الشوك والقرنفل (ص 11)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 11)

المحتوى

تجمع رجال الحي في المدرسة القريبة حيث أجلسهم الجنود في فناء المدرسة على
الأرض على شكل صفوف متراصة:؛ والجنود يحيطون بهم من كل جانب وقد شهروا
بنادقهم؛ وصوبوها إليهم.
بعد أن اكتملت مهمة جمع الرجال» جاءت إلى المدرسة سيارة جيب عسكرية مغطاة.
ترجل منها رجل يلبس الزي المدني ولكنه من قوات الاحتلال حيث إن جميع الجنود كانوا
يطيعونه بصورة ملفتة للنظر وهو يصدر لهم الأوامر وهم ينتظمون حسب ما يأمرء
حيث بدأوا بتوجيه الرجال في السير على الأرض بالقيام واحداً واحداء والمشي بحيث
يمرون من أمام سيارة الجيب التي جاءت أخيراء وبدأ الرجال يقومون ويمرون وفقآاً
لإشارة أحد الجنود بين الحين والآخر يدوي بوق الإنذار (الزامور) حين يكون واحدٌ من
رجال الحي قد مر فيندفع الجنود نحوه ويتلقفونه بشكل عنيفء» ويبدأون سحبه وبقوة
وإذلال إلى إحدى الساحات الخلفية حيث الحراسة هناك مشددة» بصورة مضاعفة كما هي
عليه في ساحة المدرسة الرئيسية.
وقد بات واضحاً أن من يدوي البوق عند مروره فقد وقعت واقعته» فقد تم تشخيصه
أنه رجل خطرء وهكذا استمرت الأمور حتى قيام آخر الرجال» وبين الحين والآخر كان
يدوي البوق فيلقون من من أمام السيارة ومن لا يدوي البوق عند مروره يجلس في طرف
الساحة نفسها من الجانب الآخر.
حين انتهت المهمة ووقف ذلك الضابط (بالزي المدني) وبدأ يتحدث للجلوس باللغة
العربية بلغة ثقيلة ولكنها مفهومة جيدا لهم» حيث عرف عن نفسه أنه "أبو الديب" ضابط
المخابرات الإسرائيلية والمسؤول عن المنطقة» ثم ألقى محاضرة طويلة عن الواقع الجديد»
بعد هزيمة العربء وأنه يريد الهدوء والانضباط ولا يريد مشاكل في المنطقة وأن من
تسول له نفسه العبث بالأمن فسيعرض نفسه للإعدام والسجن وأن مكتبه مفتوح لمن يريد
أي خدمات من أمن جيش الدفاع الإسرائيلي» وحين انتهىء. طلب من الحاضرين
الانصراف واحداً واحداً وبهدوء وبدون فوضىء فبدأ الرجال بالقيام والاسلال من
المدرسة إلى بيوتهم وكل من يخرج يشعر أنه نجا من الموت المحتوم. كانوا قد فرزوا
حوالي مائة رجل من رجال الحي. 0

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set