العمل الفدائي في مأزقه الراهن (ص 3)

غرض

عنوان
العمل الفدائي في مأزقه الراهن (ص 3)
المحتوى
غسان كنفاتو
تطوع كل جزئيات سلوكها للمهمة الاولى العاجلة والاكثر الحاحا ‎٠‏ وهي العمل على الخروج إل
‎٠‏ دهي علا
هذا الأزق لمواجهة تلك القوى الهائلة المستنفرة ضد حركة المقاومة الفلسطينية
قتاعة بان مثل هذه المواجبة - على مستوى المسؤولية - لا يمكن القيام بها الا من خلال
جببة وطنية فلسطيئية هي حلقة في جببة وطنية عربية » وبلتالي فان الاغراق في المهاترات
هو حرف للتوجه الثوري الطالب اكثر من اي وقت مضى بالعمل الدائب على تحقيق الحد
الادنى من مسؤوليات المعركة .
كان لا بد من هذه المقدمة السريعة للدخول الى الموضوع الذي نحن بصدده ء اذ دونها لا يمكن
لهذا البحث ان يخدم غرضه الاسامي .
03
جرت العادة ان يقع اي بحث نقدي لحركة القاومة بأمرحلتها الراهنة في حقل من الافخاخ:
اننا لا نتحدث هنا عن الافخاخ التي تهيئها النظرة الانفعالية او العصبوية » او النظرة الى تغابٍ
متطلبات الحاجة الاعلامية » على المنبج النقدي او تلك التي تحصر نفسم! .- طوعاً او مرغة -
بالجزئيات التكتيكية » ولكننا تتحدث عن افخاخ اكثر خطورة تتعلق بالنبج التقدي الذي
يتبع في قياس حركة المقاومة 2
هذا المنبج يسقط عادة في «الانتقائية» ولكنه يسقط ايضا في المذهبية الجامدة » واهم مزذلك
كله هو انه يحل نفسه من الالتزام بالاساس العامي والموضوعي للعملية التقدية التي هي جزء
لا يتجزأ من العمل الثوري برمته » اذا كانت الثورة ‏ كا هي فعلا - مازمة ققلدا والمر روا
10 الغلاو وتغييره في كن واضد',
ان واقع المقاومة » مثله مثل أي واقع آخر »هو في حقيقته حركة العديد من الجزئيات »
الرتبطة ببعضها رباطا جدلي مستمراً . ولا شك ان الخطيئة النقدية المميتة ترتكب حين تفرض
حالة السككون فرضاً على جزئية واحدة من هذا الواقع » فعندئذ تكر” على التو سلسلة من
الاخطاء : فصل هذه الجزئية اعتباط) عن عدد غير محدرد من الجزئياتن الاخرى : ثم تسكيتبا
بصورة قسرية » ثم دراستها او نقدها او قياسها بمعزل عن تلك الصلة الجدلءة بين العمل
والمعرفة .
من هنا نرى كيف ان عدة مقالات نقدية ظبرت خلال الفترة الماضية تقيس المقاومة
الفلسطينية بمسطرة العمل المسلح وحده » كا ظبرت مقالات اخرى تقيس المقاومة قباساً مذهبياً
بحتا يحول المسألة الى ركام من الصبغ والادبيات . وثة قياسات قطرية تعزل المقاومةالفلسطشة
كا يعزل الكياوي في الغتر خلية حية . 0
ان اية نظرة ذقدية لامقاومة » في مرحلتها الراهنة » تفقرض بالبُداهة ادراك جموع اطراف
هذه العلاقة المتحركة في المسألة كلها » وتفترض النظر الى واقع هذه المقاومة من زاوية
علاقاتها المتبادلة » وحركتها وتغيرها ونموها . ان المنبج الديالكتي هو ذاته ء في جوهره »
نقدي وثوري ‏ كا يقول ماركس - وهو يلا شك مستمر » ومن هنا فان العملية النقدية لا
يكن الا ان تكون جزءاً من جموع الجزئيات التي تشكل علاقاتها المتبادلة » او المتوترة »
او المتناقضة الحركة الستمرة للتاريخ .
