لأننا ل فعلنا ذلك لأصبحنا جسماً غير فاعل» !"ا
العدد 7117 -8؟5؟, شباط ( فبرايز) آذار ( مارس ) ١15357 لعُوُونُ قلسطيزية 5,8 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22321 (3 views)