الشوك والقرنفل (ص 87)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 87)

المحتوى

يوم الخميس يتم إخراج الأسرى أربعة أربعة إلى الحمامات في طرف القسم حيث
أمام الواحد خمس دقائق ق للاستحمام في الأسبوع فالمياه نادراً ما تكون ساخنة؛ وقطعة
الصابون الرديء يجب أن تكفي كل من يدخلون الحمام؛ أي ربع من في القسم من
السجناء؛ بعد الحمامات يعطي السجان لكل غرفة شفرة حلاقة واحدة على الجميع أن يحلق
ذقنه بها..
يوم الجمعة يكون يوماً لزيارات الأهل» كل منطقة من مناطق القطاع؛» في إحدى
الجمع وفي الصباح يستعد من لهم زيارة» وينتظرون صوت مكبرات الصوت المثبتة على
جدران القسم تنادي أسماء الزائرين فوجاً بعد الآخرء من تنادى أسماؤهم يخرجون من
الغرف بعد أن يفتح لهم السجانون» يتم تجميعهم من كل الأقسام في غرفة انتظار ويتم
تفتيشهم واحداً تلو الآخرء ثم يدخلون إلى قسم الزيارة يسحبهم السجانون بقوة حيث يتم
التفتيش من جديدء ويفصل سجناء كل قسم على حدة» ويعودون إلى غرفهم هناك يستقبلهم
زملاؤهم بالتهنئة ومباركة الزيارة» فيجيبون الله يبارك فيك» عقبال عندك.
إلى هذا الواقع المرير والقاسي وصل أخي محمود وعاش في سجن غزة الذي
كان يكاد ينفجر بمئات السجناء فيه من شتى مناطق القطاع؛ إدارة السجن تمنع أي مظهر
للحياة الجماعية المنظمة» وتحرم الأسرى من أبسط حقوقهم التي تكفلها حقوق الإنسان
وميثاق جينيف» ومن يحاول أن يعترض يناله من الضرب والشدة ما لم يتخيله عقل آدمي.
يوم المحكمة يأتي السجانون ليخبروا محموداً وغيره من السجناء أن عليهم أن
يستعدوا للخروج إلى المحكمة» وخلال دقائق يخرجونهم من الغرف» يجرون عليهم تفتيشا
دقيقاً ثم ية يقيدون أيديهم بقيود الحديد (الكلبشات) وراء ظهورهم, ويقيدون أرجلهم كذلك.
ويبدأون بإدخالهم بجرجرتهم إلى المحكمة العسكرية القريبة من مبنى السجن (في طرفه
الآخر) وهناك يضعونهم في غرفة الانتظارء ويبدأون بإدخالهم واحدا تلو الآخر لقاعة
المحكمة؛ حيث يحبسونهم في قفص الاتهام يحرسهم الجنودء وفي وسط القاعة طاولة
كبيرة» وراءها ثلاثة كراسي خلفها علم إسرائيل» يدخل القضاة ضباط عسكريون فيصرخ
أحد الجنود قيام» حيث يجب أن يقف كل من في القاعة حتى الأهالي الذين يجلسون في
الطرف الآخر وبنادق الجنود موجهة إليهم» وتبدأ المداولات في المحكمة حيث إن دور
المحامي يكون أقرب إلى الصفر.

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set