الشوك والقرنفل (ص 29)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 29)
- المحتوى
-
وبعد مرور اليومين الأولين من منع التجول بدأ الناس يتجرأون على الخروج من
بيوتهم والجلوس عند أبواب منازلهم في الأزقة الضيقة في أعماق المخيم حيث لن تستطيع
قوات الاحتلال الوصول إليه بسهولة قبل أن يصدها رجال المقاومة الذين يتربصون لها
في زوايا. المخيم» رأيت الكثير من رجال المقاومة ولم أستطع معرفة أحد منهم فقد كانوا
يتلثمون بالكوفيات ويحملون أسلحتهم ويرابطون في مواقعم وراء هذا الجدار أو ركن تلك
الزاوية.
ورأيت عدداً من جيران الحي من جيراننا يجلسون عند إحدى الزوايا ويشربون
الشاي وبعضهم يلف السجائر ويدخنهاء ويتحدثون من مشاعرهم وتخوفاتهم» يشعرون
بالعزة والكرامة التي أهانها الاحتلال من الجاثم على صدورناء ويتخوفون من الآتي
المجهول فهل يبقى الوضع على حاله هكذا؟ ولن يقتحموا المخيم بقوات كبيرة؟ أو لن
يقصفوه بالمدافع أو يحرقوه على رؤوس من فيه!! الآراء كانت متباينة ولكن الرأي القائل
بضرورة الصمود كان هو الغالب والقاعدة التي ترددت ماذا لدينا لنخسره!! فليس لدينا إلا
القيد ودار الوكالة» فعلام الخوف؟ هكذا كانت تنتهي كل الأحاديث (يا راجل أي والله حياة
دقيقة بعزة وكرامة ولا ألف سنة زي الزفت تحت بساطير جنود الاحتلال).
هذا لم يكن فقط في مخيمنا بل كان في كافة المخيمات في قطاع غزة» وفي كل
شوارع المدن والقرى أو في الكثير منهاء في الضفة الغربية وغزة بدأت المقاومة تتأجح
في أنحاء الوطن بعضها منتظم والكثير منها فرديء ومبادرات محلية من أحرار الوطن
ورجاله وقد بدأنا نسمع أخبارا خاصة عن عمل المقاومة المتميز في مخيم جباليا القريب
من مخيمناء فهناك كان أبو حاتم يقود المقاومة التي التحق بها العشرات من شباب ورجال
المخيم والمناطق القريبة وأصبح الجميع يسمونه مخيم جباليا (مخيم الثورة).
الأخبار كانت تسري في المخيم سريان النار في الهشيم» فتزيد الناس سعادة وترفع
المعنويات» ونحن كأطفال انعكس ذلك حتى على لعبنا (عرب ويهود)» فقد صرنا نلعبها
يوميا وأصبحت القاعدة السائدة أن العرب سيغلبون ويقتلون أعداءهم.
هيج هبرة
هه - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 3485 (8 views)