الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 21)
غرض
- عنوان
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 21)
- المحتوى
-
وهذا ما برهنت عليه المؤتمرات الاقتصادية في المنطقة بدءاً من
مؤتمر الدار البيضاء مرورا بالمؤتمرات الاقتصادية التي عقدت في القاهرة -
عمان - الدوحة؛ حيث انكشفت الأهداف السياسية من وراء تلك المؤتمرات
الاقتصادية. فدور تلك المؤتمرات لا يتعدى زرع الأوهام والأمنيات في
الشارع العربي عن رفاه ونمو اقتصادي مقابل الصمت والقبول بالتسوية
السياسية كما تراها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
المستوى الثالث : اتضاح حقيقة الدور الأمريكي في عملية التسوية والذي
يقوم على تطويع مواقف الأنظمة العربية والطرف الفلسطيني والضفط
عليهاء بما يستجيب لشروط المواقف الإسرائيلية». وقد عبر ذلك الدور عن
نفسه من خلال سياسة الاحتواء واستخدام حق النقض الفيتو ضد أية
قرارات دولية قد تدين, الكيان الصهيونيء إضافة إلى الموقف الأمريكي الدافع
باتجاه تخطي قرارات الشرعية الدولية. ومنع أي دور حقيقي لأوروبا
وروسيا في عملية التسوية والالتزام بمرجعية التفاوض التي أساسها التفرد
الأمريكي - الإسرائيلي.
وقد تجلى هذا الدور عمليا في محاولات الولايات المتحدة للضفط
على سورياء لإجبارها على الرضوخ لصالح المواقف الإسرائيلية. وأيضا في
تمرير التفاهمات والصفقات الأمنية والسياسية على المسار الفلسطيني.
وهكذا سقط مفهوم الراعي النزيه أو الوسيط النزيه أمام حقائق
الممارسة السياسية الأمريكية التي تشكل مع الكيان الصهيوني حلفا موحدا
40
في مواجهة الحقوق والمصالح العربية والفلسطينية كما تراها وتقرها
الشرعية الدولية.
ف ضوء هذه الحقائق تصاعدت في الشارع العربي حالة من
الوعي تجاه ما يجري من ممارسات ومشاريع سياسية تستهدف إبقاء
السيطرة والهيمنة الإمبريالية على المنطقة من خلال فرض تسوية سياسية
تتعارض وتتناقض مع الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية العربية.
يضاف لهذا البعد السياسي تفاقم حدة التناقضات الاجتماعية
والطبقية في البلدان العربية,. حيث الفقرء والبطالة وغياب الحريات والتبعية
الاقتصادية, وتفشي ثقافة الاستهلاك والاستلاب السياسي والثقافي
والاقتصادي.
هذه التناقضات وغيرها دفعت بالجماهير العربية أكثر فأكثر
باتجاه الانخراط في المقاومة والممانعة الشعبية. ومع تنامي ظاهرة التطبيع
الرسمي مع الكيان الصهيوني تنامت بالمقابل ظواهر المقاومة لها ورفضها
وأخذت الجماهير العربية تعبر بصورة متصاعدة عن حقيقة مواقفها
ومشاعرها القومية فيْ مواجهة سياسات الكيان الصهيوني المتعنتة
والإرهابية» الأمر الذي كشف عن طاقة جماهيرية عربية هائلة يمكن أن
تشكل قوة صد جدية في وجه مشاريع التسوية الأمريكية الإسرائيلية.
اسهم فْ ذلك موقف سوريا المميز بعدم الرضوخ لضغوط الحلف
المعادي. وكذلك الموقف المصري يعد أن تكشف الثمن الفادح المطلوب من
مصر ولمتمثل بضرب دورها القومي والإقليمي وتحويله إلى أداة للمشروع
41 - تاريخ
- 2000-07
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed