كنفاني... بطل لا ينحني - بمناسبة الذكرى السابعة عشر لاستشهاد المناضل غسان كنفاني. (ص 12)
غرض
- عنوان
- كنفاني... بطل لا ينحني - بمناسبة الذكرى السابعة عشر لاستشهاد المناضل غسان كنفاني. (ص 12)
- المحتوى
-
قراءة التقارير والمقالات التي تتحدث عن معانياتهم,
فزياراته الدورية للمخيمات والاحياء الشعبية بقيت
منتظمة ومتواصلة2» رغم انشغالاته وهمومه المتعددة,
وغالبا ما كان يتجمع حوله الناس» ويشرع في التحدث
لهم بلغة الخطيب الشعبيء, المحرضء الذي يعرف حق
المعرفة اللغة التي يفهمها ويتفاعل معها البسطاء كان
يتحدث لهم بسلاسة وتلقائية وبلا تكلف او انجرار الى
المصطلحات الطنانة الرنانة» "كليشيهات" المثقفين
الاستعراضية؛ التي يستعملها البعض لابراز عضلاتهم
الكلامية امام الناس فهموا ما اراد ام لم يفهموا لا
فرق المهم ان يستعرض ويتفذلك» وكفى -.
وفي هذا الجانب, فاننا لا نبالغ اذا قلنا ان سر نجاجح
غسان النضالي والادبي تمثل في تواضعه الثوريء. فلو
وضع نفسه في قالب المثقفين واغلق على نفسه البابء
وعاش مع كتبه ومقالاته, البعيدة عن التفاعل مع الواقع
لما نجح في ان يبدع هذه المجموعة الرائعة من الروايات
والاعمال الادبية المتنوعة الاخرى, هذه الاعمال التي
نبضت فيها الحياة وجرى في شرايينها الدماء الحارة,
وظلت حية2ء حيوية2ء محافظة على ابعادها الوطنية
والسياسية والكفاحية والتربوية والتعبوية» ولو ابتعد
كنفاني عن الناس واسترخى على كرسي مريح في احد
صالونات التنظيرء لما تحولت نتاجاته المتنوعة الى مادة
تعبئة وشحن يتغنى بها الاطفال ويحفظها الرجال في
صدورهم كوصايا لا تحتمل الخدش او التحريف.
ىا
اللا
يستحضرنا بالطبع ونحن نكتب هذه السطورء صورا
استعلائية لبعض الكتاب (هذا اذا ما رضينا ان نستعمل
كلمة الكتاب هناء ولو من باب التجاوز) الذين ما ان
يصدر للواحد منهم مجموعة شعرية او قصصية» بصرف
النظر عن مستواهاء حتى يركب حصان الغرور ويطلق
لنفسه عنان الترفع واحتقار الاخرين» وكأنه بعد هذا
الديوان الذي تسرح فيه الاخطاء النحوية وتمرح قد
امتلك ناصية الكتابة» ووصل الى دذرجات الكمال... فاين
هؤلاء من المبدعين؟؟ اين هم من ناظم حكمت وبابلو
نيرودا وغوركيء وحنا مينا... واين هم من كنفاني؟؟
فأديب يكتب للناس ويحتقرهم ليس بأديبء وأديب
يكذب على الناس ولا يستعمل قصصهم وحياتهم الا
وسيلة لشهرتهء لا يمكن باي شكل من الاشكال ان يكتب
لنتاجاته النجاح حتى ولا (كانسان من الناحية
الاجتماعية).
لقد كان كنفاني “جادا ووسيما... وليس من النوع الذي
ما يكاد يلقاك حتى يفتج صدره على مصراعيه ويدلق
كل ارائه عن الناس والحياة... كان قليل الكلام". ( )٠١
اجل فغسان كان متحدثا لبقاء ولكن عندما يتطلب
الموقف ذلكء يشد السامع'بخفة ظله وثقافته ولا يفرض
نفسه فرضا على مستمعيهء فهو يعرف متى يتكلم ومتى
يصمت. - تاريخ
- 1989-07-08
- المنشئ
- رفاق غسان
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed