الشوك والقرنفل (ص 63)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 63)
- المحتوى
-
مه ٠ ٠.
الفصل الثامن
. صباح كل يوم يخرج المئات من أبناء وبنات ١ لمخيم في حدود الساعة السابعة
صباحا إلى مدارسهم من كل الأجيال من أبناء وبنات السابعة» الذين يذهبون للمدرسة في
الصف الأول الابتدائي وحتى أبناء وبنات الثامنة عشرة الذين يدرسون الثانوية العامة.
مجموعات من الأولاد تتبع مجموعات من البنات وراءها مجموعات من الأولاد
وهكذا كل صباح غالبية أولاد وبنات المخيم لا يهتمون بإنشاء علاقات حب وغرام حيث
أن قواعد الحي في المخيم توجب التعامل مع بنات الجيران مثل التعامل مع الأخوات»
أمي كانت دوما تحذر إخوتي وأخواتي من أي علاقات مع الجنس الآخر. وكثيرا ما كانت
تحذر إخوتي من النظر إلى بنات الجيران أو معاملتهن» وتحذرنا من أن نتطاول على
أعراض الناس» فلا بد أن الناس ستتطاول على أعراضناء ولو ظن البعض أنه أذكى
الأذكياء» هذا كان رادعاً لنا عن أن نفكر مجرد تفكير في أن نفعل ما يفعله بعض الأولاد
والشبان من الوقوف على زاوية الطريق في طريق الفتيات الذاهبات والعائدات من
مدارسهن مثل البدور.
بعض هؤلاء الشبان كانوا يقفون على طريق الفتيات فقط لمجرد النظر إليهن أو
إلقاء بعض الكلمات العابرة (وين يا جميل)» (ما تطلعوا علينا يا ناس... الكبرة لش)
آخرون يقفون هناك ليروا الفتيات العائدات اللواتي أحبوهن واقتنعوا بحبهن» عسى أن
تتطور العلاقة معهن وتنظر إحداهن على من أحبها نظرة تملا عليه يومه بالسعادة وعسى
أن تقبل أن تستلم منه رسالة» كتبها لها من أعماق فؤاده: نعم فأهل المخيم مثل كل الناس»
رغم بؤسهم وشقائهم يحبون ويعشقون ويعيشون الحياة كما يعيشها كل الناس.
ولكن مما لا شك فيه أن مستوى المحافظة على العادات والتقاليد واعتبار الاقتراب
من فتيات الجيران ماساً بكل تلك التقاليد وخارجاً عليها جعل تلك التعبيرات عن معاني
الحب والعشق أكثر انضباطا وعفافاء وظل غالبيتها حبيس المشاعر داخل النفوسء اللهم
إلا من نظرة إعجاب أو إكبار وشوق عن بُعدء أو من مساعدة واضحة ومميزة للأهمل
تدعو للاستفسار عن السبب وراء هذا التفاني في المساعدة والحرص على المصلحة.
مخ - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 10664 (4 views)