الشوك والقرنفل (ص 20)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 20)

المحتوى

ثم تبدأ أمي بوصاياها المعتادة لإخوتي محمود وحسن وتودعهما حتى باب الدار:
في طريقهما للعمل في مصنع خالي نخرج لنلعب (عرب ويهود) أو (السبع شقفات)»
والبنات يلعبن (الحجلة)؛ حتى يقترب المساء فيعود محمود وحسن من المصنع؛ وهكذا
تجري الحياة الروتينية دون أي جديد.
مساء أحد الأيام لم يعد محمود وحسن من المصنع تأخرا ولم يجيئا وحدهما بل
جاء معهما خالي صالح؛ كالعادة التقينا حوله وكالعادة سلم على كل واحد منا وقبّله
فعزارت وأعطى كل وات مك تسريه من الثروقره شر يذا الحديث مع أني عع خساتي
فتحية» فقد جاءها خطاب يريدون يدهاء وهم جماعة يعرفهم خالي جيداً من الضفة الغربية
بلدة صغيرة في قضاء الخليل ممن يتاجرون بالأقمشة ويأتون ليشتروا القماش الذي يصنعه
خالي» وقد عرفهم خالي جيداً وهو يريد رأي أمي في ذلك. أمي أوضحت أن الرأي رأيه
وما دامت فتحية موافقة وراضية وأنت موافق وراض وتعرف الجماعة فعلى بركة اش
أتناء ذلك قامت أمي وتركتنا مع خالي يسأل عن أخبارناء أخبار كل واحد وكل واحدة في
المدرسة وغير ذلك.
وعادت بعد قليل وقد جهزت إبريقاً من الشايء شرب خالي معنا الشاي شم قام
ليغادر حاولت أمي أن تقنعه بالمبيت عندنا فاعتذر قائلاً: أنت تعرفين أنني لا أستطيع
المبيت خارج المنزل فليس عندي سوى بناتء فدعت له والدتي: الله يعوض عليك يا
صالح عوض الخيرء خرج خالي وهو يقول سأخبر الجماعة بالموافقة وعندما يخبرونني
عن موعد قدومهم للخطبة سوف أخبرك لتحضري أنت والحج أبو إبراهيم والأولاد.
وفي اليوم التالي منذ ساعات الصباح الباكر وبعد أن أنهى جدي صلاته بقليل أخد
يستمع إلى مكبرات الصوت التي تحملها سيارات الجيب العسكري وهي تعلن باللغفة
الغوبية المكسرة عن فرض منع التجول إلى إشعار آخر (ألو ألو..ممنوع التجول حتى
إشعاراً آخر واللي يخالف يعرض نفسه لخطر الموت) وهكذا ظل الصوت بتكرر مرات
عديدة. . أمي قالت للجميع اليوم ليس هناك مدارس يا أولادء وممنوع أي واحد منكم يخرج
من البيت » وخرجت إلى الغرفة الأخرى لتتأكد من علم جدي وابني عمي حسن وإبراهيم
بالأمرء بقينا في البيت لم نخرج منه وظل الباب علينا مغلقاً طيلة النهاره وكلما اقتترب
واحد منا من باب الدار صرخت عليه أمي بعدم فتح الباب وإلا أوسعته ضرباً.
0

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set