الشوك والقرنفل (ص 69)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 69)
- المحتوى
-
بعد حملة شق للشوارع بات واضحا أن قدرة جيش الاحتلال على السيظرة على
المخيم أصبحت أكثر سهولة ويسراء وكان من السهل على دورياته المنقولة بالآليات
التحرك بسهولة وأن تراقب ما يجري في المخيم بسهولة ومن ثم يتم حصار أي ربع فيه
اشتباه بتحركات معادية وتفتيشه واعتقال أو قتل من يشكون فيه. سرعة تحركات سيارات
الدوريات وقدرتها على الوصول المفاجئ لكل أطراف المخيم بدأ يتقل على المقاومة
والفدائيين» فكان لا بد من تطوير طريقة جديدة للإنذار السريع للفدائيين بوجود قوات
للاحتلال قريبة» حتى يتمكنوا من أخذ حيطتهم واستعدادهم؛ وقد كان» ففي كل مكان يظهر
فيه جنود الاحتلال» وكلما رأى أحد الصبية أو الفتيات وحتى الكبار من الرجال والنساء
قوات الاحتلال هقف .يصوت عال [بيعوا) وكل من يسمع هذه الكلمة يرددها فوراً يصوت
عال (بيعوا..بيعوا..بيعوا واتريح منو) وقد كان القصد حينها مطالبة جنود الاحتلال بيع
أسلحتهم.
هذه الظاهرة ظاهرة المناداة ورفع الصوت بهذا النداء تحول بعد وقت قصير إلى
صورة من النشيد الشعبيء؛ فحينما يرى الطلاب والطالبات في طريقهم إلى المدرسة
وإيابهم منها دورية احتلال انفتحت حناجرهم في أنشودة شعبية عارمة
(بيعوا..بيعوا..بيعوا واتريح منو والصندل أحسن منه) ويظلون يرددون ذلك كلما ظلت
عيونهم واقعة على تلك الدورية» والجنود لا يعرفون كيف يتصرفون إزاء ذلك فيقعون في
ربكة وحيرة.
ويسمع الفدائيون تلك الأصوات ويعرفون مكانها فيأخذون حذرهم واس تعدادهم,
العادة كانت أن الصغار هم من يرددون هذا النداء» ولكن حين لا يتواجد الصغار ولا
يكون مناص للكبار من ترديدهء لإنذار الفدائيين فإنهم لا يتورعون عن رفع أصواتهم به.
مرت الأيام سريعة» وبدأنا نعد الأيام على عودة محمود من مصرء وقد تخرج من
كلية الهندسة؛ وبدأنا نتردد يومياً على مقر الصليب الأحمر بحثاً عن اسمه في أحد أفواج
العائدين من مصرء وموعد عودته» بعد أيام من التردد على المقر والسؤال» نزلت قوائم
العائدين على لوحة الاعلانات ووجدنا اسم محمود في الفوج الثالث» طرنا إلى البيت نبشر
أمي بموعد وصول الباش مهندس محمود.
هه - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 6884 (5 views)