كنفاني... بطل لا ينحني - بمناسبة الذكرى السابعة عشر لاستشهاد المناضل غسان كنفاني. (ص 14)
غرض
- عنوان
- كنفاني... بطل لا ينحني - بمناسبة الذكرى السابعة عشر لاستشهاد المناضل غسان كنفاني. (ص 14)
- المحتوى
-
ايتها العزيزة:
جم ا الآن» فيما نحن بدأنا نهبطء لقد اوشك
دورنا ان يتم... كان دور هذا الجيل اقصر دور لاي
جيل مر في التاريخ, اننا نعيش لحظات حاسمة في تاريخ
البشر» وهنالك الناس ينقسمونء معترك ومتفرجء اما
المتفرج فلسوف يعيش جيله كله» ويمتصه حتى آخره»
اما المعترك» فسرعان ما سوف يسقطء فالمعركة قاسية»
وقدرته الانسانية لن تحتمل كثيراء ولقد اخترت اناء
ايتها الصغيرة2ء الا اكون متفرجاء وهذا يعني انني
اخترت ان اعيش اللحظات الحاسمة من تاريخنا ومهما
كانت قصيرة... وفي اللحظة التي سيتم فيها الاستقرار
سوف لن نكون نحن ذوي نفع على الاطلاق» ولسوف
يتولى القيادة جيل جديدء اما نحنء فلسوف نتنحى
جانباء هؤلاء “الاخرين", يا صغيرتيء هم انتم... لسوف
ندفع لكم من قلقنا ثمن اطمئنانكمء ولسوف تستقرون
على حساب ثورتنا... ان مشيئة التاريخ ان نكون نحن»
ونحن فقط جيل الانقلاب....”(١١)
اذن لم تكن نظرة غسان الى الطفولة نظرة سطحية»
بقدر ما كانت نفاذة وصلت الى عمق العمقء لهذا فان
اهتمامه بعالم الطفولة يعني وضع المقدمات الصحيحة
لقادة المستقبل وبناته» فاذا كانت المقدمات صحيحة»
بالضروري ان تكون النتائج صحيحة, وعليه فان اي
مجتمع يهمل تربية اطفاله ولا يمنهجهاء ولا يخلق لهم
لقا
>
المناخ المناسب لكي يعيشوا طفولتهم, فعليه ان ينتظر
مستقبلا ملفعا بالضبابية والغموض واللا استقرار.
حقا لقد اعطى كنفاني الاطفال2 لانهم بدورهم قد
اعطوه ونبهوه الى نبع المعاناة, الى الجذر. الى العمقء
فاحتكاك غسان بالاطفال عندما كان معلما في احدى
مدارس وكالة الغوث في سورياء شكل نقلة نوعية في
حياته2 نقلته من دائرة التأملات الى دائرة التفاعل
العلمي والعملي مع جوهر الطفولة الفلسطينية التي
صاغتها وشكلتها عوامل التشرد والفقر والاهمال.
"ذات يوم كان يحاول ان يعلم الاطفال ان يرسموا
تفاحة وموزة» فقد كان عليه ان يتقيد بالمنهج المقرر -
وعن هذا الموقف يقول:- عندما كتت احاول ان ارسم
الرسمين على اللوح باكمل وجه ممكنء انتابني شعور
بالغربة وعدم الانتماء..... واذكر جيدا بانني شعرت في
تلك اللحظة بان علي ان اقوم بعمل ماء ان انني ادركت
بوضوح قبل ان استطلع وجوه الاطفال الجالسين ورائي»
بان لم يسبق لهم ان شاهدوا تفاحة او موزة, وبالتالي
كانت مده الاشكروا” وراكق «يقير امكتاكل "شيعه
لذلك محوت الرشوم“غلن“اللوح" ولطلبك امن“الاطفان' ان
برسموا التفيلاز - تاريخ
- 1989-07-08
- المنشئ
- رفاق غسان
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 10326 (4 views)