الشوك والقرنفل (ص 17)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 17)
- المحتوى
-
كل واحدة تحدث الأخريات عن مشاكلها وهمومها وتبث شكواها لأخريات عن
مشاكلها وهمومهاء وتبث شكواها للأخريات» فتسري الواحدة عن الأخرى وتجد أن هموم
الأخريات ليست أقل منهاء وقد أخذتني أمي مرارا معها في زيارتها تلك للسويدي؛ هناك
على باب السويدي يقف بعض الباعة المتجولون يبيعون أنواعا من الحلويات التي
صنعوها ليكسبوا رزق عيالهم فأبدأ أسحب ثوب أمي نحو البائع طالبا منها أن تشتري لي
قطعة من (النمورة) وأمام إصراري تضطر أن تشتري لي ما أريد رغم غياب أبي الذي
طالء؛ وعدم قدرة جدي على العمل لكسب الرزق لصعوبة فرص العمل في تلك الفترة
للشباب والأقوياء» إلا أن وضعنا المالي كان لا بأس به مقارنة بباقي الجيران» فقد كنت
أرى مع جدي أو مع أمي بعض النقود لا أدري من أين جاعت بالضبطء ولكني كنت من
قبل الحرب ارى عض الأساوز الأسيية على يدي ابي لحيلنا لقني ال إرها مه الصيريه
ولم أرها أبدأ من بعد» ثم إن خالي صالح كان يزورنا بين الحين والآخرء وكان يعطي
أمي بعض النقودء ويعطي من يتواجد منا أو من أبناء عمي بعض القروش فنخرج جريا
لشراء بعض الحلوى من دكان "أبو جابر" القريب.
خالي صالح كان ذا حظ وافر فقد كان له مصنع للنسيج فيه بضع آلات نسيج
كهربائية كان قد أحضرها من مصر قبل احتلال القطاع؛» وظل هذا المصنع مستمرا في
العمل بعد الاحتلال؛ كان ينتج كميات جيدة من القماش حيث يبيعها لتجار القماش في
القطاع؛ وبعد حرب )١1737( بوقت بدأت الحركة تدب تدريجيا بين الضفة الغربية
والقطاع فبدأ بيع بعض إنتاجه في جنوب الضفة الغربية من منطقة الخليل؛ ولأن وضعه
المادي كان جيدا كان يحرص على أن يعطي والدتي نصيبا من المال كل فترة. كانت أمي
تحاول الرفض فيحلف عليها ويبدي الزعل منها ويقول: إذا لم أساعدك أنا فمن سيفعل ذلك
وكيف سيعيش أولادك فتأخذ ذلك منه وقد طأطأت رأسها وجرت دموعها على خديها
فيعتب عليها قائلاً: كل مرة تبكين!!
زوجة عمي وأبناؤها عاشوا معنا تقريباً بصورة كاملة وقاسمونا كسرة الخبز وشربة الماء
وقد طلب جدي من أخي محمود ومن ابن عمي حسن أن يهدما جزءاً من الحائط الذي كان
يفصل بين دارنا ودار عميء؛ فأصبحت الداران دارا واحدة مع بعض الخصوصية.أهل
زوجة عمي كانوا في حالة صعبة ولم يكونوا قادرين على إعانتها بشيء رغم استشهاد
زوجها وفقدانها لمعيلهاء ومع الوقت بدأوا يضغطون عليها للزواج فما دام زوجها قد توفي
فما المبرر من بقائها عزباء» وهي ترفض خشية ضياع أولادهاء وهم يحاولون إقناعهم
بأن جدهم وعائلة عمهم سيقومون بذلك» وهم سيحاولون المساعدة على ذلك؛ ولكنها يجب
أن تتزوج فهي لا تزال صبية والمستقبل أمامها ويجب عليها عدم ترك - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 3484 (8 views)