الشوك والقرنفل (ص 13)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 13)
- المحتوى
-
الفصل الثاني
مرت الأيام وأبى وعمي لم يعودا ولم نسمع عنهما أي خبرء جدي وأمي وزوجة
عمي لم يتركوا راحدا أو واحدة يمكدهم أن يقورجهوا إلبهم بالسوال عتهما الآوت الوهما
دون جدوىء وهمنا كان مثل هم الكثير من الجيران فالمفقودون من جنود جيش تحرير
فلسطين أو من رجال المقاومة الشعبية كانوا كثراً. والحي ككل المناطق في الضفة
والقطاع كان في حالة من اليأس والإحباط والفوضى والناس لا يدرون ما يفعل بهم.
مع كل صباح كان جدي يتناول عصاه (عكازه) ويخرج باحثاً عن ولديه سائلاً
من يعرف ومن لا يعرف عنهما حتى ينهكه الإرهاق والتعب» وأمي وزوجة عمي التي لم
تغادر دارنا منذ انتهاء الحرب إلى بيتهم» تجلسان في جوار الباب في انتظار عودته بخبر
جديدء وهما تحترقان من الخوف والقلق من المصير المجهول لزوجيهماء وأخوتي
وأخواتي وأبناء عمي كانوا يدركون ما يحدث جيداًء لكني كنت لا أزال أصغر محق أن
أعي حقيقة ما يجري حولي بالضبط. أمي وزوجة عمي شغلهما همهما من الاهتمام بنا
فقامت أختي الكبيرة (فاطمة) بشيء من ذلك بتوفير شيء من الطعام لنا بين الحين
والآخرء وبشيء من النظافة الضرورية التي لا بد منها.
مع غروب شمس أحد تلك الأيام موعد عودة الجد من رحلات بحثه عن ولديه.
فتحت أمي الباب ترقب قدومه من أول الشارع؛ وبعد قليل ظهر الجد يتكئ على عصاه
ولا تكاد تحمله وهو يجر قدميه جر يوحي بأن الخبر الذي يحمله قد ناء به كاهلهء.
صرخت والدتي على أخي الأكبر محمود بالجري لاستقبال جده ومساعدته فجرى محمود
وبدأ ينظر إلى وجه الجد الذي غمرته الدموع» ورغم محاولات محمود سحب أي كلمة من
فم الجد لم يفلح حتى وصلا باب البيت» فارتكز الجد على الجدارء ولم تعد قدماه قادرعان
على حمله فبدأ يهوي بعد أن دخل الخطوة الأولى للبيت» ؛ فالتقفته أمسي وزوجة عمي
تنهضان وتسألانه ما الخبر؟ ماذا عرف؟ ماذا هناك؟ وقد بدأتا ترتجفان خوفاً وهلعاً عما
يحمل من الأخبارء ولم يكن الجد قادراً على النطق مجرد النطق؛ ولا حتى على الحركة
فشارك كل من قدر على سحبه إلى داخل الغرفة وأجلسوه على فراشه؛ وجميع من في
البيت يلتفون حوله ينتظرون كل حرف يخرج من بين شفتيه.
الك - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 2195 (11 views)