الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 25)
غرض
- عنوان
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحو رؤية سياسية جديدة للمرحلة - المؤتمر الوطني السادس (ص 25)
- المحتوى
-
لقد نجح الحلف الأمريكي - الإسرائيلي في تركيم إنجازات شتى,
وخاصة على الصعيد الفلسطيني. مما دفع بالقضية الفلسطينية إلى زاوية
صعبة: وجعلها تواجه أزمة حقيقية. لكن وبرغم ذلك؛ فإن الصراع عربيا
وفلسطينيا بات ياخذ ابعادا أكثر غنى وتنوعاء ويتسم بطابع شعبي
متنامي. وهو ما ينسجم والبديهية التي أتينا على ذكرها آنفاء أي
موضوعية الصراع وشمولية الاشتباك التاريخي.
شهدت لوحة التناقضات السياسية والاجتماعية حراكا وتعقيدا
عالي المستوى؛: وهو الأمر الذي يستدعي إدارة سياسية أرقى تكون قادرة
على التعامل مع تلك التناقضات. لأن شرط الإدارة الناجحة للصراع يكمن
في كفاءتها وتحسين مستواها واحترام شروط الصراع ومعاييره من ناحية,
وفي دوام احتكامها للمصالح والأهداف القومية والوطنية العلياء وليس
لرغبات هذا الفرد أو التنظيم أو ذاك من ناحية أخرى.
إن الانطلاق من فهم الواقع بأبعاده الشتى وتجاذباته المتنوعة,
يفرض بالضرورة التعامل مع الصراع بشمولية. وضمن جدلية التواصل
والتركيم, وفتح الآفاق باستمرارء بما يؤمن أعلى قدر من التوظيف الأمثل
لمكونات القوة المتاحة على الصعد الوطنية والقومية والدولية. إذا كانت
هذه طبيعة الوظيفة المطلوبة ومواصفاتها اللازمة.
إن فهم الصراع والتعامل معه كصراع تاريخي يعني أنه متسع
لكل جوانب الحياة بدءا من تحرير الأرضء مرورا بقضية القدس
والمستوطنات, وصولا لميدان التعليم: والاقتصادء والتربية الاجتماعية» والفن:
48
والأدب. وصولا إلى القتال عن كل قطعة أثرية يحاول العدو سرقتها
لتزييف التاريخ وقلب الحقائق في المنطقة...الخ. إن هذاء هو الذي يعطي
للصراع مضامينه وتجلياته كصراع تاريخي موضوعي.
إن قبولنا لهذه الرؤية» يفرض علينا أن نتخطى النظرة والممارسة
السياسية القاصرة والعاجزة التي تحصر الصراع في أحد الجوانب وتظن
أنه كل الصراع: وتميل إلى العمل السهلء أي الخطاب السياسي العام؛ الذي
يتوهم أنه يقول كل شيء ولكنه لا يقول شيئا محددا في واقع الأمرء تبرز
هنا القيمة الكبرى لتطوير الخطاب السياسي الفلسطيني وإنضاجه عبر
تخليصه من العفوية والارتجال والديماغوجيا. لقد آن الأوان لخفض
الصوت وتكثيف الفعل.
نقول ما تقدم, ربطا بتجربة قرن من الصراع. وخطاب عربي عالي
النبرة أريد له أن يعوض نقص العمل فكان ما كانء وبال مقايل فإن الكيان
الصهيوني وقبله العصابات الصهيونية الإرهابية, مارست كل حروبها
وحققت معظم أهدافها ولم تنطق إلا لغة الدفاع. لقد صرخت قليلا وعملت
كثيراء ولم تترك فرصة إلا وعملت على استثمارها وتوظيفها لتعزيز
طاقاتها الاجتماعية والسياشية والعلمية والعسكرية؛. يما في ذلك امتلاك
٠ رأس نوويء ومع ذلك حفظت لأداتها العسكرية اسم "جيش الدفاع'.
إن تطوير الخطاب والأداء السياسي ولميل للإيقاع الهادئ. ليس
إلا حصيلة لمزيد من العمل والثقة بالذات وانعكاسا للارتقاء فكريا وعمليا.
يشترط ما تقدم؛ إحداث تغير نوعي في معايير الأداءء. بحيث ترتقي إلى
49 - تاريخ
- 2000-07
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed