الشوك والقرنفل (ص 111)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 111)

المحتوى

وقد فتح هذا الأمر جدلاً عنيفاً في أوساط سكان المخيمء فلا تجد تجمعاً أو لقاء أو
زيارة إلا ويطرح فيها هذا الأمر وينقسم الناس إلى معارض ومؤيدء المؤيد يطرح فكرة
التعاطي مع الواقع» حيث لا يمكننا العيش في المجتمعات مثل (علب السردين) إلى ما لا
نهاية.
فالبيوت لا يمكنها الاتساع لنا مع الزيادة الكبيرة في النسل» وحل القضية ليس
في الأفق المنظور ولا يمكننا شراء أرض عادية والبناء عليها فكلفة ذلك أعلى من أن
تطاق والمعارضون يخشون من ذوبان قضية اللاجئين بتفريغ المخيمات من سكانهاء وأن
هذا هو هدف الاحتلال توطين اللاجئين في هذه الأحياء وإنهاء قضيتهم.
استمر الجدل وكانت تلك المشاريع لا تزال مجرد فكرة لم تخرج لحيز التنفيذ بعد حتى
يثبت رأي أحد الطرفين أو عكسه.
قبل زواج أخوي محمود وحسنء لم أكن أعرف أن هناك شيئاً اسمه مواد تجميل
فأمي مثلها متل نساء المخيم لم تستخدم تلك الموادء وكل ما كان يطرأ عليهن في
المناسبات السارة هو أنهن ينزعن الشعر عن وجوههن ويخففن من حواجبهن» ورغم ذلك
فقد كن يبدون غاية في الجمال. ومّن تلك التي كانت ستبحث عن مواد التجميل وهي لا
تجد قوت أولادها وأولادها لا يعرفون طعم اللحم إلا في المناسبات العظيمة: أو لا
يميزون بين أسماء وأصناف الفواكه التي لا يرونها إلافي صور كتب الأحياء في
المدارمن:
حين كانت تتزوج إحدى الفتيات كان يبدو واضحاً أن النساء حين يزينها
يستخدمن بعض مواد التجميل» ولكن لم تدرك أن هناك شيئا اسمه مواد تجميل ولكن بعد
زواج محمود وحسنء وعندما كنت أدخل إحدى غرفهم كنت أرى في رفوف (التسريحة)
-وهي خزانة في وسطها مرأة كبيرة توضع في غرف النوم- عددا من القناني والعلب
التي فهمت أنها مواد تجميل» ولكنها على ما يبدو لم تكن للاستخدام أكثر من يوم الزفاف
وفي مناسبات الزواج للأقارب..لم نر حتى هذا الوقت أياً من النساء تسير في شوارع
المخيم وهي متبرجة وتضع على وجهها تلك المواد.
صحيح أن كثير من النساء لم يكن يغطين رؤوسهن وبعضهن كن يغطينهاء ولكن
مواد التجميل لم تكن معروفة أو مشهورة حتى مع الشعور الواضح بتحسن وضع الناس
الاقتصادي العام...لم نشعر أن هناك تغيرا كبيرا في هذا المضمارء ولكن لا شك بأن
بعض النساء كن قد بدأن يستخدمن من هذا أنواعا ولكن هذا ظل محدودا.
0

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set