الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 34)
غرض
- عنوان
- الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع (ص 34)
- المحتوى
-
بعض مما كتب عن الشهيد
أححمد سعدات (أبو غسان)
حين حاولت اختيار بداية للحديث عن الشهيد عيسى عابد
تملكتني الحيرة هل أبدأ باقتباس العبارات من مقولات غسان كنفاني
أم يوليوس فوتشيك أم جيفارا ... أم غيرهم من النماذج التي قدمت
حياتها ليحيى الآخرين بعزة وكرامة ... وسبب هذه الحيرة أن
للرفيق مكاناً في جميع كتابات هؤلاء القادة... فهو إنسان غير
عادي أقول هذه العبارة وأنا مطمئن أنها تخرج من فمي وترتسم
أحرف كلماتها ببساطة على الورق لأنها لا تعكمن غير الواقع ولا
تصف إنساناً صنعت منه الشهادة بطلاً. فعيسى بطلاً توج بطولته
بالشهادة... وهو إنسان ترجمت الشهادة عمق المعاني الإنسانية في
كل سلوك صدر عنهء فهو باختصار نموذج الإنسان الذي تحدئت
عنه حياته البسيطة حركات يديه نظرات عينيه ... الدعابات الني
كان يوزعها في جلسات الخلان والأصدقاء بهدوء وبساطة دون
تكلفء. وأصبحت بعد استشهاده مأثورات تتردد على السن الرفاق
والرفيقات والأصدقاء يعزون بها أنفسهم وليفردوا الحزن الذي يخيم
على أجوائهم كلما انتشرت رائحة الذكرىء التي لا أبالغ حينما أقول
أنها لا زالت تعبق في كل مكان جلس فيه وفي أجواء كل من عرفه
وتحدث إليه ... وبعيداً غن عبارات المديخ التي تفرض نفسها على
56
كل من يريد أن يكتب أو يتحدث عن الشهيد؛ هذه العبارات التي لم
يستخدمها فقط في الحديث عن الأفراد وكانت لديه حقاً للشعوب
للجماعات التي تناضل من أجل استرجاع معاني ومضمون الإنسان
لذاتهاء سأقصر حديثي عن المعنى التعبيري الذي كثفقه شخصية
الشهيد البطل عيسى عابد وأجد نفسي مسيراً بإرادة فولاذية لا
تقاوم بإعادة نسخ عبارات رددها الرفيق في كتاباته أو مداخلاته.
وسأبدأ بالرؤية السياسية التي يتسلح بها الرفيق.
رأى الشهيد أن ما يسمى الآن بالعولمة في إطار النفام
الدولي الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عبارة عن هجوم
إمبريالي شامل سياسي وعسكري وفكري وثقافي وأخلاقي وهو
يعكس بشكل صارخ اختلال موازين القوى لصالح قوى الإمبريالية
الأمريكية؛ يفرض طوقاً شاملاً على حركات التحرر الوطنية
الديمقراطية ويفقدها البعد الدولي المساند لنضالها ويققفل وربما
يوفر فرص انتصارها الناجزء لكنه في الوقت نفسه لا يملي على
الحركات الثورية الاستسلام والتنازل عن برامج نضالها ومهامها
التي تفرضها تناقضات الواقع؛ ولا يغفل عن رؤية حقائق طرحها
واقع الصراع الدولي؛ ففي إطار هذا الننظشام وفي ظل الهيمنة
الشاملة استطاع الجنرال عوديد هزيمة الإمبريالية الأمريكية
وتحالفها الدولي وإجبارها على الرحيل؛ وفي ظل هذه الظفروف
أيضاً تصاعد نضال حركة المقاومة اللبنانية وتحقق انتصارات
يومية وتدفع العدو الصهيوني في ظل تفسخ جبهته الداخلية إلى
التراجع الذي أدى في النهاية إلى اندحار الغزو الصهيوني
57 - هو جزء من
- الشهيد الرفيق عيسى عابد - أبو سريع
- تاريخ
- 2000
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed