الحكيم: ضمير شعب ورمز مقاومة (ص 13)
غرض
- عنوان
- الحكيم: ضمير شعب ورمز مقاومة (ص 13)
- المحتوى
-
13
جورج حبش.. نمودج القائد الأكثر صفاء
في خضرة الشهادة وفي مقام تكريم الرحيل لقامة تاريخية عقدت لها
القيادة على تقاطع الوطني مع القومي في منطقة لم تشفى شعوبها بعد
من الجرح الغائر لسايكس بيكو الذي شلعها إلى دول وشعوب..
وأمام تجربة نضالية وقفتء ومن موقع المسئولية. امام خيارات
صعبة.. تجربة تعود إلى ستة عقود مضت..
يصعب الكلام عن د. جورج حبش بطموح الإحاطة بكل أو حتى
بمعظم جوانب الموضوع شخصا وتجربة..
فنحن أمام تجربة زاخرة.. الفرد فيها جزء من حركة التاريخ.. بمدها
وجزرها..
فما بالك بقائد مؤسس لحركتين إحداهما لعبت دوراً مؤثراً في
المدى القومي. . والثانية مازالت تضطلع بدورها المتقدم في المجال
الفلسطيني..
وقد يعترض البعض على فصل يعتبره تعسفياً بين هذا المدى وذاك
المجال؛ إنطلاقاً من صعوبة الفضل أو تعذره بين قضايا متداخلة في
مشرق لم تلغ التجزئة فيه الواقع الموضوعي لمشتركاته: هذا إن لم يكن
لوحدته..
وهو ما ينطبق؛ من باب أولىء على الحالة الفلسطينية: شديدة
التداخل بمحيطهاء تؤثر فيه كما تتآثر به..
ولعل د. جورج حبش هو نموذج القائد الأكثر صفاءً في إنشداده إلى
هذه المعادلة بانسجام حديها وتناقضهما معاً.
لقد كان فلسطينياً في قوميته وقومياً في فلسطينيته..
ليس بالمعنى الدارج منذ حرب ال17” الذي ينطلق من إستقلال النضال
الوطني التحرري الفلسطيني ليثمر ما يواشجه مع محيطه..
بل بالمعنى العضوي والسياسي المباشر الذي يتعاطى مع ملف
الصراع العربي - الاسرائيلي ببعده الشامل: لكن إنطلاقاً من بؤرته
المركزية: فلسطين.
ومن هنا شعار السهم المتجه إلى فلسطين الذي يرمزء على الأرجح»
إلى هذا البعد في الفكر السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وبما أنه يصعب في هذا المقام الكلام عن د. . جورج حبش بالمستوى
الذي يستحقه حقاً وتاريخاً..
سيتم الإكتفاء بإشارات سريعة إلى بعض جوانب فكره وتجربته”
التي تشكل إحدى عناوينها الرئيسية - بلا شك - موضوعة الجماهير
المعبأة والمنظمة التي هي وحدها صانعة التاريخ, وهي الأساس في
معركة التحرير..
وفي هذا إستعادة حرفية لما كان يتردد على لسانه وفي كتاباته دون
كلل..
وفي ظني أن آخر أجمل هدية تلقاها فقيدنا الكبيرء قبل أيام قليلة من
رحيله. هي تلك التي تمثلت بالموجه الجماهيرية العاتية التي إجتاحت
فهد سليمان
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
جدار معبر الإذلال والحصار في رفح..
هذا العنوان شكل أحد المحاور الرئيسية للفكر السياسي وللممارسة
النضالية لجورج حبش الذي استخلص في شبابه المبكر العبرة
الرئيسية من ثاني تجاربه السياسية بعد تجربة نادي «العروة الوثقى»
في مرحلة الدراسة الجامعية..
وأقصد بذلك تجربة «كتائب الفداء العربي» الفاشلة التي قامت
على العمل الصدامي المباشر للفرد بمعزل عن حركة الجماهير المعبأة
وال منظمة..
لقد بقي هذا العنوان» عنوان الجماهير المعبأة والمنظمة ملازماً لفكره
وممارسته في مجرى تشكل حركة القوميين العرب. إن في مرحلتها
القومية الصرفء أو في مرحلة تلمسها وتبنيها للبعد الإجتماعي في
النضال القوميء الذي وضع الإشتراكية إلى جانب الوحدة والتحرير
وكذلك في مرحلة الإلتحام بالناصرية التي إعتبرت حركة القوميين
العرب نفسها بمثابة حركتها الجماهيرية المنظمة في المدى العربي»
مشرقاً وخليجاً بالتحديد..
