الشوك والقرنفل (ص 23)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 23)
- المحتوى
-
بعد حوالي شهر في ظلمة الليل الحالكة والسكوت والسكون يخيم على بيوت
المخيم البائسة الفقيرة» فلا تسمع الأصوات إلا من نباح كلب يأتي من بعيد أو مواء قطة
تبحث عن ولدها الذي التقطه أحد الصبية ليربيه في بيتهم؛ عساه حين يكبر يأكل الففران
التي تقض مضجع العائلة» في أزقة المخيم الصغيرة المتشابكة ورغم نظام حظر التجول
السائد والخطر الذي قد يحدثء كان "أبو حاتم" يتسلل تسلل القطة منساباً في تلك الأزقة
بخفة ورشاقة وهدوءء وكلما لزمه تجاوز زاوية جديدة توقف مترقبا باحشا عن عدو
متحرك أو كامنء» وحين يتأكد من خلو المنطقة يواصل مسيره وانسيابه.
و'أبو حاتم" رجل طويل القامة» رشيقء» قوي البنية»؛ يغطي رأسه بتلك الكوفية
ويلفها حول وجهه فلا تبدو منه سوى عينيه» كان شاويشا في قوات جيش تحرير فلسطين
أيام الحكم المصري في قطاع غزة: قاتل في حرب 57 ببسالة فائقة» ولكن ما عساه يفعل
هو وقلائل من البواسل في معركة خاسرة بإجمالها. انساب أبو حاتم في شوارع وأزقة
المخيم؛ فقد كان يعرف طريقهء توقف قليلا يتفحص المكان من حوله ثم انطلق نحو شباك
أحد البيودت وطرق على أطراف الشباك بخفية ثلاث طرقات ثم طرقة ثم طرقتين..نعم هذا
حقيقي وقف "أبو يوسف" بجوار الشباك وقرّب رأسه منه وهمس بصوت لا يكاد يسمعه:
من الطارق؟ فجاوب صوت "أبي حاتم" هامسا أبو حاتي تقر 0
ب معقول) جاء الصوت: معقول يا أبو يوسف معقول. فتمتم سأفتح لك الباب.انسل "أ
تم" إلى الداخل فأغلق "أبو يوسف" قاب وأكى كلم و إنحد كيدا سه يسن ورا
ب و"أبو يوسف" يتمتم (مش معقول الحمد لله أنك بخير يا أبو حاتم).
أم يوسف كانت قد استيقظت وغطت رأسها وخرجت من الغرفة» اقتربت هي
الأخرى وهي تهمس: الحمد لله لله على سلامتك يا "أبو حاتم”» تفضل يا أخويه تفضل ادخل»
دخل أبو يوسف وأبو حاتم الغرفة وتوجهت أم يوسف ذاهبة إلى المطبخ قال أبو حاتم لأم
يوسف لا تجهزي طعاما ولا شايا ولا تشعلي المواقدء التفتت أم يوسف باستغراب قائلة:
(خير يا أبو حاتم أنت جاي عند مقاطيع!!) فتبسم أبو حاتم وهمس ألف سلامة عليكم
وعلى خيركم ولكني لست جائعاً ولا أريد أن يُسمع إشعال الموقد' (ألف سلامة عليكو
وعلى خيركم).
' الموقد: البابور
نه - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 3485 (8 views)