الشوك والقرنفل (ص 10)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 10)
- المحتوى
-
كانت هناك حالات محدودة من الموت في الحارة؛ حيث إن غالبية أهالي الحارة
تركوها هاربين إلى شاطئ البحر أو إلى البيارات والساحات القريبة:؛ أو لجأوا إلى
الخنادق التي كانوا قد حفروها من قبل.
كانت قوات الاحتلال قد واجهت مقاومة عنيفة في إحدى المناطق فاده حبت وبعد
قت قليل أطلت مجموعة من الدبابات وسيارات الجيب العسكري ترفرف عليها الأعلام
المصرية فاستبشر المقاومون خيراً بقدوم العون والسند فخرجوا من مكانهم وخنادقهم
يطلقون النار في الهواء احتفالاً بالمقاومين» وتجمعوا للاستقبال» وحين اقتترب الركب
فتحت منه نيران كثيفة على المقاومين أردتهم قتلى» ثم رفع العلم الإسرائيلي على تلك
الدبابات والآليات بدل من الأعلام المصرية.
كان الناس قد انهالوا على المدارس القريبة التي كانت معسكراً للجيش المصري قبيل
الحرب حيث استولى كل واحد منهم على شيء مما تبقى منهاء هذا يحمل كرسيا وذاك
طاولة وثالك يحمل كيساً من الحبوب ورابع يحمل أدوات مطبخ؛ وهكذا بدلاً من أن
يستولي عليها جنود الاحتلال وجد الناس أنفسهم أحق لوراثتها من الجيش المصري الذي
ذاب من المكان» لم يكن البعض انساق مع الموجة ووجد الأجواء ساخنة لخلع أبواب
بعض المحلات التجارية القريبة والاستيلاء على بعض ما فيها من مواد وبضائع؛ البعض
اهتموا بالأسلحة والذخائر مما ترك في المعسكرات؛ سادت حالة الفوضى تلك عدة أيام كل
فيها في همه واهتماماته.
وقبيل ظهر أحد الأيام جاءعت من بعيد أصوات مكبرات الصوت باللغة العربية
المكسرة تنادي بإعلان حظر التجول وأن على الجميع التزام البيوت وأن من يخرج من
بيته يُعرض نفسه لخطر الموت. فبدأ الناس يلتزمون بيوتهم وقد دارت سيارات الجيب
العسكري التي تحمل مكبرات الصوت تعلن ذلك تم دارت تطلب من كل الرجال فوق سن
(14) سنة بالخروج والتجمع في المدرسة القريبة» وأن من يخالف الأمر ولا يخرج
يعرض نفسه لخطر الموت.
أبي وعمي لم يعودا وأخي محمود الأكبر بيننا كان أصغر من ذلك؛, وجدي حين
خرج متوجهاً للمدرسة صرخ عليه أحد الجنود طالباً منه الرجوع للبيت» تسار ان قب
سنه وعجزه فغادر يضرب الأخماس والأسداسء بعد وقت قصير بدأت أعداد كبيرة من
جنود الاحتلال على شكل مجموعات شاهرين بنادقهم» يقتحمون البيوت بيتا بيتاً بحثاً عن
رجال لم يخرجوا للمدرسة وحين وجدوا بغضهم أطلقوا عليهم الرصاص دون تردد.
0 - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 7 (185 views)