ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة: بمناسبة أربعين يوماً على رحيل الحكيم (ص 19)
غرض
- عنوان
- ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة: بمناسبة أربعين يوماً على رحيل الحكيم (ص 19)
- المحتوى
-
الثوريون لا يموئون 5
إن الوضع الصحي لم يحل يوما دون قدرتي على قيادة الجبهة الشعبية. ولم يؤثر على
عزمتي وإصراري على مواصلة الكفاح طيلة هذه السنوات. وان مقياس الصحة بالنسبة
لي هو القدرة على أداء الواجبات والمهام المطلوبة مني كأمين عام. إذن هل هو التعب؟
إنني وبكل صدق رفاقي لم أحاكم يوما في حياتي النضال باعتباره عملا متعبا. وإما كنت
أتعامل معه كنمط حياة. لأنني كنت أدرك طبيعة الصراع ومتطلباته وشروظه. لم يكن
العمل النضالي بالنسبة لي هواية. وإنما كان مسؤولية وطنية وقومية كبرى, ختاج إلى
خشيد الطاقة وتكثيف الوقت والعمل. وتوفير العقل.
أم هل هو بسبب الأوضاع والإحباط والحالة العامة السيئة التي يعيشها الجميع؟!
جوابي بالطبع كلا. إن احد أهداف كلمتي هذه هو الإسهام في مواجهة الأسئلة الكبرى
التي يطرحها الواقع. في محاولة للإسهام معكم للوصول إلى إجابات أو بداية مجابهة هذا
الواقع السيئ.
إذن ما دام الأمر ليس كل هذا. فما هي الأسباب الحقيقية وراء مثل هذا القرار المصيري
بالاستقالة, بالنسبة لي كانسان أسهم في النضال الوطني والقومي ومن موقع
المسؤولية الأولى. سواء في أيام حركة القوميين العرب, أو إثناء مسيرة الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين.
هناك سببان رئيسيان يقفان وراء قراري التاريخي هذا:
الأول: رغبة سابقة لدي تبلورت في أواخر الثمانينات بتقديم مثل وموذج للآخرين, بان الإنسان
المناضل والقائد يستطيع أن يستمر في العمل والعطاء حتى بدون مواقع قيادية رسمية.
هذا من جانب ومن جانب آخر إعطاء مثل نقيض للحالة العربية والفلسطينية. والتي
تتجسد في تشبث المسئولين في مواقعهم مهما طال بهم العمر., حيث لا مجال لتداول
السلطة إلا حت وقع الموت أو الانقلابات.
قد يبدو للبعض إن هذا الكلام قد جاء متأخرا. ومع ذلك فهذا سبب حقيقي. كان ينضج
في فكري ويتبلور باستمرار, ولم يكن استمراري في منصبي كل هذه السنيين بأي حال من
الأحوال خت ضغط الامتيازات. أو الحفاظ على المركز أو تلبية نداء التمسك بالكراسي. بل
كان نابعاً من نداء الضمير وواقع اموه وتظطورما أولا فاشرا
في ضوء الوضع العام والإجمالي. اشعر وأدرك انه من الأفضل لي في السنوات المتبقية من
عمري. التركيز في عملي على مهمات وطنية وقومية. اعتقد إنها خظى مكانة محورية
ومركزية في العمل الوطني والقومي أكثر من استمراري في مهمة الأمانة العامة. دون
أن يعني هذا الكلام أي انتقاص أو مساس بأهمية هذا المنصب الذي يتطلب كل الجهد
والطاقة والعطاء. ولكنني كجورج حبش وفي ظل الوضع المخيط والخاص أصبحت على
قناعة بأنني سأفيد أكثر بإحداث هذه النقلة الجديدة في حياتي .... دون أن يعني ذلك بأي
حال من الأحوال الابتعاد عن الجبهة التي أعطيتها عمري. أو عن العمل السياسي والمهمات
النضالية الأشمل وطنيا وقوميا كما ذكرت.....
الحكيم - تاريخ
- 2008-03
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 59373 (1 views)