الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 17)
غرض
- عنوان
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 17)
- المحتوى
-
هذا لا بد من لفت النظر إلى جانب نظري منهجيء لقطع الطريق
على كل من قد يحاول إعاقة هذا التحليل من خلال الجملة الثورية, الا
وهو أن طبيعة كل مرحلة ومحتواها المادي - الاجتماعي هو الذي يحدد
سقف العمل الثوري الذي يجب أن يتم بها. فما هو ثوري في مرحلة
معينة ليس بالضرورة أن يلائم مرحلة مختلفة لها معطياتها وقوانينها
وقواها الاجتماعية المختلفة, 55-5 لذلك. فإن الدفاع الذي هو السقف
الثوري لمرحلة طابعها العام دفاعي2 هو غير السقف الثوري المناسب لمرحلة
الصعود والهجوم.
كان الكفاح المسلح مع نهاية الستينات وعقد السبعينات هو المظهر
الرئيسي للصراع مع العدو. أما في الثمانينات فقد كان المظهر الانتفاضي
هو السقف المناسب. والآن تاخذ المرحلة طابع الصراع الاجتماعي لمنع
العدو من تحقيق مكاسب جديدة: والتصدي لنهج التنازلات وتبديد الحقوق
الوطنية من قبل سلطة الحكم الذاتي. هذا التحديد للمظهر الرئيسي لا
يلغي التشابك والتداخل الذي يحدث بصورة طبيعية بين مختلف أشكال
الصراع ومظاهره.
لقد دفع ثمن باهظ قبل إدراك مترتبات خطأء بل خطيئة افتعال
التصادم والتنابذ بين مختلف إشبعال المواجهة. ومع أن الصراعء. ومنذ
شراراته الأولىء كان ضراعت اكتماغنا. غير أن فصائل الحركة الوطنية
الفلسطينية عقوا ارتكبت أحد أكبر أخطائها المأساوية عندما قفزت عن
جوهر الصراع وحقيقته كصراع تاريخيء وهو الأمر الذي أسفر عن سياسة
قاصرة. رأت في الكفاح المسلح؛ على سبيل المثال قدي للاشتباك المجتمعيء
32
بعكس العدو الصهيوني الذي لم يتخطى للحظة واحدة هذه الحقيقة,
فجاءت إدارته للصراع شاملة ومحكمة لأبعد حد.
ما نود تأكيده في هذا المجال هو أنه ليس هنالك في الصضراع
الاجتماعي الشامل من تناقض بين أساليب وأشكال النضال مهما تنوعت
وتعددت, فكل مظهر منها يحظى بأهمية قصوى ارتباطا بدوره ووظيفته
المحددة في الصراع الشاملء لأنه يشغل فقط الخانة التي تستدعيه في الزمان
والمكان المحددين؛ والتي لا يمكن سدها أو تعويضها إلا بالشكل المحدد.
والأسلوب المحددء والعامل الاجتماعي المحدد.
هكذا تتكامل عوامل الصراع وتتواصل دافعة بالديناميات
الاجتماعية على مختلف المستويات للتعبير عن ذاتها بالشكل والأسلوب
الذي يناسيها وفقا للموقع المحدد الذي تشغله على مسرح الصراع». وهذه
عملية ذات سياق موضوعي تماماء وهثا تتجلى آهمية العامل الذاني في
قدرته على قراءة الشروط الموضوعية للصراع؛ وعلى إدارة وتوجيه
وتوحيد مجمل روافد الصراع ضمن استراتيجية شاملة.
المعطى الثاني : ازمة الحركة الوطنية الفلسطينية: لقد كشفت الهزيمة
عمق الأزمة البنيوية التي تعصف بالحركة الوطنية الفلسطينية؛ والتي هي
من طبيعة تاريخية تراكمية» أسفرت عن نتيجتين أساسيتين:
١-استسلام القيادة الرسمية وخضوعها لمشروع التسوية الأمريكي عم
الإسرائيلي» وقيام حالة معينة من التشابك بين الاحتلال ووظيفة
السلطة لصالح الأولى. والنتيجة؛ تخطي الحقوق الوطنية
33 - تاريخ
- 2000-07
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 59373 (1 views)