الشوك والقرنفل (ص 74)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 74)
المحتوى
وفجأة جاءت الأخبار عن بدء تلك الصدامات التي عرفت بأحداث أيلول الأسود
من عام ‎١170‏ والتي تطورت إلى معارك حقيقية ملت أصداؤها المنطقة» وأدت إلى
تحركات سياسية على مستوى الزعامات العربية.
أم أحمد كان لها ثلاثة أولاد في الأردن في تلك الاشتباكات الطاحنة ولكل واحد
من أولادها الثلاثة زوجة وعدد من الأولاد» وهم هناك في خطر حقيقي فلم تعد أم أحمد
قادرة على النوم أو على وضع الطعام في فمها وهي ترتجف هلعاً عليهم. أبو أحمد يحاول
تهدئتها وطمأنتها وأن تتوكل على الله فلن يحدث إلا ما قدره اللهء ولكنها أم وقلب الأم لا
يعرف الطمأنينة في مثل هذه الحالة.
إزاء ذلك اضطر أبو أحمد أن يقرر السفر للأردن ليطمئن على الأولاد وعائلاتهم.
فصرخت أم أحمد : وهل ستسافر وحدك؟ فأجابها: نعم قالت: وما فائدة ذلك؟ فخوفي
وهمي يزيدء سأل :وما الحل؟ ما الرأي؟ أجابت: نسافر سوية. حاول أن يثنيها عن عزمها
فلم يستطع. جهز التصاريح له ولها وانطلقا مسافرين إلى الأردن وهناك كانت أشبه
بحرزب حقيقية.
وصولهم إلى منزل سعيد ابنهما السائق اكتنفته مخاطر جسيمة» وبعد وصولهما
البيت لم تقر لهما عين فالوضع في غاية الخطر وإطلاق النار لا يتوقف حتى اضطروا
إلى إغلاق النوافذ ووضع الخزانات وأثاث البيت عليهاء كيلا تدخل الطلقات فتصيب من
في البيت» فكانوا يضطرون للسير وهم منحنون طيلة الوقت» فإذا رفع أحدهم رأسه وسار
معتدلا صرخ عليه الجميع: لا ترفع لئلا تصيبك إحدى الرصاصات الطائشة» وأبو أحمد
يتمتم بين الحين والآخر هذا من تحت رأسك لقد كنا هناك في أمان» فتردد أم أحمد هنا
بين أولادي وعيالهم رغم الخطر أهون علي من الانتظار هناك بألف مرة: فيتمتم: طيب
علوي وان وشم كلى .كتين .. يا ساتر يا ساتر.
انتهت أحداث أيلول وجرش وعجلون ورحلت الثورة إلى لبنان» وما إن بدأت الأمور
بالهدوء حتى عاد أبو أحمد وزوجته إلى الخليل» وعاد أبو أحمد إلى متجره يحدث بما
شاهد بأ م عينه من ويلات ورعب حقيقي ويحمد الله على سلامته» فيهنئه الحضور
بالسلامة فيحمد الله مرة أخرى على سلامته وسلامة أم أحمد والأولاد وعيالهم.
لم تمر فترة طويلة حتى أعلنت الإذاعات عن موت جمال عبد الناصر الذي نزل نزول
الصاعقة على رؤوس الجماهير الفلسطينية التي رأت فيه بغالبيتها زعيم الأمة العربية
وأملهاء فانطلقت المظاهرات عارمة في كل أنحاء الوطن في مخيماته ومدنه وقراه.
نه
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7440 (4 views)