: العمل الفداني في مأزقه الراون
إن الاظأ الاساي يبدأ عند الفصل بين النظرية والمارسة واصطناع الحواجز بيتها »
فذلك يؤدي الى الجود المذهبي من جبة والى المنكانيكية في فهم التاريخ والتجريببة في ممارسة
محاولات تغييره من جمة اخرى .
ه14
كان لا بد.من هذه المقدمة الموجزرة لتحديد منيج نقدي :اقلا ويت انه ينبغي رفض
الاسلوب النقدي لا يؤدي الى جعل المارسة قادرة على تصحيح النظرية» وبالتالي الى اغنائهاء
كي تغود وتؤثر قي الواقع » ولذلك فعلينا متذ البدء تحديد الاطراف الاساسية لاسألة » هذه
الاطراف التي تشكل علاقاتها بعضها بالبءض الآخر الأساس الكاءن والجوهر الحقيقي للمسيرة
الثورية الراهنة والتي لا يؤدي الفصل المصطنع فيا بينها الا الى فوضى .
فبناك أولاً مسألة الفكر السياسي في المقاومة الفلسطينية » وهتالك ثانيا مسألة الممارساتي التي
تبرز من بينها الممارسة القتالية بالدرجة الاولى » ولكن ه:اك ثلث ما يعطي هاتين المسألتين
عمقهما وفعاليتهما وهو يتركز في المسألة التنظيمية .
يلخص ماوتسي تونغ هذه اللسألة الثلثة بقوله : « ان مهمتئا هي كعبور نهر » الا اننا
لا نستطيع عبوره دون جسر او قارب » واذالم نل مشكلة الجسر والقارب فكل حديثشعن
انجاز المهمات دون حل مشكلة اساليب العمل هو مجرد ثرثرة » (*).
نحن اذن امام معضاة مثلثة : النظرية » والممارسة » والاسلوب الذي هو في جوهره مسألة
|تنظيمية . ان ذلك يعني أن أي بخث نقدي لركة المقاومة لا يستطيسع ان يحتزىء طرفا من
هذه الاطراف الثلاثة » ويسكنه » ويحعله الميزان الاوحد لتقيم ما يحدث » واذا فعل ذلك فانه
يسقط على التو في أخطاء قاتلة .
لم يعد من المقبول ‎٠‏ ولا من المجدى ان يكون «العمل الثوري» مجرد ممارسات #ريبية غير
مسلحة بالقكر السيامي » وكذلك فان:الفكر السيامي او النظرية » دون ممارسة فعلية تقود
| ده «اشل حلقة مفرخة . على ان المسافةالقاغة بين النظرية والمارسة لاه يق
تغطيتها ميكانيكيا » قالعلاقة بين الفكر السياءي ومارسته » بين النظرية والتطبيق ‎٠‏ تطرح
مسألة ثالثة موازية في الاهمية هي المسألة التنظيمية .
واذا كان « التنظع هو شكل التوسط بين النظرية والمارسة » ‎)١(‏ فان المسائل السياسية
المنبثقة عن الرؤيا النظرية » وعن الممارسات » لا يمكن فصلبا بصورةٌ ميكانيكية ‏ كا يقول
لينين - عن المسائل التنظيمية . ولا ريب في ان العكس هو ايض صحيح » ذلك ان المسألة
التنظيمية ليست مسألة تكنيكية » ولكنها طرف في العلاقة الجدلية المتنامية بين النظرية
والممارمة : ان التنظم حين لا يكون وليد نظرية ثورية ينتبي الى صبيغفة تآمرية » وحين لا
يكون التنظم واسطة تلك النظرية الى الممارسة التنفيذية فهو ينتبي الى تجمع عصبوي
معزول.
الايديولوجية النياسية هي التي تقرر شكل التنظع ومهماته » ( علاقات افراده بعضهم
(*) ماوتسي توغ المؤلفان الحتارة (بكين) الجلد الارل - ص ‎١‏
‎)١[‏ جوزج لوكاش ( ترجمة طرابيئي ‏ في التنظم الثورئ )
ص
تاريخ
1970-02
المنشئ
غسان كنفاني
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22251 (3 views)