الشوك والقرنفل (ص 58)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 58)
- المحتوى
-
جلست على الطاولة وإبراهيم ينتظرني عند باب الخروج؛ وبخفة وحذر شديدين
حشوت له نصف الرغيف بنصف حصتي من الكفتة ووضعته في كيس النايلون ثم أخفيته
داخل بنطالي» أكلت باقي الطعام ووقفت أرى منظر البنطال كيلا يفضحني عند التفتيش.
ألقيت الطبق من شباك المطبخ وتقدمت مثل الولد المؤدب من الست عيشة التي
تقف عند الباب للتفتيش رافعاً يدي فوق رأسيء أجرت تفتيشاً سريعاً علي وانطلقت
خارجاء تلفت يمنة ويسرة بحثاً عن إزراهيم وأنا أمد يدي داخل البنطال لأخرج نصف
ال غيف.
وما أن صازت بدي حتى رليث مجموعة من الآزلاة حوللي للثلاكين. ولد سن
عائلة تسكن قريباً من الصحة» كنا نسميهم الهكسوس لكثرة مشاكلهم يهجمون علي لسرقة
السندويشة من يديء؛ أطلقت ساقي للريح وهم ورائي.
لكنني جريت بكل ما أوت تيت من قوة مسافة طويلة وشعرت أنني قد ابتعدت عنهم
فالتفت ورائي كي أتأكد أنهم قد توقفوا أو رجعوا وما إن أدرت رأسي للوراء فإذا حجر
كبير قد قذف من أحدهم نحوي يصيبني في عيني مباشرة: أظلمت الدنيا أمام عيني وسقط
نصف الرغيف من يدي وغطاه التراب» ولم أتمكن أو لم أرغب بالانحناء لألتقطهء
تمسكت بالكرت وواصلت طيراني صارخا: (ياما) حتى البيت. جريت مسافة طويلة ويدي
على عيني حتى وصلت البيت قفزت أمي بهلع بالغ ورفعت يدي عن عيني تنظر ما حدث
وصرخت: (يا ويلي راحت عين الولد).
تناولت خظام رأسها وطارت تجري بي مرة تحملني ومرة تجرني قا وعدي
تمسك بيدي جرياً إلى عيادة الوكالة» بعد جهد وعناء وصلنا إلى العيادة توجهنا إلى غرفة
علاج العيون والتي يتواجد فيها ممرض متخصص وحين وصلنا سألوا أمي عن كرت
(العيادة) التموين الذي لا يصح أن يتم معالجة أي شخص إلا بعد أن يظهره ويجروا
إجراءات روتينية من التسجيل ولكن لهفتها وخشيتها على عيني كانت قد نسيت أن تأخذ
معها الكرت؛ وبدأت ترجو وتتوسل وتحاول دون جدوىء قالوا لها أحضري كرت التموين
وبدونه لن يعالج الولد» أجلستني على (البنك) الكرسي الخشبي أمام عيادة العيون وخرجت
تجري لتحضر كرت التموين قبل موعد إغلاق العيادة. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 5134 (6 views)