وكان أن إنتقل هذا العنوان: عنوان الجماهير المعبأة والمنظمة بحكم
الإرث والتواصل النضالي إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ليكون
أحد أبرز محاور عملها وليشكل مع الكفاح المسلح في إطار برنامج
التمسك بالثوابت الوطئية» أحد العوامل الرئيسية لإقامة وإدامة النفوذ
السياسي لهذا التنظيم الرئيسي في صفوف الحركة الفلسطينية..
وايضاً في بعض جوانب فكر الحكيم وتجربته النضالية نشير إلى
الموقع المحوري الذي إحتلته الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار
مجاف . التي لم يطعن أبداً بمكانتها التمثيلية حتى في أشد مراحل
وفي ظني ما يستحق التأمل هو جدلية التحالف والخلاف (وصولاً
إلى الإفتراق المؤقت أحياناً) في الفكر السياسي لجورج حبش نظرا لما
يمكن أن يستخلص منها من الزاوية التالية:
إن معارضته السياسية الحازمة لما كان يعتبره خروجاً عن الثوابت
أو مساساً بها كانت تمضي بعيداًء وبعيداً جداًء لكنها - في الوقت عينه
- كانت تحجم عن الإنقسام وإلحاق الأذى بالمؤسسة الأم أي منظمة
التحريرء وكانت تربا بنفسها اللجوء لاستخدام أسلوب الإنقلاب عليها..
لقد كانت معارضته قاسية ولم ترتد يوماً قفازات مخملية؛ لكنها في
تقطة ما من مسارها كانت تستدير لملاقاة شروط تجديد الوحدة الوطنية
في إطار منظمة التحرير وتحت رايتها..
في فكر فقيدنا الكبير إنحكمت جدلية اللقاء والإفتراق إلى سقف
الوحدة, فهي المرجعية والإطار بقواسمها المشتركة وتسوياتهاء
نعم تسوياتها وتنازلاتها المتبادلة.. ولعل هذا ما نحن أحوج ما نكون
إليه في الظرف الصعب الذي تجتازه مسير تنا الوطنية..
فالخلاف على أنابوليس نضعه خلف الظهرء لآن الراهن والمباشر هو
المسار الفعلي للمفاوضات التي كانت الحكومة الحادية عشرة» حكومة
الأئتلاف الوطني برئاسة اسماعيل هنية» قد وافقت وبملء إرادتهاء على
إحالة مسئوليتها ومسئولية إدارتها إلى اللجنة التنفيذية ورئيسها..
وباعتقادناء أن النقطة المفصلية المطروحة على هذا الصعيد ليست
الموافقة على المفاوضات من عدمهاء بل الإتفاق على شروط إستمرارها
أو تعليقها فقطعها..
فهل نقبل بمفاوضات يديرها العدو تحت النارء نار الاستيطان
والتهويد والحصار والعدوان؛ أو.. نقطعها إلى أن ينقطع سيل العدوان
والإستيطان..
وهل نقبل باستمرار مفاوضات يديرها العدو بشروطه التي تحدد
مسيقاً نتائجها المتعاكسة تماماً مع حقوقنا الوطنية..
هذه هي المسألة التي تحتاج إلى رأي واحد وقبضة موحدة..
وكذلك الخلاف على من تؤول إليه الولاية على معبر رفح نضعه خلف
الظهر لصالح الإتفاق على تلك الصيغة التي تفتح أبواب القطاع المحاصر
ليس على مدينتين شمال سيناء للتبضع؛ بل على العالم بأسره..
والتي تفتح أبواب غزة على الضفة وأبواب الضفة على غزة.. فمؤامرة
فصل الضفة عن غزة لا تقل خطورة عن فصل القطاع عن العالم..
"لا بل أنهاء في واقع الحال تتجاوزها خطورة؛ لأنها تسعى إلى
استبدال مخطط تطويع القطاع البطل الذي لم ولن يركع؛ بمخطط
مصادرة الكيانية الوطنية المستقلة على عناوين تعيد عقارب الزمن إلى
ما قبل حرب ال/510»
وهذا بدوره لن يقع بالإرادة الفلسطينية الملتقية مع الإرادة
العربية..
إن هذه المسائل وغيرها تندرج تحت عنوان واحد هو الإنقسام
الفلسطيني الذي ينذر استمراره بانعكاسات شديدة السلبية على الحالة
الفلسطينية والنضال الوطني عموما..
