الشوك والقرنفل (ص 5)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 5)
- المحتوى
-
الفصل الأول
شتاء عام ١1717 كان ثقيلاً يرفض الرحيل ويزاحم الربيع الذي يحاول الإطلال
بشمسه المشرقة الدافئة» فيدافعه الشتاء بغيوم تتلبد بالسماءء وإذا بالمطر ينهمر غزيرا من
السماء فيغرق تلك البيوت البسيطة في مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة وتجري السيول
في أزقة المخيم فتقتحم البيوت وتزاحم ساكنيها في غرفهم الصغيرة ذات الأرضيات
المنخفضة عن مستوى الشارع القريب.
مراراً وتكراراً تدفقت مياه سيول الشتاء إلى ساحة دارنا الصغيرة ثم تدفقت إلى
داخل هذه الدار التي تسكنها عائلتنا منذ بدأ الحال يستقر بها بعد أن هاجرت من بلدة
الفلوجة في الأراضي المحتلة عام 3544١ء وفي كل مرة يدب الفزع بي وبإخواني الثلاثة
وأختيّ وخمستهم كانوا يكبرونني سنا فيهب أبي وأمي إلينا ليرفعونا عن الأرضء ولترفع
أمي الفراش قبل أن تبلله المياه التي اقتحمت علينا بيتنا البسيطء ولأنني كنت الأصغر كنت
أتعلق في رقبة أمي إلى جوار أختي الرضيعة التي كانت في العادة على ذراعيها في مثل
هذه الحالات.
مرات عديدة استيقظت ليلا على أيدي أمي تزيحني جانباً وتضع على فراشها إلى
جواري تماماً (طنجرة) الألمنيوم أو صحن الفخار الكبير لتسقط فيه قطرات الماء التي
تتسرب من التشقق في سقف القرميد الذي يغطي تلك الغرفة الصغيرة؛ء طنجرة هنا
وصحن من الفخار هناك وإناء ثالث في مكان آخر. أحاول في كل مرة النوم فأفلح أحيانا
ثم أستيقظ على صوت قطرات الماء وهي ترتطم بما تجمع من مياه في ذلك الإناء بصسورة
منتظمة» وعندما يمتلئ الوعاء أو يشارف على الامتلاء يصبح رذاذ الماء يتراشق عليه
مع كل قطرة؛ فتهب أمي لتضع وعاءً جديداً مكان الذي أمتلً وتخرج لتسكبه خارج
الغرفة.
كنت في الخامسة من عمري وفي صبيحة يوم من أيام الشتاء تحاول شمس الربيع
أن تحتل مكانها الطبيعي لتزيل آثار هجوم الشتاء الليلي الكالح على المخيم؛ فيأخذ أخي
محمد ابن السابعة بيدي ونسير في طرقات المخيم إلى أطرافه حيث يرابط معسكر للجيش
5-5 هه - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 1856 (12 views)