خالد بكير "أبو المجد" - في ذكرى مرور أربعين يوماً (ص 7)
غرض
- عنوان
- خالد بكير "أبو المجد" - في ذكرى مرور أربعين يوماً (ص 7)
- المحتوى
-
خالد بكير .. إلسنديانة إلتي تظل وإقفة
أيها الخالد خالد. يا من انسحبت من بيننا بهدوء. مثل عاشق يتسلل في عتمة
الليل نحو دار حبيبته. كنت متكئا على اللحظة في زاوية من زوايا الوطن وهو
يحاول الانتصار على مرارتها و بؤسها و علقمها. حاولت التجاوب مع نداءات
الوضن... استعرضت التاريخ بكل تلاوين أطيافه. رسمت المستقبل حالما بورود
و عصافير تغني من فوقها. و سبحت في فجر مغمس برائحة قهوة صباحية
تخترق أفقا كان نديا و حنونا في طبعه. لكن مرارة الواقع أثقلته بخيوطها
السوداء. وجعلت منه صفحة خارج الزمن, ومن وراء التاريخ. فالقلم الذي يخط
الأجندة الفلسطينية و برغم ما احتوته و ختويه من تضحيات و الام و معاناة.
أصبح مثل شظية., يحاول ايضا الانتصار على اللحظة بعد أن أضناه التسجيل,
أصبح شظية تنفجر في وجه حالة ... هي الأخرى بعيدة عن التاريخ.
هربت أيها الفارس من لحظتنا. تمردت عليها. لم تستطع تصورها في أكثر
الحالات سوداوية. و لم يستطع قلبك المرهف احتمال قسوتها. بعيدا مضيت
إلى الوطن و في الوطن. في تفاصيله و تضاريسه. في حدوده المسيجة بالمدى و
برموش عيون أبنائه. و بأحلام أطفائنا في الغد المكلل بالنصر. و المزنر بالحنين. و
بالزيتون و برتقال يافا و قمح مرج ابن عامر. و بالشاطئ المتوسطي تتكئ عليه
يافا و حيفا و الكرمل. و تسبح مياهه بعيدا نحو غزة. يتردد هدير أمواجها
صدى معلنا وحدة وطننا و ارضنا. و تتلألاً الميجنا و العتابا و الروزنا من جديد
و من أفواه فلسطينيات ارتدين الأثواب الفلسطينية المطرزة بالكحل و بعبق
التاريخ. و هن يؤدين رقصة فلسطينية هي الأخرى مألوفة. في محاولة تصر
على العبور إلى الآتي من الآتي. تصر على أن يكون المستقبل ناصعا و مشرقا
مثل الذي رسمناه في خيالاتنا ... بعيدا عن مرارة و الام الواقع ... و تلح مؤكدة
على وحدة شعبنا في كل مواقعه.
أيها الخالد خالد يا من امتلكت تاريخا ناصعا مثل ورقة بيضاء. في نضالاتك
الكثيرة في كل المواقع و المهام التي تسلمتها. أو في المدة الطويلة التي
قضيتها في السجن. و انتصرت فيها على سجانيك. كنت مثلا أعلى لرفاقك.
مسلكية و نضالية. تواضعا و عطاء. فكرا منيرا و وعيا يهتدي باستمرار
لفلسطين. و يتجه نحو بوصلتها. لم تضع الاججّاه في يوم من الايام ... لم
تخنك المحن رغم ثقلها. و ظللت مرحبا بالمهمات رغم كثرتها ... و بقيت وفيا
لها و لجبهتك و رفاقك. و لأخوتك في كافة الفصائل الفلسطينية و منتصرا
لوحدتها الوطنية ... ماما مثلما كنت وفيا لعائلتك و أهلك ... معطاء دون حدود
للعائلتين: الصغيرة و الكبيرة في مزج رائع بين المهمتين.
مضيت يا خالد على درب "أبو علي" و غسان و جيفارا. وربحي حداد و على درب
كل شهداء جبهتنا. و كل شهداء ثورتنا الفلسطينية. مضيت جسدا. لكنك
ستظل حيا بيننا. بنضالاتك و عطائك و سيرتك ... صنعت لنا مثلا جديدا فى
العطاء ...
سنظل لكم الأوفياء بإكمال مسيرتنا النضالية حتى التحرير و النصر.
ليلى خالد - تاريخ
- 2007-07
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed