الحكيم: ضمير شعب ورمز مقاومة (ص 8)
غرض
- عنوان
- الحكيم: ضمير شعب ورمز مقاومة (ص 8)
- المحتوى
-
تعود معرفتي براحلنا الكبيرء الصديق
والرفيق» والقائد الرمز. جورج حبش, الى أكثر
من خمسين عاماء عندما كنا طلابا في الجامعة
الأميركية في بيروت.
"من يومهاء ونحن نستقل القطار نفسه من
دون أن يحالفني حظ مشاركته العربة نفسهاء
ووجهة سيرنا فلسطين. ومن المفارقات التي كثيراً
ما تذكرناها وضحكنا منها أو على حالناء أنني
كنت أقرب الى الماركسية عندما كان هو " قومياً
عربيا"؛ ولما اهتدى الى الماركسية كنت قد اهتديت
الى العروبة!!
رغم ذلك نمت بيننا صداقة صامتة: وترعرعت
علاقتنا على الاحترام المتبادل والإيمان المشترك
بأن "الوطن" هو الأصل وهو الهدف وليس
الإيديولوجيات إلا سبلا لاسترداد هذا الوطن.
رحل جورج حبش بالأمسء ولا شك في أن
شعب فلسطين سيفتقد هذا المناضل الصلب العنيد
لأجيال وأجيال» وسيتحول اسمه مع الزمن الى
أسطورة تتحدث عن شبيه له سيظهر وسيتابع
النضال حتى تتحرر فلسطين وتسترد القدس.
من كثرة الموت الفلسطيني اليومي منذ عقود,
فرغ قاموس المراثئي من كلمات فقدت معناها
من كثرة تكرارها. فماذا عسانا نقول في جورج
حبش غير ما قلناه في رجال من أمثال عبد الناصر
وغيفارا وأبي عمار وأبي جهاد وغيرهم وغيرهم
من عشزات بل مثات, لا بل آلاف الشهداء الأحرار»
وأواخرهم شهداء تموز ٠٠١" وشهداء غزة
والضفة حتى هذه اللحظة. 2
أول ما يجدر قوله ان جورج حبش هو علامة
فارقة في تاريخ حركة القوميين العرب. وإذا
أمكننا القول بأن قسطنطينٌ زريق كان الرائد
الفكري لحركة القوميين العرب المعاصرة, فلقد
كان جورج حبش رائدها النضاليء من دون أن
نغفل ذكر رفاقه الأوائل من أمثال وديع حداد
وهاني الهندي وباسل الكبيسي وغيرهم. بعد
اليوم سيشار الى حركة القوميين العرب بمرحلة
ما بعد جورج حبش.
وثاني ما يجدر قوله ان جورج حبش هو واحد
من المناضلين الرواد القلائل الذين عرفهم التاريخ
العربي المعاصرء الذين ثبتوا على مواقفهم ولم
تزعزع الأيام عزائمهم وإصرارهم على متابعة
النضال حتى النصر الحاسم. فهو من الذين بقوا
مع الثورة حتى النصرء وإن يكن غيره الذي رفع
هذا الشعار.
وثالث ما يجدر قوله أن جورج حبش هو
الوحيد بين من عرفناهم من قادة هذا الزمن,
رسميين وغير رسميين» الذي تنحى عن موقع
الأول في تنظيمه (نظامه) وأفسح في المجال
لائني: من رفاقه أن يحلا محله في أمانة سر
الجبهة,. هم القائد الشهيد أبو علي مصطفى»
والقائد الأسير أحمد سعادات.
٠ ورابع ما يجدر قوله. وهو ما يخجل الؤاحد
من ذكرهء لولا هذا الزمن الأردأ من الرديء الذي
وصلنا إليه هو أن جورج حبش من القلائل الذين
"أعطوا" فلسطين كل ما لديه, ولم "ياخذ" في
المقابل شيئاً له أو لمن حوله.
هل كان قديساً. أو ضميراً أو ظاهرة:, أو.. او..
لا هذا ولا ذاك» كان جورج حبش مناضلا من
فلسطين كما يجب أن يكون عليه المناضل.
