المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 27)
غرض
- عنوان
- المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: وثائق (ص 27)
- المحتوى
-
وعلى اساس هذا المنهج المادي الجدلي التاريخي استطاعت الماركسية ان تكشف عن الجوهر
الاستغلالي البشع للراسمالية وان تنتقد شرورها. وان تبين محدوديتها التاريخية وتعلل حتمية
زوالهاء وذلك على اساس الصياغة المبدعة لقانوني القيمة والقيمة الزائدة اللذان سمحا بالكشف عن
اليات نمط الانتاج الرأسمالي وتناقضاته الداخلية.
اما على صعيد الفكر السياسيء فقد ارست التأسيس لنظرية علمية عن الاشتراكية كبديل
للمجتمع الرأسمالي وكشفت عن قوانين وسبل نشأة التشكيلة الشيوعية وبناء المجتمع اللاطبقي
لصالح الطبقة العاملة ولصالح كل القوى ذات التوجه التقدمي, اي انها'طرحت ذاتها كأيديولوجيا
للتغير الثوري. 1 -
وهكذاء فان الماركسية شكلت مسبقا منظومة فكرية متكاملة ومترابطة عضويا لحصيلة واسعة
من النظريات والمفاهيم والمقولات والاحكام والقوانين المنسجمة مع موضوعها وفق منهج علمي
محكم.
وبالرغم من هذه الوحدة وذلك الترابط وضرورة اخذهما بعين الاعتبار في دراسة الماركسية, الا
اننا نستطيع ان نميز في الماركسية مستؤيات كالمنهج المادي الجدلي التاريخي. والمفاهيم
والمقولات والقوانين المرتبطة به. وتلك المرتبطة بالنظريات الفلسفية والاجتماعية العامة في
دراسة وتحليل الطبيعة والمجتمع والفكر اليساري والتفيير الاجتماعي2, وتلك مجموع الافكار
والانشاءات والاستنتاجات والتعليلات الفكرية الاكثر ملموسية وتفصيلية والاكثر تعيينا وقربا من
ميدان التطبيق العملي.
ولا يعني هذا التمييز فصلاً تعسفياًء او عزلا للنظرية عن المنهج فمكونات الماركسية متر
فيما بينها. والمنهج يقوم على اساس التعميمات النظرية من منظومة المفاهيم 2
والقوانين, لذا فان التمييز هذا ليس ل لستهياة للدراسة والمعالجة, وخاصة لجهة الوقوف على '
العناصر الاكثر ثباتاً والأقل تغيراً. كالمنهج والتفميفات النظزية والتعميمات النظرية الأكثر
تجريداًء وعلى. تلك الاقل ثباتاً والمتغيرة بشكل اسرع كالافكار والتحليلات الاكثر . ملموسية
وتفصيلية والاقرب للتطبيق العملي. وفي اظار٠هذا التمييز نستطيع القول بأن المنهج هو الاكثر
ثباتاً وعلى الرغم من اعتماده على إلمقولات والمفاهيم الديالكتيكية العامة, والمناهضة للتغيير
وغيرها من المفاهيم والمقولات باعتبارها تاريخية وعابرة يجب ان"تؤخذ دائماً بارتباطها بالبشر
ونشاطهم المادي كما "يقزل قاركس- الا انها اقل تفيراً من غيرها الآمر الذي يعطن الخنهج فياتة
النسبي.
وتمييزنا للمُنهج ينبع من ايماننا بأنه الاساس النظري الجوهري للماركسية الذي يشكل زوحها
الحية ويستند هذا الفهم على كون المنهج هو الذي جغل ويجعل الماركسية وليلاً وموشداً للعمل
وليست عقيدة جامدة, وهذا ما أعلنه واكده ماركس وانجلز مراراً وهو ما اكده من بعدهما لينين
ايضاً الذي اشار في معرض تناوله لخصائص تطور الماركسية التاريخي ان هذه الصيغة الكلاسيكية
تبين بقوة رائعة وبصورة اخاذة هذا المظهر من الماركسية الذي يغيب عن البال في كثير من
الأحيان واد يفيت“هذا النظير طق النال: يتجمل 'من الما كدية شنا وحين الطرف, عديم الشكل.
شيئاً جامداً لا حياة فيه. ونفرغ الماركسية من روحها الحية وننسف اسسها النظرية الجوهريا
ونعتي بهذا الديالكتيك ان مذهب التطور التاريخي يعني بقضايا العصر العملية والدقيقة التي مز
شأنها ان تتغير لدى كل منعطف جديد في التاريخي.
انطلاقاً من هذا الفهم وعلى اساس المنهج لم تعلن الماركسية افكاراً او نظرية مكتملة ونهائية,
بل على العكس من ذلك حيث اكدت على انها نظرية النمو الدائم التي تعكس الحركة الابدية
للحياة وقد اعطت الماركسية بهذا المنهج حلاً مبدعاً لعلاقة الفكر بالواقع, علاقة النظرية والمعرفة
بالممارسة والتطبيق العملي, فصاغت مفهومها العلمي لنسبية المعرفة الانسانية باعتبارها عملية
اجتماعية تاريخية اي جزء من الممارسة وباعتبار الممارسة في ذات الوقت هي اساسها ونقطة
انطلاقها وهي هدفهاء حيث ان المعرفة تتكون وترتقي عبر الطريق الديالكتيكي من التأمل الحي
الى التفكير المجرد ومنه الى الممارسه. وبهذا فان الماركسية اعلنت الممارسة والتطبيق العملي
معياران دقيقان لصحة او عدم صحة الفكر والنظرية وتعبيرها عن القيمة الموضوعية.
تطبيقاً لهذا المنهج الخلاق اخضع ماركس وانجلز افكارهما وطروحاتهما النظرية للديالكتيك
المادي التاريخي وامتثالاً دائماً للحقيقة ونتائج البحث العلمي لم يتخلفا عن الاعتراف بخط نظري
او استنتاج.او تحليل سجلات هنا او هناك كما لم يتوانى عن تعديل اطروحاتهما وافكارهما
ومفاهيمها: حينما افرزت الممارسة عدم دقتهاء وتخليا عن بعض الافكار والطروحات التي اثبتت
الحياة بأنها شاخت ولم تعد صالحة ومن يراجع المقدمات التي كتبها انجلز لطبعات البيان
الشيوعي المختلفة يتبين مدى تمثل ماركس وانجلز للمنهج الديالكتيكي وروحه المتحركة التي لا
تعرف السكون وكما سجل انجلز في رسالة الى رومبازت ان كل رؤية لفهم العالم لدى ماركس ل
تتلخص في النظرية بل في الطريقة, انه لا يقدم نظريات جاهزة, بل نقاط انطلاق للبحث اللاحق
وطريقة لهذا البحث, واشار انجلز نفسه في موضوع اخر الى انه لا يوجد بالنسبة للفلسفة
الديالكتيكية اي شيء معطى ثابت غير مشروط ومقدس الى الابد, انها ترى في كل شيء اثر
الانهيار الحتمي ولا يمكن لشيء ان يصمد امامها الا العملية المتواصلة للظهور والزوال والصعود
اللانهائي من الادنى الى الاعلى؟؟
وبهذا المعنى فان الفهم الصحيح للماركسية يتطلب النظر اليها في نسبيتها وتاريخيتها اي اتها
بالرغم من عظمتها الكبيرة الا انها تخضع للقوانين ذاتها التي تحاكم نشأة وتطور المعرفة والفكر
والنظريات, وعلى هذا الاساس فان الحفاظ على علميتها ومتابعة رسالتها الانسانية الثورية لا يكمن
في تقديسها والدفاع اللاهوتي عنهاء وانما .بنقدها الدائم وتجديدها واعادة انتاجها ارتباطاً
بمعطيات الممارسة الاجتماعية والذي ملك المعرفة للواقع الاجتماعي التاريخي بتطوره المستمر.
وبالانطلاق من هذا الفهم يتعامل لينين مع الماركسية واستطاع ان يطور الكثير من تعاليمها فعلى
اضوء الوقائع الجديدة في تطور الرأسمالية صاغ مفهوم الامبريالية باعتبارها رأسمالية 6
واكتشف وصاغ قانون التطور المتفاوت للبلدان الرأسمالية الذي أسس لفكرة /نتصار الاشترا
في بلد واحدء واسس لنظرية الحزب من الطراز الجديد وطور التعاليم عن الاممية وعن 0
الوطني» كما دقق وطور مفهوم الاشتراكية ومبادىء بنائها. وكان له اسهامه المبدع في الفلسفة
وخاصة في تعريف المادة والمنافحة عن الديالكتيك المادي والمثابر.
ه١ - تاريخ
- 1993-02
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 22249 (3 views)