الشوك والقرنفل (ص 60)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 60)
- المحتوى
-
تم قبول أخي محمود في كلية الهندسة في جامعة القاهرة» يوم علمنا بذلك احتفلنا
به كعادتنا بالصراخ والهجوم على محمود وضربه وقرصه وأعدت لنا أمي صينية الحلبة
وجاءتها المباركات والمهنتات» وبدأ محمود يستعد للسفر. بسطة الخضراوات كانت يجب
أن تستمر؛ لأنها ستغطي نفقات التعليم للسنوات القادمة؛ لذلك كان على حسن
إدارتها بما يتناسب مع دراسته ودوامه في المدرسة» هذا طبعاً حتى اليوم قبل الأخير من
سفر محمود لمصرء فقد ظل مواظباً على عمله حتى يوم سفرهء وكان علي أن آخذ دوره
في العمل في النظافة والترتيب في مصنع خالي مع أخي محمد.
قبل سفر محمود لمصر أعدت له أمي الكثير من الأغراض التي سيأخذها معه.
أعدت له بعض زيت الزيتون وشاياً وملوخية مجففة وبامية مجففة وأشياء أخرى شبيهة:
اشتروا بالمال الذي ادخروه جنيهات مصرية من سوق العملاتء: وأخذها محمود إلى أحد
الخياطين الذي وضعها له في حزام البنطال داخل القماش وحاك القماش عليهاء كي يتمكن
محمود من أخذها لمصروفه في مصرء حيث أن موظفي الجمارك من اليهود يصادرون
الأموال ويمنعون نقلها مع المسافرين لمصر.
تردد محمود على مقر الصليب الأحمر الذي كان ينظم عملية سفر الطلاب من
القطاع إلى مصر وعودتهم بين سلطات الاحتلال والسلطات المصرية حتى عرف موعد
سفره؛ كان عليه مثله مثل باقي الطلاب أن يذهبوا إلى قسم المخابرات في السرايا حيث
يتم التحقيق معهم وتحذيرهم من العمل مع المنظمة؛ ويحاولون تجنيد من يستطيعون.
في الليلة الأخيرة قبل سفر محمود سهرنا جميعا معه أكثر مما اعتدنا فهو
سيغادرنا»وسيغيب عنا حوالي سنة كاملة» كانت الليلة ممزوجة بالضحك والبكاء والفرح
والحزن» خليط غريب من المشاعرء ومليئة بصورة خاصة بتوجيهات أمي وأوامرها
لمحمود.
في الصباح استيقظنا مبكرين كانت أمي قد جهزت حقيبتين كبيرتين مس تخدمتين
كان محمود قد اشتراهماء حيث وضعت فيهما كل الأغراض والمتاع. حمل أخي حسن
واحدة وابن غمي حسن الثانية وخرجت أمي معهما لوداع محمود؛ ونحن ودعناه حتى
أطراف الحارة» وعدنا أدراجنا والحزن باد في النفوسء فقد بدأنا ندرك أكثر معنى فراق
الأحبة. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 5134 (6 views)