شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 81)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 81)
- المحتوى
-
هشام الدجائي ب
بقوة؛ عن مصالح اسرائيل وعن ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم ومصادر القوة اليها. انهم
«صهيونيون» من تلقاء أنفسهم. انهم صهيونيون لأنهم يؤمنون بأن اسرائيل تحقق مكاسب
استراتيجية للولايات المتحدة الاميركية: وبأنها الحارس القوي لهذه المصالح. ومن الخطأ ان نفسّر
موقف هؤلاءء أى موقف غالبيتهمء بأنه خوف من اللوبي الصهيونيء» أو نفشره بالاعتبارات محض
الانتخابية. ان مثل هذا التفسير يوقعناء مرة أخرىء في مستنقع التهويل غير الواقعي بقوة اليهود في
اميركا.
ينبغي ان نؤكد؛ دوماً ؛ على حقيقة لا يرقى اليها الشك؛ هي ان العلاقات الوثيقة والحميمة التي
وصلت الى مرحلة التحالف الاستراتيجي والى أعلى درجات التنسيق بين البلدين» لم يصنعها النفوذ
الصهيوني اليهوديء بل صنعتها الدوائر الحاكمة والنافذة داخل الولايات المتحدة الاميركية» التي
وجدت في اسرائيل «كنزاً» استراتيجياً. على حدّ وصف الرئيس رونالد ريغان لها. وقد تنيّه بعض
المفكّرين السياسيين العرب الى هذه الحقيقة؛ ومنهم الكاتب الفلسطينيء كميل منصورء الذي كتب:
«... ومع هذا ينبغي التأكيد على ان النفوذ الذي تمارسه اسرائيل مباشرة؛ أو بواسطة المؤسسات
الصهيونية في اميركاء لا يفسّر الصلات الاستراتيجية بين البلدين وطبيعة العلاقة بينهما. فالعلاقات
الاستراتيجية بين اميركا صاحبة المصالح الشاملة والشرق أوسطية وبين اسرائيل القوية والغارقة في
حرب دائمة؛ هي ما تشكّل الرحم الذي ينمو فيه النفوذ الاسرائيلي في واشنطن» وحيث يمكن حل
التعارضات. وهذا ما يفسّر مثلاً. كيف ان رؤّساء معادين للسامية يثمّنون الأهمية الاستراتيجية
لاسرائيل» أى كيف ان مسؤولين اميركيين لا ينتقدون اسرائيل الا بعد استقالتهم من وظائفهم!؟)
بعد هذا العرض المختصر لواقع» وحقيقة: اللوبي الصهيونيء ننتقل الى جانب آخر من البحث:
يبدأ بالسؤّال: اذا كانت اسرائيل تعتمدء كلية» على الولايات المتحدة الاميركية في بقائها واستمرار
وجودها وأمنهاء فما الذي يجعلها «تتمرّد»»: أحياناء على الآأب؟
لقد أشرناء قبلٌء الى حدوث بعض التعارضات في مسيرة العلاقات التحالفية الطويلة بين الجانبين.
وقد يبدو هذا أمراً طبيعياً في العلاقات بين أي حليفين. انها مسألة خلافات في وجهات النظر حول
الصفقة؛ من منظور المصالح الاسرائيلية الاميركية: تضرٌ بهذه المصالح؛ في حين وجدت ادارة كارتر,
ومن بعدها ادارة ريغان» ان الصفقة؛ من منظور المصالح الاميركية أولاء لا تضرٌ باسرائيل وتحقق
مكاسب جمّة لاميركا. مثل هذه التعارضات كانت تنتهي؛ في معظم الاحيان» بانتصار وجهة النظر
الاميركية؛ وهذا أمر طبيعي.
ولِعلّ من المفيد, هناء ان نشير الى آخر هذه التعارضات كمثال. ففي بداية أيلول ( سبتمبر )
0 طلب الرئيس بوش من الكونفرس الاميركي ان يرجىء؛ لمدة ٠٠١ يوماً. النظ في طلب اسرائيل
الحصول على ضمانات قروض مصرفية بقيمة عشرة مليارات دولارء لتمويل واستيعاب هجرة اليهود
السوفيات: على مدى خمس سنوات. وسرعان ما اعتبرت الحكومة الاسرائيلية هذا الاجراء معارضاً
لصالحها الخاصة؛ فعمدت الى تحريك اللوبي الصهيوني. أمّا الادارة الاميركية: فقد اعتيرت هذا
الاجراء ضرورياً لعدم تقويض عملية السلامء في الوقت الذي كانت هذه الادارة تسعى حثيثاً الى عقد
مؤتمر السلام في أقرب وقت. وقد عبر الرئيس بوشء بشكل واضح وحازم؛ عن مصلحة بلاده في هذا
التأجيل؛ قائلاً للصحافيين: «لن نخاطر بتقويض عملية السلام. وأنا أعلم ان تأجيل الامر في مصلحة
العالم». وفي رسالة واضحة الى الحكومة الاسرائيلية واللوبي الصهيوني, بعد الضجة التي
١99557 ) آذار ( مارس ) اشْيُونُ فلسطيزية العدد 501 -578,: شباط ( فبراير /ْ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22319 (3 views)