جورج حبش ... رجل المبادىء والمواقف الثورية
محمد العبد الله
ساعات قليلة تفصلنا عن انتهاء اليوم الأخير لمجلس العزاء ب "الحكيم" في
مخيم اليرموك بمدينة دمشق» وحزن مقيم فينا يمتد على أيامنا منذ مساء يوم السبت
1١ 0 عندما توقف ذلك القلب الكبير المفعم بالإصرار والتحدي عن الخفقان
في أحد مشافي العاصمة الأردنية. طوال تلك الأيام والساعات الثقيلة لم أستطع فيها
أن أكتب عن الراحل العملاق.
الكلمات التي يغذيها دمع العين تعجز عن الرثاء والنعي, فكان الواحد منا ينعي
قصعة من جسده وروحه؛ نحن مَنْ تفتحت عقولنا قبل عيوننا على اسمه الذي تداولناه
بيننا في العائلة والمدرسة الثانوية قبل أربعة عقود ونيف. فهذا الاسم الذي مَكَّلَ لنا
المناضل القومي المنتمي لأمة عربية واحدة, الذي وهب حياته من أجل العمل على
توحدها الحقيقي قي سبيل ' تحررها واستردادها لفلسطين' . هكذا تعرفت على الإسم
أولاً ثم على المبادىء والأهداف والقيم لاحقا. لقد اختزل الحكيم في حياته الممتدة على
مدى ستة عقود تاريخاً لأمة بدأت تتلمس طريق نهضتها وتحررها الوطني بإطار
جماعي. فمع البدايات الأولى لبلورة وعيه النظري / الثقافي الجنيني في جمعية
" العروة الوثقى " أثناء دراسته الطب في الجامعة الأمريكية ببيروت بدأت ترتسم
الخطوط العامة لتكوين طالب كلية الطب القادم من مدينة " اللد" الفلسطينية, المنكوبة
كشقيقاتها بالإنتداب البريطاني الذي يظلل التمدد السرطاني لليهود, المتنوع الأشكال
" استعمارا للأرضء جرائم التشكيلات العسكرية المسلحة " والذي أمسى منذ منتصف
عام 144/8 واقعاً احتلالياً في ضيغة الكيان الصهيوني. جاء الرد سريعاً من الحكيم
وزملائه فقرروا انشاء 'كتائب الفداء العربي" التي تَرَكَرْ عملها الفردي في بعض
العمليات "الثارية ' المحدودة التي استهدفت مراكز الاحتلال. والتي لم تكن أكثر من
ردة فعل مارسها بعض من الشباب المتحمس الذي أدرك لاحقاً أهمية العمل الجماهيري
المنظم, ومن هنا بدأ تشكيل النواة الصلبة ل" حركة.القوميين العرب". كوكبة من
الشباب انزرعت في تربة الوطن العربي الكبير» وبدأت بذورها في النمو إن روتها
الأجيال الملتحقة بالنضال القومي بالعرق والدماء؛ فالمئات منهم سقطوا شهداء على
طريق الكفاح المسلح __ العنف الثوري المنظم كما عبّرعنه الحكيم __ في فلسطين
وجنوب اليمنء والآلاف الأخرى عرفت كل أصناف الاضطهاد والقمع والاعتقال في
سجون الأنظمة العربية المفرقة في تخلفها ورجعيتها.
جورج حبش المسكون بالفكر القومي /الإنساني. الحالم بوحدة هذه الأمة
وتحررهاء عمل من أجل تحقيق مبادئه على بناء المؤسسة / التنظيم/ الحزب المستندة
إلى التطور الطبيعي للبعد النظري / الأنديولوجي في رفد الحركة التنظيمية ' الشرائح
والقوى الإجتماعية المغادرة أو المنضوية في البنية الداخلية للحركة " والتي انعكست
تفاعلاتها في الخطاب السياسي /الاجتماعي لبيانات وتعاميم وأدبيات الحركة
والجبهة لاحقا. وقد واجه في مسيرة التطور تلك ' دعاة فكر" طفولي توضحت
دلالات مراهقته اليسارية باكرا على الموقف الوطني وفي بعده النظري. في خضم تلك
التفاعلات الداخلية, لم تدفعه المواجهة للإرتداد نحو الإنغلاق؛ بل فتحت له أبواباً
مشرعة نحو المزج الخلاق بين النظرية الماركسية- اللينينية والفكر القومي. يقول
الحكيم في هذا الصدد (أنا ماركسيء يساري الثقافة, والتراث الاسلامي جزء أصيل
من بنيتي الفكرية والنفسية, معنيّ بالإسلام بقدر أي حركة سياسية اسلامية؛ كما
أن القومية العربية مكوّن أصيل من مكوناتي ... إنني في حالة انسجام مع قوميتي
العربية ومسيحيتي وثقافتي الاسلامية وماركسيتي التقدمية). وقد ساهم الوضوح
النظري اليسار. ي» المستند إلى جلاء صورة العدو الاحتلالي الاجلائي العنصري, بان
شكل للحكيم وللجبهة, صمام أمان فكري / سياسي منعها من الإنزلاق __كما اندفع
بعض أدعياء اليسار__ للرهان على دور مايسمى ب" اليسار الاسرائيلي".
لقد أدت الإنعكاسات الدراماتيكية المفجعة لهزيمة الخامس من حزيران ١9317
على كل تشكيلات العمل الحزبي القومي في الوطن العربي فكراً وممارسة, وانعكست
بشكل واضح على برنامج ونشاط ' حركة القوميين العرب" التي ربطتها بالناصرية
علاقات أثارت في محطات سياسية جدلاً واسعاً في صفوف الحركيين. عبرت عنه
مجلة "الحرية " الناطقة بإسمها في تلك الفترة __مقالات محسن إبراهيم ومحمد
كشلي تحديدا__, مما أدى لتسريع خطوات الانهيار في تشكيلات الحركة, واتخان
بعض الأقاليم والفروع قرارا ب" حل نفسها". لم يتأخر الحكيم ورفاقه في الفرع
الفلسطيني للحركة على صوغ الإجابة على الهزيفة التي أدت لاحتلال الضفة
والقطاع وأراض عربية أخرى؛ فبدأ التنشيط لمجال الحركة النضاليء الذي بدأ قبل
سنوات عديدة بالتوجه نحو استطلاع إمكانية العمل الجماهيري والمشلح داخل
فلسطين المحتلة عام /154: وقدم شهيده الأول " خالد أبو عيشة" فوق تراب الوطن,
وهذا ما وفر مع عوامل عديدة سرعة تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين,
التي أثبتت حضورا متميزاً في نشاطها الجماهيري وعملياتها المسلحة ضد قوات
الاحتلال الصهيوني. أتاح للجبهة تلك المكانة الأساسية والمتقدمة في المشهذ الكفاحي
الفلسطيني ومؤسسات عمله الجماعية. ومع اندفاع القيادة المتنفذة لمنظمة التحرير
في برنامجها التسوويء أكد الحكيم رفضه التبريرات التي قدمتها تلك القيادة تحت
ذريعة التعامل مع ما هو مطروح للحصول على "الممكن"! وهذا ما عبر عليه رده
على تلك السياسة بصرخته التي عكست نبض قلب كل مناضل (الثورة الفلسطينية
قامت لتحقيق المستحيل لا الممكن) لأن شكل "الدولة الفلسطينية" الموعودة في
بنود الإتفاقات, التي عبّر عنها "اتفاق أوسلو" كما يراها الحكيم (لا يمكن إلا أن
تكون كاريكاتوراء لأن السلطة الفلسطينية قبلت بالعمل على تقديم التنازّلات تلو
التنازلات).
تميزت مسيرة كفاحه الطويلة بمحطات.نضالية استثنائية, يشهد له أعداؤه قبل
رفاقه. بأنه تعامل معها بصلابة لاتعرف المهادنة. فكل تجارب العمل السري, ومواجهات
"أيلول الأسود" بالاردن وصولا لغزو لبنان؛ أكدت شموخ وبسالة هذا الرجل الذي
يؤكد (لا وجود للياس في قاموشيء ولا أستطيع التسليم بانتصار دائم للظلم) فكل
من عرفه طوال مراحل نضاله أكد أن الحكيم يمتلك إرادة فولاذية لا تؤثر فيها وحشية
أدوات العدو الرهيبة (تستطيعون أن تدمروا بيوتنا لكنكم لاتستطيعون تدمير إرادة
المقاومة فينا). هذه الإرادة التي صمدت أيضا في وجه المرض واعتلال الجسد فلا إرهاق
القلب ولا إصابة الدماغ استطاعت أن توقف العقل والجسد عن الدور النضالي المتقدم
الذي يتطلبه دور الأمين العام للجبهة الذي شغله الحكيم حتى المؤتمر السادس للجبهة
الذي انعقد عام .١ ٠٠ وفي بادرة استثنائية في العمل الحزبي العربي, قرر د. جورج
حبش التنحي, ليتيح لآخرين في الجبهة تبوء هذا المنصب, الذي شغله رفيق دربه
"أبو علي مصطفى " الذي اغتالته قوات العدو بمكتبه في رام الله بصاروخ أطلقته
إحدى طائراتها في الثامن والعشرين من آب / أغسطس عام ١ غادر الحكيم موقعه
كمسؤول أول للجبهة, لكنه بقي في قلب الحدث / الصراع؛ انتقل إلى ساحة أخرى لا تقل
أهمية عن سواهاء إلى حقل الدراسات النظرية والفكرية من أجل التفرغ لكتابة تاريخ
حركة القوميين: العرب والجبهة الشعبية وتجربته النضالية. كما عمل على تأسيس
مركز "الغد العربي للدراسات" من أجل دراسة أسباب الهزائم المتتالية التي أصابت
لمرو القومي التحرري, بما يتطلبه ذلك من استنهاض للقدرات الفكرية لدى نخبة
من المفكرين والكتاب, لدراسة تاريخ الصراع العربي الصهيوني ونتائج ذلك على كافة
المستويات. لقد أشرف الحكيم على المركز الذي استطاع تزويد المكتبة العربية بعشرات
الكتب والدراسات الهامة؛ في ظروف مالية صعبة وقاسية. واستطاع مع القلة القليلة
المحيطة به في المركز العمل الدؤوب من أجل تذليلها. لم يتوقف جهد الدكتور جورج
حبش عند ذلك, فقد عمل وتابع الفكرة الأساسية التي انطلق منها مبكراً: العمل على
تشكيل نواة عمل قومي تلتئم في اطارها القوى القومية واليسارية المناضلة من أجل
صياغة الرد على المشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة.
في تجرية الحكيم العديد من الدروس والعبرء إ توحد فيها الخاص والعام:
وامتزج فيها النضال الوطني بالقومي ومن ثم بالأممي والطبقي. ومع تطور مراحل
المسيرة الفكرية والسياسية والكفاحية تلك يتلمس المدقق في بعض محطاتها
السياسية الأبرز بعض الاجتهادات التي واكبتها بعض الانتقادات من الحلفاء الأوفياء
والأنصار المقربين من التجربة, لأن العديدين منهم كانوا يرون في مواقف المؤسس
نزوعا نحو التطهرية. في السنوات الأخيرة من عمره الزاخر بالعطاء والبحث. كان
تركيزه على ضرورة القراءة النقدية لتجربة العمل القومي العربي. بهدف التوصل
إلى رؤية جديدة ومتجددة تسعى لإرساء بنية جدية لحركة عربية يسارية موحدة,
تنهض بمهام المواجهة للمشروع الإمبريالي الصهيوني الذي يستهدف الأمة العربية
والوطن الكبيرء تاريخا ووجودا ومستقبلا. وهنا أاستحضر ما كتبه " سعد محيو” في
مقالته المنشورة قبل أيام عن الحكيم (كان الأجدى بأن يتواجد جورج حبش في قمرة
قيادة القومية العربية لا في غرفة قيادة الجبهة الشعبية) وأضيفء أنه كان بمقدور
الحكيم التواجد بنفس الموقعين نظرا للتداخل العميق في مهمات الحركتين.
قبل توقف القلب الكبير بساعات: كان أحبته في المشفى. القلة منهم تتناوب على
الدخول لغرفته. كان يسألهم عن تطورات الأوضاع في فلسطين» وخاصة في غزة
الصامدة المقاتلة. ألح على الاطلاع التفصيلي على أحوال شعبه هناك. وعندما علم
أن الجماهير التواقة للحرية وللدواء والغذاء قد اقتحمت المعبر بأمواج بشرية هائلة
حطمت الحدود المصظنعة بين أبناء الأمة الواحدة, ارتسمت علائم الفرح على قسمات
الوجه الجميل الذي أنهكه المرضء لتأتي الكلمات معبّرة عن الآمل / الحلم الذي حمله
المناضل القومي والأممي (ممتاز..ممتاز..سياتي حتما اليوم الذي تهدم فيه الحدود التي
صنعتها سايكس بيكو ويتحقق حلم الوحدة). إنه شعبك كما عرفته أيها المؤسس»
فقد تنفس الهواء خارج السجن» واشترى بدراهمه وكرامته الغذاء والدواء. ولم
يمارس التخريب والنهب كما تفعل قطعان الغوغاء في أكثر من مكان. وقد أكدت نساء
هذا الشعب أن دورهن لا يقل عن دور الرجال إذ تحولت أياديهن وهن يطرقن بوابات
الجدار في مبادرتهن التاريخية كما طرق الشبان في رواية غسان كنفاني جدار
الخزان إلى معاول هدم ليس للسجن وحده وإنما لعقلية وممارسية السجان."
رحل الحكيم جسدا وبقيت روحه وأفكاره منغرسة في وجدان وضمير كل وطني.
خاصة وأن المبادىء العظيمة التي حملها ونقلها للأجيال التي تربت في مدرسته
السياسية والأخلاقية ما زالت متوهجة. فطوال سنوات عمره المديدة» أعطى الحكيم
لأمته وشعبه كل ما يملك, وغادر الحياة وهو لايملك_بالمعنى المادي الذاتي -_ شيف
لم يعرف الحكيم حياة الترف والامتيازات, وهو ما أكد عليه أمين عام حركة الجهاد
الإسلامي الدكتور " رمضان عبد الله شلح " في اليوم الثاني لتأبينه في مجلس العزاء
(لم يُوَقع الحكيم في حياته على شيك). عاش راحلنا الكبير عفيف اليد واللسان؛ وكان
نموذجا للآلاف من القيادات والكوا ادر والأعضاء في زهده بالحياة المادية ومظاهرهاء
ولنا في حياة الشهداء " وديع حدادء أبو علي مصطفى " كل الدلائل على ذلك السلوك:
ناهيك عن القادة الأحياء الذين تبوءوا أرفع المراكز في الجبهة على مدى العقود الأربعة
المنصرمة من تجربتهاء والذين قدموا للشعب والأمة القدوة في التواضع والنزاهة.
في حضرة الموت كانت روح الحكيم تملأ القلوب والعقول؛ وفي داخل الكنيسة
حيث كان الجسد الطاهر النبيل مسجى» كانت المبادىء الثورية التي زرعها في الأجيال
تملأ المكان.
دا حكيم أمتنا وشعبنا: لقد ودعك شعبك وأمتك بما يليق بك؛ فمن اللد إلى سخنين
مرورا بكل مخيم وبلدة فلسطينية داخل الوطن الفلسطينيء وصولاً إلى العديد من
المدن العربية, تحولت مجالس العزاء بك لمهرجانات وطنية تستلهم الدروس من
حياتك. غصت كل الأماكن بأبناء شعبك وبكل أحبتك من القوى والشخصيات العربية
المناضلة, ولم يتأخر المناضلون الأمميون عن المشاركة. فالغيفاريون الجددء بناة
الاشتراكية في أمريكا اللاتينية, كانوا حاضرين من خلال سفيرة فنزويلا البوليفارية
في مجلس عزائك باليرموك» كان ثوريو العالم معنا في مجالس تخليدكء والذين لم
يستطيعوا الوصولء بعثوا رسائل الوفاء لك ولقضيتك.
أبا ميساء: نم قرير العين» فالقضية التي ضحيت من أجلها لا زالت تتلألا متوهجة
في أحداق عيون الملابين من أبناء أمتك» تحميها سواعد وبنادق أبناء شعبك في
الكتائب والسرايا والقوى العربية المقاتلة في العراق ولبنان من أجل تحرير الارض
والإنسان.
.يا حكيمنا: إن غاب جسدك عناء فروحك الكفاحية تملأ هواءنا وأرضناء فالثوريون
لا يموتون. - هو جزء من
- الحكيم: ضمير شعب ورمز مقاومة
- تاريخ
- 2008-03-15
- المنشئ
- اللجنة الوطنية لتخليد القائد د. جورج حبش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed