الشوك والقرنفل (ص 7)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 7)

المحتوى

لما رفض محمد الذهاب واصطحابي ذهبت إلى دار عمي لأكون برفقة إيبراهيم»
دفعت الباب ودخلت في الغرفة كان يجلس عمي الذي لم أستطع يوماً تذكر ملامح وجهه.
وبيده بندقية وهو يقوم بإصلاحها وقلت في نفسي لعلي أعمل شيئاً مشابهاً بهاء شدت
البندقية انتباهي» حيث كان نظري يتركز عليها طيلة الوقت.
ناداني عمي وأجلسني إلى جواره؛ ووضع البندقية على يدي» وبدأ يتحدث معي
عنها بحديث لم أكن قادراً على فهمه؛ ثم مسح على رأسي وأخرجني من الغرفة»
واصطحبت إيراهيم وخرجنا من البيت متوجهين إلى أطراف المخيم؛ لنذهب إلى معسكر
الجيش المصري القريب.
حين وصلنا كانت الأمور قد تغيرت تماماء ذلك الجندي لم ينتظرنا كالعادة ولم
يرحب بناء الوضع لم يكن طبيعياً والجنود المصريون اعتادوا على استقبالنا بحفاوة
وترحابء صرخوا علينا أن نبتعد وأن نرجع إلى أمهاتنا فقفلنا راجعين نجر أذيال الخيبة»
إذ لم نحصل على نصيبنا من الفستقية» ولم أكن قادراً على فهم ما حدث من تغيرات» في
اليوم التالي أخذت أمي بعض الفراش من البيت وفرشته في تلك الحفرة» ونقلت إبريقين أو
ثلاثة من الماء وبعض الطعام وأخذتنا جميعا إلى تلك الحفرة وأجلستنا فيهاء ثم انضمت
إلينا زوجة عمي وأبناؤها حسن وإبراهيم» كنت متضايقا من ذلك المكان الضيق الذي
حشرنا فيه دون سبب أعرفه؛ء وقد تركنا الدار وغرفها وساحتها وشوارع أو أزقة الحارة
ووضعنا هنا رغما عناء وكلما حاولت الخروج أو الاندفاع نحو الفقتحة سحبتني أمي
وأجلستني مكاني في الداخلء بين الحين والآخر كانت تعطي أنا كسرة من الخبز وبضع
زيتونات.
بدأت الشمس بالغياب وضوء النهار يتلاشى والظلام يزداد في الحفرة التي أوينا
إليها وبدأ الخوف يتسرب إلى نفوسنا نحن الصغار فبدأنا نتصايح ونتدافع للخروجء» وأمي
وزوجة عمي تمنعاننا ثم نحاول الخروج فتصرخان يا أولاد الدنيا حرب ألا تعرفون معنى
الحربء حينها لم أكن أعرف معنى الحرب ولكنني عرفت أنها شيء مخيف غير عاديء
ومظلم وخائق.
تكرر تدافعنا وتكرر منعنا من الخروج فبدأت أصوات بكائنا تعلو تدريجياًء وهما
تحاولان تهدئتنا دون جدوىء حينها قال محمود هل أحضر السراج يا أمي لنشعله (ياما
أجيب الضو نولعه) فأجابت نعم يا محمودء اندفع محمود يخرج من الخندق فسبقت إليه يد
أمي لتمسك به وتمنعه من الخروج وهي تقول لا تخرج يا محمود (تطلعش ياما).
5

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set