من هنا الدعوة إلى الحوار الوطني الشامل؛ فمن ينشد الخلاص
الوطني لا خيار أمامه سوى هذا الخيار..
وهو الخبار الذي بقى فقيدنا الكبير متمسكاً به داعياً له.. وأمامه
أحد جدران غزة ينهار بفعل ضغط الجماهير المعباة والمنظمة. . وكله
آمل واقة بأن هذا سيكون مصير جميع الجدران والأسوار التي تحجب
شمس الحرية والإستقلال عن الوطن..
فإلى شعبنا الفلسطيني نتقدم بأحر التعازي.. قبل أن نتقدم بها
إلى رفاق الدرب في الجبهة الشعبية لقحرير فلسطين وإلى منظمة
التحرير..
فالقامة التاريخية السامقة وان رحلت»
ستبقى حيّة بما قدمت»
خالدة بما زرعت..
والساذم علددم 2
كم حكيم لنا حتى ترحل أيها الحبيب؟
' رفيق جورج... كم كان وقع الخبر ثقيلاً هثا في هداريم؛ حيث
لخبر الموت طعم آخر
كم «حكيم» لنا حتى ترحل أيها الحبيب؟ من سيصلح ذات
البين فى غبابك؟ وأنت القلق دائما على مسار الوحدة ل
الفلسطينية التي ما شهدت انحرافاً ولا عبثاً وتقسيماً مثلما تشهده
اليوم.
من سيكون حاضراً مع آلامنا؟ وأنت الذي حملت راية الدفاع عن
الأسيرات والأسرى وحفظت جيداً «شيفرة» فك الأصفاد التي كتبها
سجين على حائط أقبية المخابرات الأردنية في سجن العبدلي.
هل أخيرك عن أحمد؟ هذا الذي تسلم الأمانة من الشهيد أبو
علي مصطفى. . أحمد الذي التحق بنا في سجن الصهيونية»
هل أخيرك عن عيد الرحيم ؟ هذا الذي عانقنا قبل أشهر عائدا إلى
السجن الكبير في رام الله. مصرًاً على أن نحفظ له سريره في
الاسير اللبناني سمير القنطار
هداريم لأنه لن يطيل الغيبة!
عي القطنه نفستها رودت لكت قراوتها وق ةنادا
قلب. قصة «الثورة التي قامت لتحقق المستحيل لا الممكن».
من يبحث عن المستحيل اليوم يا جورج؟
اليوم أفضل الممكن أن يهللوا لمجرم الحرب بوشء أن ينتشوا
فرحا لرقصة السيف المقرّزَة في البحرين؛ لخيمة المضافة
المذنّة في الإمارات» لوسام الشرف المفقود في السعودية.
اليوم أفضل الممكن أن نكسر جدار الجوع في رفح. . أن نفرح
للحصار بدل أن نحزن. . حصار غزة الذي رغم بشاعته وقسوته
وعنصريته وجبانته كان الترياق الذي أوقف سم التقاتل الداخلي
والشتم الذي لا يتوقف عبر الفضائيات» وأعاد الأمل بجمع الشمل
ولقاء الإخوة في السلاح والأعداء في تقاسم سراب السلطة.
جورج ليكن غيابك محطة لحماية كل الثوابت التي أفنيت
أجمل سنوات عمرك من أجلها. فلسطين الدولة الحاضنة
لكل أبنائها في الوطن والشتات وعاصمتها القدس عروس
المدائن وقبلة الأحرار . المقاومة خط ونهج ومسيرة كفاح
لكل الثوار في فلسطين ولبنان والعراق وعلى امتداد العالم.
التكاتف والتلاحم والصدق والوفاء والشجاعة في مواجهة
قوى الأعداءء وقوى الإمبريالية العالمية, وقوى الاستسلام.
سلاماً لك ولكل الشهداء...
أنت قلت «الثوريون لا يموتون». نعم أنت على
حق. الثوريون يحتلون كل الأمكنة في أزقة المخيمات,
فذى مع سك وات النكا ريك في اقركية الكتسزتب (يحيون
هناك في اولي لدت ل 0
جورج.. .. الآن نطفئ كل الشموع ونستودعك. . سنبكي لأن بسمتك
الدافكة لن تستقبلنا يوم حريتنا " . - هو جزء من
- الحكيم: ضمير شعب ورمز مقاومة
- تاريخ
- 2008-03-15
- المنشئ
- اللجنة الوطنية لتخليد القائد د. جورج حبش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 59373 (1 views)